أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-01-2015
1941
التاريخ: 21-01-2015
1432
التاريخ: 22-01-2015
2934
التاريخ: 26-01-2015
1535
|
لا خلاف في أن عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة كما هو موجود فعلا في المصاحف منذ الصدر الأول ، وأن تقسيم القرآن الى هذه السور كان توقيفياً بأمر من الله لنبيه (صلى الله عليه واله) ، ويؤكده ما ورد من النصوص عند السنة والشيعة بأنه (صلى الله عليه واله) كان يعرف انتهاء سورة وابتداء أخرى بنزول (بسم الله الرحمن الرحيم) . ولا ينافي ذلك عدم وجود البسملة في سورة واحدة من سور القرآن هي براءة ، لأن عدم وجودها فيها ليس منشأه عدم عدّها سورة برأسها ، وإنما لحكمه اقتضتها طبيعة السورة نفسها باعتبارها تتمحور في مجملها حول ضرورة الغلظة والشدة على الكافرين والمشركين ، ومن هنا أسميت بسورة السيف ، فلا يناسب ذلك ابتداؤها بذكر الرحمن الرحيم ، وقد تأكدت هذه الحكمة من خلال بعض الروايات الدالة عليها ، ومن ذلك ما روي عن ابن عباس (1) قال : سألت علي بن أبي طالب (عليه السلام) : لِمَ لَم تكتب في براءة (بسم الله الرحمن الرحيم) ؟ قال : لأنها أمان ، وبراءة نزلت بالسيف .
ومع ذلك ، يبقى عدد البسملة مائة وأربع عشرة ، نظراً لوجود (بسم الله الرحمن الرحيم) في كتاب سليمان (عليه السلام) الى ملكة سبأ في قوله تعالى :
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] فتعود البسملة بعدد سور القرآن مائة وأربع عشرة .
ترتيب السور والآيات
توجد ثلاثة أقوال حول ترتيب السور القرآنية في المصحف على ما هي عليه ، من حيث كونه توقيفيا وعدمه .
الأول : إنه توقيفي تم بأمر الله سبحانه وتنفيذ رسول الله (صلى الله عليه واله) لذلك الأمر ، وقد نسب هذا القول الى بعض العلماء كابن الأنباري ، والكرماني (2) . وقد استدل هؤلاء على مذهبهم بأمور منها :
1- بعض الروايات التاريخية .
وهذه الروايات لا يمكن ان يطمأن اليها من وجهة نظرنا- إن من حيث أسانيدها ، أو من حيث دلالة متونها على المدعى .
2- إن لترتيب السور كما هو عليه الآن دخالة في اتساق معانيها والهيئة الارتباطية فيما بينها ، ولذا نقل عن أبي الأنباري قوله : (إن من قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن) .
وهذا القول لا يعدو – في نظرنا – أن يكون رأياً اجتهادياً لا يفيد المطلوب .
الثاني : إن ترتيب بعضا لسور قد حصل بفعل النبي (صلى الله عليه واله) نفسه ، وأما ترتيب الباقي فكان باجتهاد بعض الصحابة .
وحجة هذا القول ، بعض الروايات التي نسبت الى النبي (صلى الله عليه واله) والتي ورد في بعضها القول عنه (صلى الله عليه واله) : (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال . وأعطيت مكان الزبور المئين . وأعطيت مكان الإنجيل المثاني . وفضلت بالمفضل) .
واستفادة الترتيب بين سور هذه الأقسام من هذه الرواية –لو صحت- غير واضح ، إذ كونه في مقام البيان من هذه الناحية غير معلوم ، بل يحتمل أن يكون (صلى الله عليه واله) في مقام بيان أفضليته على من تقدمه من الأنبياء ، وبيان أفضلية القرآن على ما سبقه من كتب وصحف ومزامير ، وزيادته على ما فيها جميعاً ، وهيمنته عليها .
والذي يؤيد عدم الاطمئنان الى ما حاول أصحاب هذا القول إثباته بهذه الرواية ، هو اختلافهم فيما بينهم في المراد من السبع الطوال ، كاختلافهم في المراد من المئين ، والمثاني والمفصل .
الثالث : إن ترتيب السور إنما كان بفعل علماء الأمة أنفسهم ، ولذا وردت روايات تأريخية تؤكد أنه كان لبعضهم نسخ من القرآن يختلف الواحد منها عن الآخر في ترتيب سوره كمصحف عبد الله بن مسعود ، ومصحف أبي بن كعب ، ومصحف مجاهد وغيرهم فلو كان ترتيب السور توقيفياً لما كان قد حصل مثل هذا الاختلاف في ترتيبها في مصاحفهم وهم من وجوه الصحابة وحفظة القرآن العالمين فيه .
موقف ووجهة نظر
إن الشيء الذي نؤمن به أن هذا المصحف الموجود بين أيدينا ، هو عينها لذي تلقته الأجيال عبر العصور ، وهو نفسه الذي عمل به فيا لصدر الأول للإسلام مضمونا وترتيباً ، وهو الذي أمضى العمل به أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأمروا شيعتهم بقراءته كما هو والعمل به كماً وكيفاً ومضموناً ، وهو نفسه الذي عناه أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد تسلمه (رسميا) زمام الخلافة بقوله : (لا يهاج القرآن بعد هذا اليوم) ، ومعنى ذلك أنه لا يجوز التصرف فيه من قبل أي إنسان بأن نحو من أنحاء التصرف اللفظي أو الكتبي أو الترتيبي . وهذا يكفينا لأخذه مكا هو بما في ذلك ترتيب سوره . ومع أيماننا في نفس الوقت أن القرآن الذي جمعه علي (عليه السلام) (3) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) يختلف في ترتيب سوره عما هو موجود ، باعتبار أنه كان رتبه حسب نزوله من عند الله سبحانه على رسوله .
___________________________
(1) راجع التفسير الكبير ، للفخر الرازي ، الجزء 15 / 216 – 217 . ومسائل فقهية ، للسيد
عبد الحسين شرف الدين .
(2) راجع البرهان للزركشي ، 1 / 257 وما بعدها .
(3) راجع أصول الكافي ، ص / كتاب فصل القرآن ، 469 باب النوادر ، ح23 . والسيوطي ، الإتقان ، 1 / 202 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|