أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-9-2016
2674
التاريخ: 29-8-2016
1257
التاريخ: 2-9-2016
1325
التاريخ: 25-12-2016
1358
|
اسمه:
الفضل بن شاذان ابن الخليل الاَزديّ، الفقيه المتكلّم أبو محمد النيشابوري(... ـ 260 هـ )، كان أبوه من رواة الحديث من أصحاب يونس بن عبد الرحمان، ويروي عن الاَئمّة - عليهم السلام - .
أقوال العلماء فيه :
ـ قال النجاشي : " الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد الازدي النيشابوري كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني ، وقيل الرضا أيضا عليهما السلام ، وكان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين ،وله جلالة في هذه الطائفة ،هو في قدره أشهر من أن نصفه" .
ـ قال الشيخ: " الفضل بن شاذان النيشابوري فقيه ، متكلم ، جليل القدر ، له كتب ومصنفات " .
ـ عده الشيخ الطوسي في رجاله ( تارة ) في أصحاب الهادي (عليه السلام) ، قائلا : " الفضل ابن شاذان النيشابوري ، يكنى أبا محمد " . ( وأخرى ) في أصحاب العسكري (عليه السلام) وذكر مثل ذلك .
ـ عده الكشي من جملة العدول والثقات ممن روى عن محمد بن سنان في ترجمته.
نبذه من حياته:
ونشأ الفضل على عين أبيه، فتزوّد من علمه، والتقى كبار المشايخ من رفاق أبيه. فقرأ القرآن وهو غلام في قطيعة الربيع ببغداد على إسماعيل بن عباد، ورأى في ذلك المكان الفقيه العابد الحسن بن علي بن فضّال، ثم سمع منه بعد ذلك كتاب ابن بكير وغيره من الاَحاديث، وكان ذا اهتمام بعلم الكلام فكان ابن فضّال يغري بينه وبين المتكلّم أبي محمد الحجال في الكلام في المعرفة، ودخل الفضل بصحبة أبيه على المحدّث الكبير محمد بن أبي عمير، ثم اختصّ به وروى عنه حديثاً كثيراً، وروى أيضاً عن صفوان بن يحيى، وحمّاد بن عيسى الجهنيّ، وجلّ روايته عن هوَلاء المشايخ الثلاثة وروايته عن غيرهم نادرة، كروايته عن عبد اللّه بن جبلة الكناني، وعبد اللّه بن الوليد العدني، ومحمد بن سنان.
وكان أحد كبار فقهاء الاِمامية، والمتكلمين العظام، وقد أثنى عليه الاِمام الحسن العسكري - عليه السلام - ، حيث عُرضت عليه إحدى مؤلفاته فترحّم عليه وقال: «أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم»، وكان محدثاً، ثقة، عدلاً، ذا جلالة وقدر كبير في الطائفة، حتى قال فيه أبو العباس النجاشي: وهو في قدره أشهر من أن نصفه، وكان غزير العلم، واسع الرواية، كثير التصانيف، صنّف في علوم مختلفة كالفقه والكلام والتفسير واللغة وغيرها. وقد تصدى في كثير من كتبه للدفاع عن عقائد الاِسلام، وعن مبادىَ أئمّة أهل البيت - عليهم السلام - ، فردّ على الآراء .
وقد عُدّ الفضل من أصحاب الاِمامين علي الهادي والحسن العسكري عليمها السَّلام ، وله روايات عن الاِمام عليّ بن موسى الرضا - عليه السلام - ذكرها الشيخ الصدوق.
وقال الكشي في ترجمة الفضل نفسه: أبو محمد الفضل بن شاذان رحمه الله :
1 - سعد بن جناح الكشي ، قال : سمعت محمد بن إبراهيم الوراق السمرقندي ، يقول : خرجت إلى الحج ، فاردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق والصلاح والورع والخير ، يقال له بورق البو شنجاني ( قرية من قرى هراة ) وأزوره وأحدث به عهدي ، قال : فأتيته فجرى ذكر الفضل ابن شاذان رحمه الله ، فقال بورق : كان الفضل به بطن شديد العلة ، ويختلف في الليلة مائة مرة إلى مائة وخمسين مرة ، فقال له بورق : خرجت حاجا فأتيت محمد ابن عيسى العبيدي ، فرأيته شيخا فاضلا في أنفه اعوجاج وهو القنا ، ومعه عدة ، ورأيتهم مغتمين محزونين ، فقلت لهم : مالكم ؟ فقالوا : إن أبا محمد ( ع ) قد حبس ، قال بورق : فحججت ورجعت ، ثم أتيت محمد بن عيسى ووجدته قد انجلى عنه ماكنت رأيت به ، فقلت : ما الخبر ؟ قال : قد خلي عنه ، قال بورق : فخرجت إلى سر من رأى ومعي كتاب يوم وليلة ، فدخلت على أبي محمد ( ع ) وأريته ذلك الكتاب ، فقلت له : جعلت فداك ، إني رأيت أن تنظر فيه ، فلما ( قال ) نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة ، فقال : هذا صحيح ينبغي أن يعمل به ، فقلت له : الفضل بن شاذان شديد العلة ، ويقولون إنها من دعوتك بموجدتك عليه ، لما ذكروا عنه أنه قال : إن وصي إبراهيم خير من وصي محمد صلى الله عليه وآله ! ، ولم يقل جعلت فذاك هكذا ، كذبوا عليه ، فقال : نعم كذبوا عليه ، رحم الله الفضل ، رحم الله الفضل ، قال بورق : نعم كذبوا عليه ، رحم الله الفضل ، رحم الله الفضل ، قال بورق : فرجعت فوجدت الفضل قد مات في الايام التي قال أبو محمد ( ع ) رحم الله الفضل .
2 - جعفر بن معروف ، قال : حدثني سهل بن بحر الفارسي ، قال : سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول : أنا خلف لمن مضى ، أدركت محمد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى وغيرهما ، وحملت عنهم منذ خمسين سنة ، ومضى هشام ابن الحكم رحمه الله ، وكان يونس بن عبدالرحمان رحمه الله خلفه ، كان يرد على المخالفين ، ثم مضى يونس بن عبدالرحمان ولم يخلف خلفا غير السكاك ، فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله ، وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله .
3- محمد بن الحسين بن محمد الهروي ، عن حامد بن محمد الازدي البو شنجي ، عن الملقب بغوار من أهل البوزجان - من نيشابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان رحمه الله كان وجهه إلى العراق إلى حيث به أبو محمد الحسن ابن علي عليه السلام ، فذكروا أنه دخل على أبي محمد عليه السلام ، فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في ردائه ، فتناوله أبو محمد عليه السلام ونظر فيه ، وكان الكتاب من تصنيف الفضل بن شاذان ، وترحم عليه وذكر أنه قال : اغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم .
وقد ذكر الكشي أخبارا تدل على ذم الفضل بن شاذان ، وهي كما يلي :
1 - ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري : ان الفضل ابن شاذان بن الخليل نفاه عبدالله بن طاهر عن نيسابور ، بعد أن دعي به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها ، قال : فكتب تحته : الاسلام الشهادتان وما يتلوهما ، فذكر أنه يحب أن يقف على قوله في السلف ، فقال أبو محمد : أتولى أبا بكر وأتبرأ من عمر ، فقال له : ولم تتبرأ من عمر ؟ فقال : لا خراجه العباس من الشورى ، فتخلص منه بذلك .
قال السيد الخوئي: إن امارة التقية في قول الفضل ظاهرة ، ويؤكد ذلك أنه لا يوجد في المسلمين من يتولى أبا بكر ويتبرأ من عمر . ثم قال :
2 - وقال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة : ومما وقع عبدالله بن حمدويه البيهقي وكتبته عن رقعته : إن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم وخالف بعضهم بعضا ، وبها قوم يقولون أن النبي صلى الله عليه وآله عرف جميع لغات أهل الارض ولغات الطيور وجميع ما خلق الله ، وكذلك لابد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك ، ويعلم ما يضمر الانسان ، ويعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم ومنازلهم ، وإذا لقى طفلين فيعلم أيهما مؤمن وأيهما يكون منافقا ، وأنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا وأسماء آبائهم ، وإذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه ، ويزعمون جعلت فداك أن الوحي لا ينقطع ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن عنده كمال العلم ، ولا كان عند أحد من بعده ، وإذا حدث الشيء في أى زمان كان ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان ، أوحى الله إليه وإليهم ، فقال : كذبوا لعنهم الله وافتروا إثما عظيما . وبها شيخ يقال له الفضل بن شاذان يخالفهم في هذه الاشياء وينكر عليهم أكثرها ، وقوله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن الله عزوجل في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عزوجل ، وأنه ليس بجسم فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني ، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، وإن من قوله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أتى بكمال الدين ، وقد بلغ عن الله عزوجل ما أمره به ، وجاهد في سبيله وعبده حتى أتاه اليقين ، وأنه صلى الله عليه وآله أقام رجلا مقامه من عبده ، فعلمه من العلم الذي أوحى الله ، يعرف ذلك الرجل الذى عنده من العلم الحلال والحرام وتأويل الكتاب وفصل الخطاب ، وكذلك في كل زمان لابد من أن يكون واحد يعرف هذا ، وهو ميراث من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثونه ، وليس يعلم أحد منهم شيئا من أمر الدين إلا بالعلم الذي ورثوه عن النبي صلى الله عليه وآله ، وهو ينكر الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : قد صدق في بعض وكذب في بعض ، وفي آخر الورقة : قد فهمنا رحمك الله كل ما ذكرت ، ويأبى الله عزوجل أن يرشد أحدكم وأن يرضى عنكم وأنتم مخالفون معطلون ، الذين لا يعرفون إماما ولا يتولون وليا ، كلما تلاقاكم الله عز وجل برحمته وأذن لنا في دعائكم إلى الحق ، وكتبنا إليكم بذلك ، وأرسلنا إليكم رسولا لم تصدقوه ، فاتقوا الله عباد الله ، ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة ، واعلموا أن الحجة قد لزمت أعناقكم ، فاقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك السعادة في الدارين عن الله عزوجل إن شاء الله . وهذا الفضل بن شاذان مالنا وله ، يفسد علينا موالينا ، ويزين لهم الاباطيل ، وكلما كتب إليهم كتابا أعرض علينا في ذلك ، وأنا أتقدم إليه أن يكف عنا ، وإلا والله سألت الله أن يرميه بمرض لا يندمل جرحه منه في الدنيا ولا في الآخرة ، أبلغ موالينا هداهم الله سلامي ، واقرأهم بهذه الرقعة إن شاء الله .
قال السيد الخوئي: علي بن محمد بن قتيبة لم يوثق ، فالرواية لا يعتمد عليها .
ثم قال الكشي : " ووقف بعض من يخالف يونس والفضل وهشاما قبلهم ، في أ شياء فاستشعر في نفسه بغضهم وعداوتهم وشنأتهم على هذه الرقعة ، فطابت نفسه وفتح عينه ، وقال : أينكر طعننا على الفضل وهذا إمامه قد أوعده وهدده ، وكذب بعض ما وصف ، وقد نور الصبح لذي عينين . فقلت له : أما الرقعة فقد عاتب الجميع وعاتب الفضل خاصة وأدبه ليرجع عما عسى قد أتاه من لا يكون معصوما ، وأوعده ولم يفعل شيئا من ذلك ، بل ترحم عليه في حكاية بورق ، وقد علمت أن أبا الحسن الثاني وأبا جعفر ابنه بعده عليهما السلام ، قد أقر أحدهما أو كلاهما صفوان بن يحيى ، ومحمد بن سنان وغيرهما ، مما لم يرض بعد عنهما ومدحهما ، وأبومحمد الفضل رحمه الله من قوم لم يعرض له بمكروه بعد العتاب ، على أنه قد ذكرنا أن هذه الرقعة وجميع ما كتب عليه السلام إلى إبراهيم بن عبدة كان مخرجهما من العمري وناحيته ، والله المستعان " . ( إنتهى ) .
قال السيد الخوئي : التوقيع المتقدم كان مخرجه المعروف بالدهقان ، وهو عروة بن يحيى المتقدم الكذاب الغالي ، فيما كتبه عليه السلام إلى عبدالله بن حمدويه البيهقي ، فما في آخر عبارة الكشي من أن مخرجها العمري فيما كتبه عليه السلام إلى إبراهيم بن عبدة ، لابد وأن يكون فيه تحريف ، والله العالم . ثم إن الشيخ بعد ذكر ما في الكشي ، قال : وقيل : إن للفضل مائة وستين مصنفا ، ذكرنا بعضها في الفهرست ( إنتهى ) .
بقي هنا أمور :
الاول : أن النجاشي ذكر أن الراوي لكتاب الفضل هو علي بن أحمد بن قتيبة ، والشيخ ذكر أنه علي بن محمد بن قتيبة ، وكذلك في مشيخة التهذيب والفقيه.
الثاني : أن الشيخ ذكر في المشيخة في طريقه إلى الفضل بن شاذان عدة طرق ، في ثلاثة منها علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الفضل بن شاذان ص ( 50 ) ، ولكنه لم يوجد رواية عن إبراهيم بن هاشم عن الفضل بن شاذان غير ما رواه في التهذيب : الجزء 7 ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، باب فضل التجارة وآدابها ، الحديث 19 . إلا أن محمد بن يعقوب روى هذه الرواية بعينها ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، بلا واسطة الفضل بن شاذان .
الثالث : أن الصدوق ذكر في الفقيه طريقه إلى الفضل بن شاذان من العلل التي ذكرها عن الرضا عليه السلام ، وهذا صريح في روايته عن الرضا عليه السلام .
هذا ، وظاهر النجاشي ، حيث خص ولد الفضل بروايته عن الجواد عليه السلام وعلى قول عن الرضا عليه السلام ، عدم رواية الفضل عن الرضا عليه السلام ، وهو أيضا ظاهر الشيخ حيث أنه لم يعد الفضل من أصحاب الرضا ولا من أصحاب الجواد عليهما السلام ، ولكن الظاهر أن ما ذكره الصدوق هو الصحيح ، وذلك لقرب عهده وطريقه إلى الفضل ، ويؤكد ذلك أن والد الفضل روى عن أبي الحسن الاول عليه السلام ، فلا بعد في رواية الفضل نفسه عن الرضا عليه السلام ، فقد روى محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد الاشعري ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور ، عن شاذان ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام . الروضة : الحديث 138 .
الامر الرابع : أنا لم نجد في الكتب الاربعة رواية للفضل بن شاذان عن المعصوم يعني الرضا عليه السلام غير ما ذكرناه عن الصدوق ، وأن جل رواياته عن حماد ، وابن أبي عمير ، وصفوان ، وروايته عن غيرهم نادرة ، كما أن روايته عن حريز ورفاعة وهشام غير ثابتة على ما يأتي في الطبقات .
أثاره:
من كتبه: الردّ على الفلاسفة، الردّ على أهل التعطيل، الرّدّ على الغلاة، الرّدّ على الاَصمّ، الرّدّ على القرامطة، الرّدّ على الحشوية، الرّدّ على الحسن البصري في التفضيل، محنة الاِسلام، الرّدّ على الثنوية، الفرائض الكبير، الفرائض الاَوسط، الفرائض الصغير، السنن، الطلاق، المتعتين: متعة النساء ومتعة الحجّ، فضل أمير المؤمنين - عليه السلام - ، الاِمامة الكبير، القائم - عليه السلام - ، معرفة الهدى والضلالة، التفسير، العروس وهو كتاب العين، العلل، كتاب جمع فيه مسائل متفرقة للشافعي وأبي ثور والاصفهاني وغيرهم سماها تلميذه علي بن محمد بن قتيبة كتاب الديباج، كما وقع المترجم في اسناد كثير من الروايات عن أئمّة أهل البيت عليهم السَّلام في الكتب الاَربعة، تبلغ سبعمائة وسبعة وسبعين مورداً.
وفاته:
توفّي سنة ستين ومائتين.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ينظر: معجم رجال الحديث ج14/رقم الترجمة 9374، وموسوعة طبقات الفقهاء ج429/3.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|