أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2016
1302
التاريخ: 12-8-2020
2953
التاريخ: 2024-08-28
258
التاريخ: 2024-08-28
256
|
الرحم : لغة القرابة المطلقة ، وكذا عرفاً (1).
وأورد ابو القاسم الراغب في مفرداته ان استعارته من رحم الانثى ، لكونهم خارجين من رحم واحدة ، وأصله الرحمة ، وذلك لأنها مما يتراحم به ويتعاطف ، يقولون « وصلتك رحم ».
ومن أجل ما ذكرناه من اللغة والعرف ذهب علماؤنا الى تسمية القرابة المطلقة رحماً ، سواء الذكر والاثنى والوارث وغير الوارث والمحرم وغير المحرم والمسلم والكافر ، من قبل الاب والام أو من قبل أحدهما ، لان الاسم يتناول الجميع على السواء ولم يعهد في الشرع معنى آخر وضع هذا اللفظ له ، فوجب صرفه الى المتعارف ، كما هو المعهود من عادة الشرع.
ويؤيده ما رواه علي بن ابراهيم في تفسيره عن علي (عليه السلام) قال : قوله تعالى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد : 22] نزلت في بني امية بقتلهم الحسين (عليه السلام).
وذلك لانهم لصاق بعبد مناف ، بسبب أن اخاه ربى عبداً له رومياً اسمه « امية » (2) ، والى ذلك اشار أمير المؤمنين (عليه السلام) لما كتب اليه معاوية « انما نحن وانتم بنو عبد مناف » : ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق (3).
وبعض العامة قصر ذلك على المحارم الذين يحرم التناكح بينهم ان كانوا ذكوراً و اناثاً ، وان كانوا من قبيل يقدر احدهما ذكراً والاخر أنثى ، فان حرم التناكح بينهم فهم الرحم.
محتجاً بأن تحريم الاختين انما كان لما يتضمن من قطيعة الرحم ، وكذا تحريم اصالة الجمع بين العمة والخالة وابنة الاخ و الاخت مع عدم الرضا عندنا ومطلقاً عندهم , ويرده ما تقدم.
نعم يشترط أن لا يبعد الشخص جداً بحيث لا يعد في العرف انه من القرابة ، والا لكان جميع الناس أقرباء ، لاشتراكهم في آدم (عليه السلام).
وللمفيد قول بارتقاء القرابة الى آخر أب وأم في الاسلام ، وهو قول الشيخ في النهاية ، ونقحه العلامة في القواعد بأن المراد بهمن يتقرب اليه ولو بأبعد جد أو جدة ، بشرط كونهما مسلمين فالجد البعيد ومن كان من فروعه وان بعدت مرتبته بالنسبة اليه معدود قرابة اذا كان مسلماً.
ويضعف بأنه قد لا يساعد العرف عليه ، فان من عرض تقربه الى جد بعيد جداً لا يعد قرابة عرفاً وان كان الجد مسلماً ، للعلة المتقدمة.
وما قللناه أولاً مختار المبسوط والخلاف ، واليه ذهب ابن البراج وابن ادريس واكثر المتأخرين وقد مر وجهه.
ووجه الثاني قوله (عليه السلام) « قطع الاسلام ارحام الجاهلية » وقوله تعالى لنوح عن ابنه {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} [هود : 46].
ورده ابو القاسم جعفر بن سعيد في الشرائع بأنه غير مستند الى شاهد.
وتوجيهه : انتفاء النص الصريح فيه ، اذ لم يرد فيه الا هذه الرواية ، وهي مع تسليم سندها غير دالة على المراد ، لان قطع الرحم للجاهلية لا يدل على قطع القرابة مطلقاً مع أصناف الكفار وكذا قطع الاهلية عن نوح.
قال ابن الجنيد : القريب من تقرب من جهة الاب أو الوالدين.
قال : ولا اختار أن يتجاوز بالتفرقة ولد الاب الرابع ، لان النبي (صلى الله عليه واله) لم يتجاوز ذلك في تفرقة سهم ذوي القربى من الخمس ، ولا دلالة على أن ذوي القربى حقيقة في مستحق الخمس ، وانما ذلك أمر أراده الله تعالى وفسره النبي (صلى الله عليه واله) ، بدليل ما روى أنه لما نزل {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى : 23] , قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ , قال : علي وفاطمة وابناهما.
ذكره الزمخشري في الكشاف وغيره ، واخبارنا ناطقة بأن باقي الائمة المعصومين من قرباه الذين وجبت علينا مودتهم.
هذا معنى آخر للقرابة بالنسبة اليه (عليه السلام) سوى الاول ، وهو قاض بأن للنبي (صلى الله عليه وأله) في القرابة معنى خاصاً به ، للقطع بأن القرابة في حق غيره (عليه السلام) لا يقتصر فيها على احدى بناته وأولادها وبعلها الذي من شجرته , فالمرجع حيئذ الى العرف.
وعن أبي حنيفة وابي يوسف عدم اطلاق اسم القريب على الجد وولد الولد والوالدين والولد حي لان عندهم من سمى والده قريباً كان عاقاً ، لان القريب من يتقرب الى غيره بواسطة الغير وتقرب الوالد والولد بنفسهما لا بغيرهما ، لقوله تعالى {وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة : 180] عطفه على الوالدين , ولا حجة فيه.
وقال فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير : لو أوصى لقرابته دخل قرابة الام في وصية العجم ولا تدخل في وصية العرب على الاظهر ، لانهم لا يعدون ذلك قرابة ، بخلاف ما لو أوصى لأرحامه فانه يدخل قرابة الاب والام , والحق عدم الفرق.
__________________
1- قال ابن منظور في لسان العرب 12 / 232 : الرحم ( بفتح الراء وكسر الحاء ) أسباب القربة ، وأصلها الرحم التي هي منبت الولد ، وهي الرحم ( بكسر الراء وسكون الحاء ). الجوهري : الرحم القرابة ، والرحم بالكسر مثله.
2- قال القمي في سفينة البحار 1 / 46 : عن كامل البهائي ان اُمية كان غلاماً رومياً لعبد شمس ، فلما ألفاه كيساً فطناً أعتقه وتبناه فقيل أمية بن عبد شمس ، وكان ذلك دأب العرب في الجاهلية ، وبمثل ذلك نسب العوام ابو الزبير الى خويلد ، فبنوا أمية كافة ليسوا من قريش وانما لحقوا ولصقوا بهم.
3- قال محمد عبده معلقاً على هذه الجملة من نهج البلاغة 3 / 18 : الطليق الذي أسر فأطلق بالمن عليه أو الفدية ، وابو سفيان ومعاوية كانا من الطلقاء يوم الفتح. والمهاجر من آمن في المخافة وهاجر تخلصاً منها. والصريح صحيح النسب في ذوي الحسب. واللصيق من ينتمي اليهم وهو أجنبي عنهم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|