المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى : لو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم
2024-11-25
من احكام الربا
2024-11-25
ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به
2024-11-25
ما هو معنى الفرقان ؟
2024-11-25
التساقط Precipitation
2024-11-25
Constraining the model: current controversies in Lexical Phonology Lexical Phonology and Morphology: an overview
2024-11-25

تفسير الآية (1-4) من سورة الانفال
7-2-2021
Haar Measure
26-12-2018
أبو العباس الأعمى المكّي
26-12-2015
المفاتيح
21-3-2018
اختيار موضوع المقال
7-1-2023
الحمام
13-9-2017


بخل عبدالله بن الزبير  
  
4984   04:50 مساءاً   التاريخ: 12-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص178-181.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

ثورة ابن الزبير فلم تهدف إلى صالح الأمة وإسعادها وإنما جاءت لنقل الخلافة والملك إلى آل الزبير الذين لم يفكروا قط في غير مصلحتهم ويدلل على ذلك ما قاله عبد الله بن عمر لزوجته حينما ألحت عليه بمبايعته قال لها : أما رأيت بغلات معاوية التي كان يحج عليها الشهباء؟ فان ابن الزبير ما يريد غيرهن .

لقد كان ابن الزبير يبغي الملك والسلطان ولا يبغي بثورته وجه الله ومصلحة الأمة وقد تسلح للاستيلاء على السلطة بكل وسيلة فكان يظهر النسك والعبادة لأغراء السذج والبسطاء يقول الامام أمير المؤمنين فيه : ينصب حبالة الدين لاصطفاء الدنيا .. ومن أبرز ذاتياته البخل فقد غلت يده إلى عنقه من شدة حرصه وشحه وكانت هذه الظاهرة من أهم الأسباب في الاطاحة بحكومته وسلطانه.

وقد روى المؤرخون صورا كثيرة من بخله وشحه كان منها : أن الشاعر عبد الله بن الزبير الأسدي وفد عليه يطلب منه أن يجود عليه فقال يستعطفه :

- يا أمير المؤمنين إن بيني وبينك رحما من قبل فلانة ... وظن أنه بذلك يجلب عطفه فينعم عليه فرد عليه ابن الزبير قائلا : نعم هذا كما ذكرت وإن فكرت في هذا أصبت أن الناس بأسرهم يرجعون إلى أب واحد وإلى أم واحدة ...

ولما رأى الأسدي أن هذا لا يجدي معه قال له : يا أمير المؤمنين إن نفقتي نفدت ...

ولم يخجل ابن الزبير وراح يقول له : ما كنت ضمنت لأهلك أنها تكفيك إلى أن ترجع إليهم.

وراح الأسدي يتوسل إليه ويستعطفه قائلا : يا أمير المؤمنين ناقتي قد نقبت .

فنهره ابن الزبير وقال : انجد بها تبرد خفها وارفعها بسبت واخفضها بهلب وسر عليها البردين.

وضاق الأسدي ذرعا وطفق يقول له : يا أمير المؤمنين إنما جئتك مستحملا ولم آتك مستوصفا لعن الله ناقة حملتني إليك ...

فصاح به ابن الزبير : إن وراكبها .

وخرج الأسدي وهو يقول :

أرى الحاجات عند أبي خبيب     نكدن ولا أمية في البلاد

من الأعياص أو من آل حرب    أغر كغرة الفرس الجواد

وقلت لصحبتي أدنوا ركابي      أفارق بطن مكة في سواد

ومالي حين أقطع ذات عرق      إلى ابن الكاهلية من معاد

وعاب عليه مولاه أبو حرة شحه قال :

إن الموالي أمست وهي عاتبة   على الخليفة تشكو الجوع والحربا

ما ذا علينا وما ذا كان يرزؤنا    أي الملوك على ما حولنا غلبا

وكان ابن الزبير يقول : إنما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك من الدنيا؟ وأنا العائذ بالبيت والمستجير بالرب وقد أثارت عليه هذه الكلمة السخرية من جميع الأوساط وقد تهكم به الضحاك بن فيروز الديلمي قال :

تخبرنا أن سوف تكفيك قبضة         وبطنك شبر أو أقل من الشبر

وأنت إذا ما نلت شيئا قضمته         كما قضمت نار الغضا حطب السدر

 فلو كنت تجزى أو تبيت بنعمة       قريبا لردتك العطوف على عمرو

لقد كان حريصا شديد الحرص حتى قيل انه حينما كان يعطي مال الله للفقراء كأنه يعطي ميراث أبيه وقد سبب بخله إخفاقه وعدم نجاحه في معركته مع عبد الملك بن مروان وقد قيل أنه كان عظيم الشح فلذلك لم يتم أمره .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.