أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-2-2022
1491
التاريخ: 28-9-2016
2372
التاريخ: 2024-05-29
708
التاريخ: 2024-02-20
970
|
أنّ الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب و لا يداوي أمراض القلب إلّا بالعلم و العمل ، و العلم النّافع لمرض الحسد أن تعرف تحقيقا أنّ الحسد ضرر عليك في الدّين و الدّنيا ، و أنّه لا ضرر به على المحسود في الدين و لا في الدّنيا ، بل ينتفع به فيهما ، و مهما عرفت هذا عن بصيرة و لم تكن عدوّ نفسك و لا صديق عدوّك فارقت الحسد لا محالة.
أما كونه ضررا عليك في الدين فهو أنك بالحسد سخطت قضاء اللّه و كرهت نعمته التي قسمها لعباده و عدله الذي أقامه في مملكته بخفي حكمته ، و استنكرت ذلك و استبشعته و هذه جناية على حدقة التوحيد و قذى في عين الايمان.
و ناهيك بها جناية على الدين و قد انضاف إليه أنك غششت رجلا من المؤمنين ، و تركت نصيحته و فارقت أولياء اللّه و أنبيائه في حبهم الخير لعباد اللّه ، و شاركت إبليس و ساير الكفار في حبهم للمؤمنين البلايا و زوال النعم ، و هذه خبائث في القلب تأكل حسنات القلب كما تأكل النار الحطب و تمحوها كما يمحو الليل النّهار.
وأما كونه ضررا في الدنيا عليك فهو أنك تتألم بحسدك و تتعذب به و لا تزال في كدّ و غم ، إذ اعداؤك لا يخليهم اللّه عن نعم يفضيها عليهم ، فلا تزال تتعذب بكل نعمة تريها ، و تتألم بكلّ بليّة تنصرف عنهم ، فتبقى محزونا مغموما متشعّب القلب ضيق النفس كما تشتهيه لأعدائك و كما يشتهي أعداؤك لك ، فقد كنت تريد المحنة لعدوّك فتنجزت في الحال محنتك نقدا و لا تزول النعمة من المحسود بحسدك ، إذ لو كانت النعم تزول بالحسد لم يبق اللّه عليك نعمة و لا على الخلق و لا نعمة الايمان أيضا لأنّ الكفار يحسدون المؤمنين على الايمان قال اللّه تعالى : {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [آل عمران: 69] , بل ما قدره اللّه من إقبال و نعمة فلا بد أن يدوم إلى أجل قدره اللّه و لا حيلة في دفعه ، بل كل شيء عنده بمقدار ، و لكل أجل كتاب ، و مهما لم تزل النعمة بالحسد لم يكن على المحسود ضرر في الدنيا ، و لم يكن عليه إثم في الآخرة.
و أما أنّ المحسود ينتفع في الدين و الدنيا فواضح ، أما منفعته في الدين فهو أنه مظلوم من جهتك لا سيّما إذا أخرجك الحسد إلى القول و الفعل بالغيبة و القدح فيه و هتك ستره و ذكر مساويه ، فهذه هدايا تهديها إليه بانتقاله حسناتك إلى ديوانه حتّى تلقيه مفلسا محروما عن النعمة كما حرمت في الدنيا عن النعمة فأضفت له نعمة إلى نعمة ، وأضفت لنفسك شقاوة الى شقاوتك.
و أما منفعته في الدنيا فهو أنّ أهمّ أغراض الخلق مساءة الأعداء و غمّهم و شقاوتهم و كونهم معذبين مغمومين ، و لا عذاب أعظم مما أنت فيه من ألم الحسد ، و قد فعلت بنفسك ما هو مرادهم ، فالحسد ينبغي أن يحكمّ الحسد فكلما يتقاضاه من قول و فعل فينبغي أن يكلف نفسه بنقيضها ، فان بعثه الحسد على القدح فيه كلف لسان المدح له و الثناء عليه ، و إن حمله على التكبر ألزم نفسه التواضع له و الاعتذار إليه ، و إن بعثه على كف الانعام عنه الزم نفسه الزيادة في الانعام ، فمهما فعل ذلك عن تكلف و عرفه المحسود طاب قلبه و أحبّه ، و مهما أحبّه عاد الحاسد و أحبّه و تولد بينهما الموافقة التي تقطع مادة الحسد و يصير ما تكلفه اولا طبعا آخر.
و الاصل في العلاج قمع أسباب الحسد من الكبر و عزة النفس و شدّة الحرص على ما لا يعني.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|