أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-07-2015
1039
التاريخ: 2-07-2015
1037
التاريخ: 23-10-2014
1157
التاريخ: 23-10-2014
1830
|
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164].
أي {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ} على هذا الوضع العجيب والنمط الغريب ، وما فيها من الشمس والقمر والنجوم الثوابت والسيارات وحركاتها المختلفة كمّا وكيفا وجهة اَلْأَرْضِ على حجمها وثقلها ورسوبها في الماء وتوسطها بين الصلابة والرخاوة ، لتكون مأوى أنواع الوحوش ومسكن أصناف الناس ومزارعهم ومراعيهم ومنابت أخشابهم واحطابهم ، وما فيها وعليها من المياه والجبال والمعادن ونحوها من منافع الخلق التي تعجز عن إدراكها العقول ، وكرويتها الموجبة لاختلاف الآفاق والطوالع والطلوع والغروب، واختلاف الأقاليم واهويتها الموجبة لاختلاف أمزجة سكانها واهليها وأخلاقهم وألوانهم.
{وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} أي تخالفهما وتعاقبهما بأن يذهب أحدهما ويجيء الآخر خلفه ، واختلافهما في النور والظلمة والزيادة والنقصان ودخول كل منهما في الآخر ولاختلافهما فوائد ومنافع للخلق.
{وَالْفُلْكِ} أي السفن {الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ} من المحمولات والمجلوبات وغوص اللئالي ووضع السفن على هذا الشكل المخصوص الذي يدخل فيه الهواء ولا يغوص في الماء، وحمله للأمتعة الكثيرة وأصناف الحيوانات التي لا يمكن انتقالها بغيره وجريه في الماء بسوق الرياح وجعل البحر متوسطا بين الكثيف واللطيف إذ لوكان لطيفا مثل الهواء لغاص الفلك فيه ولو كان كثيفا مثل الأرض لما مشي عليه.
{وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ} حيث ينزل المطر متقاطرا متعاقبا ولو نزل متصلا دفعة لأضر كلما يصيبه ونزوله في وقت دون آخر إذ لو دام نزوله لتعفنت البقول والنباتات واسترخت أبدان الناس والحيوان وفسد الهواء واحدثت ضروبا من الأمراض والوباء وأفسد الطرق والبناء. ولو دام الصحو جفت الأرض واحترق النبات وغيض ماء العيون والأنهار ويبست الأشجار وحدث القحط والجدب والأمراض وهلكت الأرض ومن عليها وما فيها {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} من الزروع وسائر النباتات.
{وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} مختلفة في الطبائع والأخلاق والأشكال والإدراك والحواس ، والحركات والمنافع والاهتداء إلى طرق المعاش (فمنها) ما يمشي على بطنه كالحيات (و منها) ما يمشي على رجلين كالإنسان (و منها) ما يمشي على أربع كالفرس (ومنها) ما يمشي على أكثر كبعض الحشرات (ومنها) ما يمشي تارة ويطير أخرى كالطير (ومنها) ما يدخر قوته بحيلة وتدبير كالعنكبوت والنملة (ومنها) ما يطلب قوته عند الحاجة كالطير فإنها تذهب خماصا وتعود شباعا (ومنها) ما في خلقه صنع عجيب كالبعوضة فإنها مع صغرها على هيئة الفيل مع زيادة الجناحين (ومنها) ما لا يحتاج إلى بيت حيث كان من الأرض (ومنها) ما يبني بيتا على شكل عجيب وطرز غريب لا يهتدي إليه المهرة من المهندسين كالنحل .أما الإنسان فإنه إذا تأمل في نفسه عرف ربه ، فليعتبر حاله نطفة في الرحم وصيرورته جنينا حيث لا تراه عين ولا تناله يد مع اشتماله على جميع ما فيه قوامه وصلاحه من الأحشاء والجوارح وسائر الأعضاء وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن، وظلمة الرحم ،وظلمة المشيمة ،ولا حيلة له ولغيره في طلب غذائه ودفع أذاه ، فيجري إليه من دم الحيض ما يكون له غذاء فلا يزال غذاءه حتى إذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوي جلده على مباشرة الهواء وبصره على ملاقاة الضياء ،هاج الطلق بأمه فأزعجه أشد إزعاج حتى يولد ،فإذا ولد صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه في الرحم إلى ثدي أمه وانقلب طعمه ولونه إلى ضرب آخر من الغذاء ،فإذا جاع حرك شفتيه وألهم التقام ثدي أمه الذي خلق على ذلك الشكل الغريب والطرز العجيب وجعل ينضح كلما مصه ولو جرى لاختنق الصبي ، وجعل متعددا ليكون واحدا طعاما والآخر شرابا فلا يزال يتغذى باللبن ما دام رطب البدن رقيق الامعاء لين الأعضاء ، حتى إذا قوي واحتاج إلى غذاء فيه صلابة طلعت له الطواحين من الأسنان والأضراس ليمضغ بها الطعام فيلين عليه وتسهل له إساغته ، فلا يزال كذلك حتى يدرك . وتأمل في كيفية تدبير البدن ووضع هذه الأعضاء وتلك الأوعية ، وفكر في اعضاء البدن وتدبيرها للأمور ،فاليدان للعلاج والرجلان للسعي ،والعينان للاهتداء ،والفم للاغتذاء ،واللسان للتكلم والحنجرة لتقطيع الصوت وتحصيل الحروف، والمعدة للهضم والكبد للتخليص ،والمنافذة لتنفيذ الفضول، والأوعية لحملها، والفرج لإقامة النسل ، فتبارك اللّه أحسن الخالقين. وشرح عجائب ما أودع في خلق الإنسان من عجائب التدبير وغرائب التقدير يحتاج إلى مجلدات كثيرة.
{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} في مهابها صباء ودبورا وشمالا وجنوبا وفي أحوالها حارة وباردة وعاصفة ولينة وعقما ولواقح ،وجعلها تارة للرحمة يرحم بها من أطاعه وتارة للعذاب يعذب بها من عصاه .وما فيها من الفوائد حيث إن الريح تحيي الأبدان وتمسكها من داخل بما تستنشق منها ومن خارج بما تباشرها من روحها ، وتبلّغ الأصوات وتؤديها إلى المسامع، وتلقح الشجر وتسيّر السفن ،وغير ذلك من الفوائد التي لا تحصى.
{وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} بحيث يحمل الماء مستقلا في الهواء مع اجتماعه بعد تفرقه وتفجره بعد تمسكه وارتفاعه مرة ودنوه أخرى {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.
...و قال تعالى : {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} [الرعد: 4] أي بعضها طيبة وبعضها سبخة وبعضها رخوة وبعضها صلبة وبعضها حجر وبعضها رمل وبعضها أسود وبعضها أبيض وبعضها معدن الجواهر المختلفة كالياقوت والعقيق والفيروزج والزبرجد والذهب والفضة، وبعضها معدن النحاس والرصاص والحديد والقير ونحوها مما يستعمله الناس في مآربهم.
هذا كله مع اتحاد الطبيعة الأرضية {وَجَنَّاتٌ} [الرعد: 4] جمع جنة وهي البستان سميت بها لاجتنانها أي استتارها بالأشجار والأغصان والأوراق {مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ} [الرعد: 4]أي نخلات أصلها واحدو هو إن تطلع نخلتان من عرق واحد ،{وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} [الرعد: 4].وهذا الاختلاف ليس من جهة الطبيعة والصورة لأنه يسقى بماء واحد في الطبيعة والصورة. {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} [الرعد:4]ِ ، أي في المقدار والكم والكيف والطعم والريح ،{إِنَّ فِي ذَلِكَ } [الرعد: 4]المذكور {لَآيَاتٍ} [الرعد: 4]على وجود الصانع وقدرته وعلمه وحكمته وسائر صفاته {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 4] .
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ*وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} [الروم: 20 - 25] وقال تعالى : { إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الجاثية: 3 - 5] والآيات في ذلك كثيرة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|