والى هذه القشرة السحرية المفيدة ، اشار الامام علي (عليه السلام)  في قسمه الالهي حيث قال (( والله لو أعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها ، على ان اعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ، ما فعلته)) (1).

فهو (عليه السلام) لا يمكن ان يعصي الله أية معصية مهما صغرت ، حتى لو أعطي مقابلها السموات السبع بما تحويه . وهنا سر لطيف يكتشفه اللبيب ، وهو ان النملة بما آتاها الله من ذكاء فطري تعرف ماذا تختار لصغارها ، فهي تهتم بأن تؤمن لهم قشرة القمحة والشعيرة ، التي هي افضل غذاء ودواء لهم يحميهم من الامراض.

فسبحان  من خلق النملة وبراها ، وألهمها غذاءها وهداها.

وأعجب من ذلك ما حُكي عن ان كلبة أصيبت بالتهاب في الامعاء واسهال ، ثم راقبها صاحبها فرأى انها تذهب الى  بستان قريب تبحث فيه عن شيء ، فما زالت تفتش عن عشبة معينة ، حتى اذا وجدتها أخذت تمضغ منها كميات كبيرة ، بعد ان أمسكت عن الطعام ، ظلت تفعل ذلك حتى شفيت من مرضها الذي اصابها .

واذا كنت ايها الانسان عاجزاً عن تفسير هذه المعجزات المبثوثة في الكون ، فهلا أقررت بوجود القوة الالهية المهيمنة على كل شيء ، والتي تهدي الحيوان والانسان على حد سواء ، وترشده الى ما فيه صلاحه وفلاحه ؟ !

_________________

1- نهج البلاغة ، الخطبة 224 .