قال تعالى : {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس : 87] .

- (القبلة) : للقبلة معنيان ، فهي تارة تأتي بمعنى المقابل للشيء ، وأخرى بمعنى جهة الكعبة ، يعني صناعة البيت على اتجاه القبلة ، وربما كان معنى هذه الآية هكذا : طالما كانت قدرة فرعون باقية وهو مصمم على قتلكم فعليكم أن تتعبدوا في بيوتكم (1) ، كالسنين الثلاث الأولى من بعثة نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) .

وعليه فينبغي أن تكون عمارة المدن الإسلامية وبناؤها منسجماً والأهداف الدينية للإسلام ، ولا تغفل جهة القبلة ، كذلك ينبغي أن يكون بناء البيت بالشكل الذي يكون أداء المراسم الدينية أمراً عملياً .

- إن جميع برامج الأنبياء (عليهم السلام) وحتى طريقة بناء المساكن هي على اساس تعاليم الوحي ؛ لذا يجب أن تكون مناطق سكن المؤمنين منعزلة عن الكفار ، ولا الثلة المؤمنة وقدرتها واستقلالها ، ومن جهة أخرى فإن البيوت المتقابلة تكون أكثر تناسباً من حيث المركزية والأمان والمحافظة عليها والأنس ببعض .

________________

1. تفسير نور الثقلين ، ج2 ، ص 315 .