أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2016
3667
التاريخ: 12-8-2016
2669
التاريخ: 19/11/2022
1699
التاريخ: 15-04-2015
3574
|
ثورة ابن الزبير فلم تهدف إلى صالح الأمة وإسعادها وإنما جاءت لنقل الخلافة والملك إلى آل الزبير الذين لم يفكروا قط في غير مصلحتهم ويدلل على ذلك ما قاله عبد الله بن عمر لزوجته حينما ألحت عليه بمبايعته قال لها : أما رأيت بغلات معاوية التي كان يحج عليها الشهباء؟ فان ابن الزبير ما يريد غيرهن .
لقد كان ابن الزبير يبغي الملك والسلطان ولا يبغي بثورته وجه الله ومصلحة الأمة وقد تسلح للاستيلاء على السلطة بكل وسيلة فكان يظهر النسك والعبادة لأغراء السذج والبسطاء يقول الامام أمير المؤمنين فيه : ينصب حبالة الدين لاصطفاء الدنيا .. ومن أبرز ذاتياته البخل فقد غلت يده إلى عنقه من شدة حرصه وشحه وكانت هذه الظاهرة من أهم الأسباب في الاطاحة بحكومته وسلطانه.
وقد روى المؤرخون صورا كثيرة من بخله وشحه كان منها : أن الشاعر عبد الله بن الزبير الأسدي وفد عليه يطلب منه أن يجود عليه فقال يستعطفه :
- يا أمير المؤمنين إن بيني وبينك رحما من قبل فلانة ... وظن أنه بذلك يجلب عطفه فينعم عليه فرد عليه ابن الزبير قائلا : نعم هذا كما ذكرت وإن فكرت في هذا أصبت أن الناس بأسرهم يرجعون إلى أب واحد وإلى أم واحدة ...
ولما رأى الأسدي أن هذا لا يجدي معه قال له : يا أمير المؤمنين إن نفقتي نفدت ...
ولم يخجل ابن الزبير وراح يقول له : ما كنت ضمنت لأهلك أنها تكفيك إلى أن ترجع إليهم.
وراح الأسدي يتوسل إليه ويستعطفه قائلا : يا أمير المؤمنين ناقتي قد نقبت .
فنهره ابن الزبير وقال : انجد بها تبرد خفها وارفعها بسبت واخفضها بهلب وسر عليها البردين.
وضاق الأسدي ذرعا وطفق يقول له : يا أمير المؤمنين إنما جئتك مستحملا ولم آتك مستوصفا لعن الله ناقة حملتني إليك ...
فصاح به ابن الزبير : إن وراكبها .
وخرج الأسدي وهو يقول :
أرى الحاجات عند أبي خبيب نكدن ولا أمية في البلاد
من الأعياص أو من آل حرب أغر كغرة الفرس الجواد
وقلت لصحبتي أدنوا ركابي أفارق بطن مكة في سواد
ومالي حين أقطع ذات عرق إلى ابن الكاهلية من معاد
وعاب عليه مولاه أبو حرة شحه قال :
إن الموالي أمست وهي عاتبة على الخليفة تشكو الجوع والحربا
ما ذا علينا وما ذا كان يرزؤنا أي الملوك على ما حولنا غلبا
وكان ابن الزبير يقول : إنما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك من الدنيا؟ وأنا العائذ بالبيت والمستجير بالرب وقد أثارت عليه هذه الكلمة السخرية من جميع الأوساط وقد تهكم به الضحاك بن فيروز الديلمي قال :
تخبرنا أن سوف تكفيك قبضة وبطنك شبر أو أقل من الشبر
وأنت إذا ما نلت شيئا قضمته كما قضمت نار الغضا حطب السدر
فلو كنت تجزى أو تبيت بنعمة قريبا لردتك العطوف على عمرو
لقد كان حريصا شديد الحرص حتى قيل انه حينما كان يعطي مال الله للفقراء كأنه يعطي ميراث أبيه وقد سبب بخله إخفاقه وعدم نجاحه في معركته مع عبد الملك بن مروان وقد قيل أنه كان عظيم الشح فلذلك لم يتم أمره .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|