أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
2444
التاريخ: 17-9-2016
2240
التاريخ: 22-9-2016
1967
التاريخ: 22-9-2016
1955
|
كانت مملكة أشنونا أول الممالك التي استقلت عن سلطة أور الثالثة وذلك في السنة الثانية من حكم أخر ملوكها (أبي-سين Abi-Sin) (2028-2004 ). ويبدو ان السبب الذي شجعها على الانفصال هو بعدها عن مدينة أور، حيث أن ارجاعها إلى سلطة أور الثالثة سوف تكلف الملك "أبي-سين" مالا يستطيع توفيره بسبب شحة المواد الغذائية في عاصمته، ولذلك فقد تقبل ملك أور هذا الانفصال مجبراً لا راضياً، فخسر بذلك منطقة ديالى بكاملها(1) واصبح (اتوريا Aturia) 2026-2018 ق.م) والذي حمل أسماً جزرياً أول من حكم أشنونا بعد أستقلالها ولا تُعرف تفاصيل كثيرة من الاحداث التاريخية التي وقعت أبان مدة حكمه(2) خلف أتوريا ولده (شو-إيليا Šu-iliya ق.م 2017-2011 ق.م) على عرش مملكة أشنونا والذي حمل أسماً جزرياً مثل أبيه وكان معاصراً لـ (أشبي-إيرّا Išbi-Erra ق.م2017-1885 ) ملك إيسن(3) وبدأ هذا الملك بإلغاء الالقاب القديمة لحكام أشنونا مثل "خادم ملك أور" وأحّل محله خادم الاله تشباك(4) ولقب نفسه "بالملك العظيم، ملك بلاد واروم"(5) ، "وملك الجهات الاربعة"(6)، وسبق أسمه بعلامة الالوهية (Dingir) على غرار ملوك أور، وغير التقويم السومري وبدأ يؤرخ بحوادث خاصة به، كما أستبدل اللغة السومرية باللغة الاكدية في مدوناته الرسمية كافة(7)، وكانت العلاقات في عهده طيبة وحسنة بين مملكة أشنونا ومملكة إيسن حيث وجد في احد النصوص والتي تؤرخ إلى الملك "شو-إيليا" انه ارسل جرة من الزبد كهدية إلى ملك إيسن "إشبي-إيرّا"(8) ويعد "شو-إيليا" أول ملك حقيقي في أشنونا ومؤسسها، وقد عثر على قصره ضمن طبقات أشنونا البنائية(9) .
تربع على عرش أشنونا بعد ذلك (نور-آخوم) Nur-Ahum ) (ق.م 2010-2002)) وهو الأبن البكر للملك "شو-إيليا" والذي حمل اسماً جزرياً أيضاً، وكان حليفاً لملك إيسن "إشبي-إيرّا"(10)، ومن بعده (كيري-كيري Kirikiri) الابن الاصغر لـ "شو-إيليا" والذي حمل اسماً عيلامياً وكان حليفاً لـ (عيلام)، حصل صراع بين الاخوين على عرش أشنونا وكانت عيلام وآشور تدعم "كيري-كيري" مما اضطر "نور-آخوم" أن يطلب الحماية والمساعدة من ملك إيسن ضد عيلام وأشور، وفعلاً فقد تمت أعادته إلى عرش أشنونا بمساعدة "إشبي-إيرّا" مملكة إيسن(11) وقد سجل كلاً من "إشبي-إيرّا" و "نور-آخوم" ملك أشنونا انتصارهم على حلف (عيلام وأشور) في سنوات حكمهم، حيث أرخ ملك إيسن بذلك الانتصار سنة حكمه العاشرة(12)، أما "نور-آخوم" فقد أرخ بذلك سنة حكمه الثامنة(13)، ولكن الذي يبدو ان مملكة أشنونا قد فقدت شيئاً من استقلالها الكامل وربما اصبح ملكها حاكماً تابعاً لملك إيسن، ونلمس ذلك من تخلي "نور-آخوم" عن ألقاب أبيه فعاد يلقب نفسه حاكماً بدلاً من ملك، كما لم يعد يصدر اسمه مسبوقاً بالعلامة الدالة على الالوهية 14Dingir)) .
تولى الحكم بعد "نور-آخوم" أخوه (كيري-كيري Kirikiri) (2001-1992 ق.م)) والذي حكم تسع سنوات(15) وقد تدهورت الاحوال السياسية في مملكة أشنونا في سنوات حكمه الاخيرة حيث ثارت عليه بعض القبائل الامورية واستولت على عدد من المدن التي كانت تابعة اليه(16). ثم اعتلى عرش مملكة أشنونا بعد ذلك الملك (بيلالاما Bilalama) (ق.م1991-1977) وهو ابن "كيري-كيري"، وقد عاصر (شو-إيليثو(Šu-Ilišu) (1984-1975 ق.م) ملك إيسن(17) الذي تحالف معه(18) حيث تشير الكتابات بوجود علاقة حسنة بين أشنونا وإيسن عثر عليها في الطبقة المحترقة من قصر "بيلالاما"(19) .
وقد بدأ شأن مملكة أشنونا بالرُقي في زمن هذا الملك والذي آخذ يعمل على اخماد الثورة التي اججتها القبائل الامورية بشن الحرب عليها لتأديبها، ثم عقد معها الصلح على ان تعلن ولاءها لـ (أشنونا) واسترجع بذلك كل المدن التي فقدتها مملكته سابقاً(20). ولم يقتصر نشاط هذا الملك على الجوانب السياسية والعسكرية بل تعداه إلى تنفيذ المشاريع العمرانية وتقيد المدونات التاريخية أنه شيد مدينة جديدة أسماها (توتوب-خفاجي Tutub)، وأسس مدينة (تابي تشباكTabi-Tišbak) (21 وقوى تحصينات مملكته وشيد فيها المعبد الطاهر (أيسيكل É.SIKIL) الذي كرس لعبادة الإله تشباك (22). ثم دب الضعف والانحلال في مملكة أشنونا في نهاية حكم الملك "بيلالاما" وتعاقب على حكمها ملوك ضعفاء مرت في عهدهم المملكة بعدة انتكاسات وانحسر نفوذها من جديد، فقد تمردت القبائل الامورية في الجهات الشمالية وخرجت عن سيطرتها وتعرضت المملكة إلى اجتياح عسكري في عهد حاكمها (أيشار-رماشو Išar-ramašu) (1976-1969 ) من قبل حليفها (أنوم-موتابل Anum-mutabil) ملك مملكة "دير"(23) ثم خضعت لمملكة كيش(24) وبعد ذلك لسيطرة مملكة إيسن ولكن لفترة قصيرة(25). وفي هذه المرحلة من تاريخ مملكة أشنونا برز اسم الملك (آزوزوم Azuzum) (1926-1925 ) والذي حاول الاستقلال عن مملكة إيسن مستغلاً حالة الضعف التي مرت بها تلك المملكة في نهاية حكم ملكها(لبت-عشتار Lipit-Ištar) (1934-1924 )(26). فسعى إلى عقد حلف عسكري مع ملك لارسا (ﮔنگونم Gungunum) (1932-1906 متوخياً من ذلك تقوية مركز اشنونا(27) ولكن امال هذا الملك وطموحاته في نيل الاستقلال قد تبددت(28)، ولكن باعتلاء الملك (ابق-أدد الاول Ipiq-Adad) (1917-1885 ق.م) عرش مملكة أشنونا بدأ عهد جديد وأخذت الرسائل المتبادلة بين الملوك وحكام الاقاليم تتناول الشؤون السياسية مرة اخرى(29) اما فيما يخص علاقات أشنونا مع مملكة إيسن فيظهر انها مرت بمرحلة من الجمود والهدوء السياسي، ويبدو ان السبب وراء ذلك يرجع إلى عاملين رئيسيين، يكمن الاول في مرحلة الضعف التي شهدتها مملكة إيسن نتيجة تعاقب مجموعة من الملوك الضعفاء عليها يصاحب ذلك ازدياد قوة مملكة لارسا ورجحان كفتها، وخاصةً بعد تولي الملك "ﮔنگونم" الحكم فيها(30). اما العامل الثاني فيتمثل في بروز مملكة ب كقوة عسكرية مؤثرة في المنطقة بحيث اصبحت حاجزاً منيعاً يفصل بين مملكة أشنونا ومملكة إيسن، وخاصةً بعد هجوم ملكها(سومو-آبم Sumu-Abum) (1894-1881 ) على أشنونا رغم ان ذلك الهجوم ربما يكون قد انتهى بهزيمة ملك بابل وفراره إلى مدينة الدير(31).
______________
(1) رشيد، فوزي، أبي-سين أخر ملوك سلالة أور الثالثة، ص44.
(2) ظهر اسم (أتوريا) في كتابات سلالة أور الثالثة كأمير معترف به منذ السنة التاسعة من حكم الملك السومري(شو- سين Šu-Sin) وحتى السنة الأولى من حكم الملك "أبي-سين"، إذ يذكر احد النصوص أن (أمير أشنونا أتوريا قد بنى معبداً لسيده الإله "شو-سين" في أشنونا) للمزيد ينظر:
حميد، أحمد مجيد، "نصوص مسمارية غير منشورة من العصر البابلي القديم"، أطروحة دكتوراه غير منشورة، (بغداد، 2002)، ص15.
(3) Yuhong, Wu., Op. Cit., PP. 7-9.
(4) الشيخلي، عبد القادر، المصدر السابق، ج1، ص115.
(5) يطلق على مملكة أشنونا كذلك اسم بلاد "واروم" للمزيد ينظر :
Goetze, A., "Fifty old Babylonian letters from Harmal" Sumer. 14(1958), P.9.
(6) Edzard. D.O., ZZB, PP. 67-68.
(7) رو، جورج، المصدر السابق، ص254.
(8) حميد، أحمد مجيد، "نصوص مسمارية من العصر البابلي القديم"، ص15.
(9) Yuhong, Wu., Op. Cit., P. 5.
(10) الحسيني، عباس علي، مملكة إيسن بين الأرث السومري والسيادة الامورية ، ص30.
(11) Whiting, R.M., Old Babylonain letter from tell Asmar, AS.22, (Chicago, 1987), P.25F.
(12) Grawford, V.E., "Sumerian Economic tixts from the first Dynasty of Isin" BIN.9 (1954), P.8.
(13) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, P. 41.
(14) Yuhong, Wu., Op. Cit., P. 7.
)15) Yuhong, Wu., Op. Cit., P. 12.
(16) حميد، أحمد مجيد، "نصوص مسمارية من العصر البابلي القديم"، ص17.
(17) الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق ، ص29.
(18) Jacobsen, Th., "Historical Data" OIP.43, (Chicago, 1940), P.180.
(19) Yuhong, Wu., Op. Cit, PP.11-13.
(20) Jacobsen, Th., Op. Cit, P. 184.
(21) تابي-تشباك، لم يحدد موقعها بالضبط، للمزيد ينظر، الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج2، ص176.
(22) Edzard. D.O., ZZB, P. 72.
(23) Frankfort, H., and, Jacobsen, Th., OIC.13, P.33.
(24) Roux, G., Ancient Iraq, (London, 1972), PP. 155-156.
(25) Jacobsen, Th., Op. Cit., P. 139.
(26) الحسيني، عباس علي، مملكة إيسن بين الأرث السومري والسيادة الامورية ، ص50.
(27) Edzard. D.O., ZZB, P.118.
(28) Jacobsen, Th., OIP.43., P. 122.
(29) حميد، أحمد مجيد، "نصوص مسمارية من العصر البابلي القديم"، ص19.
(30) مورتكات، أنطوان، المصدر السابق، ص125.
(31) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, P. 39.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|