الطريقة الميكانيكية لزراعة القطن (الطريقة الامريكية لزراعة القطن) |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-26
![]()
التاريخ: 4-3-2019
![]()
التاريخ: 28-2-2019
![]()
التاريخ: 2024-09-19
![]() |
الطريقة الميكانيكية في زراعة القطن (الطريقة الأمريكية)
سمينا هذه الطريقة (ميكانيكية) لأن أكثر أعمالها تجري بالماكينات الحديثة وسميناها (أميركية) لأن الأميركيين في الولايات المتحدة أوجدوها ومارسوها وحسنوا آلاتها وأساليبها وما زالوا حتى أوصلوها إلى غاية الكل أو كادوا.
إن أشهر الولايات المتحدة في أمريكا الشمالية في زراعة القطن هما تكساس وتينسي وكارولينا وجورجيا ومسيسبي وآركاناس وآلاباما وأوكلاهوما، وولاية تكساس وحدها تنتج من القطن ضعف ما تنتجه مصر كلها ، وأكثر محصول القطن في هذه الولايات تستهلكه معامل الغزل والنسيج الأمريكية.
إن كمية الأمطار السنوية في هذه الولايات تتراوح بين 800 - 1000 ميليمتر يهطل نصفها أو أكثر في الربيع والصيف أي في إبان حاجة القطن للارتواء ، ثم يقل المطر أو ينقطع في الخريف في إبان عدم الحاجة له أي حينما يكون المطر ضارا بتفتح اللوز، فهذه الشروط الحسنة الملائمة هي التي جعلت زراعة القطن بعلا ناجحة هناك.
كانت هذه الولايات تزرع القطن بالطرق والآلات اليدوية شبه ما هو جار في بلاد الشرق، ولما صار القطن في مقدمة المحاصيل الأميركية نفعا وربحا واتساعا ضاعفوا هناك الجهود لتحسين زراعته وانتاجه بأنجح الطرق وأسرعها وأرخصها، وكان من جراء ذلك أن وجدوا الماكنات الخاصة لسد هذه الحاجة فصارت هذه الزراعة عندهم ميكانيكية - في الغالب - تفي بوسعة أراضيهم ووفرة مزروعاتهم وقلة الأيدي العاملة لديهم او غلاء أجورها وصار المزارعون الأميركيون يديرون مزارعهم كما تدار المصانع الحديثة وهو أمر في بلاد الشام صائرون إليه بحكم مشابهة أراضينا ومحاصيلنا من حيث الاتساع والفراغ والأيدي العاملة من حيث القلة وغلاء الأجور إلى ما هو موجود لديهم.
إن تحضير الأرض لزراعة القطن هناك يشبه ما يجري في مصر وبلاد الشام وغيرهما من حيث عدد الحراثات وعمقها وزمن وكيفية إجرائها، وكذلك موعد الزرع ونقع البذور .. الخ لكن دورتهم رباعية أي أنهم لا يزرعون القطن في نفس الأرض إلا كل أربع سنوات مرة، وخطوطهم واسعة يبعد بعضها عن بعض 90 سم في أصنافهم القليلة التفرع و 105 سم في أصنافهم الضخمة التفرع ، وحفرهم على خطوط بعيدة 40 - 60 سم ، كل ذلك لخصب التربة ووفرة الأمطار ولحاجتهم إلى استعمال المكنات في الخدمة بعد الزرع.
وصغار المزارعين هناك يجرون محاريثهم وبقية آلاتهم - وكلها حديث ومن الطراز الكامل - بالدواب وهم في المناطق الرطبة أو ذات الأمطار المتوسعة يزرعونها في بطون الخطوط ليبلغوا ألتربة التحتي الثرية، وأول عملية عندهم هي قطع جذوع المحصول السابق، ويهتمون بهذه العملية كثيرا وعندهم لها محاريث ذات مقانب (شفرات) خاصة بذلك، ويقولون: إن قطع جذوع المحصول السابق وارجاعها ودفنها في التربة لتهترئ وتتقلب سمادا للأرض أولى من حرقها ، أما كبارهم فيجرونها بالجرارات وهم يحرثون 4-3 مرات ، ويكثرون من استعمال المسالف والملاسات الهراسة في تكسير التلع وتنعيم التربة وتمهيد سطحها لتصبح مستوية ناعمة نظيفة ليتسنى لهم بذلك استعمال البذارات الآلية التي تتطلب هذا التكسير والتنعيم والتسوية حتما وليتسنى استعمال الأسمدة العضوية والكيماوية أثناء الحراثات المذكورة.
ومن الآلات الأميركية الخاصة بالقطن على ما جاء في كاتالوك شركة ماك كورميك Mae cormic أنترناشيونال هارفستر إكسبوركومباني وما نذكره على سبيل المثال ولأجل إلفات النظر إلى تجربته في بلادنا، كما جريت إحدى هذه الآلات وهي البذارة في بنى الأماكن في سهول الجزيرة والغاب وظهر نجاحها ، فعندهم :
1- محراث ذو مقالب (شفرات لقطع جذوع المحصول السابق للقطن من على سطح الأرض واخصاب الأرض بها.
2- محراث ذو أقراص (ديسك) لقلب التراب ودفن بقايا الجذوع التي قطعها المحراث الأول واستئصال الأعشاب الضارة معا .
3- محراث مخطط ذو 5-6 سكك لفتح الخطوط (الأثلام) وعمل المتون كالذي في.
4- بذارة ذات أربع خزانات يمكن أن تزرع البذور في أربع خطوط تلقيطا حبة فحبة أو تحبيبا كل 4 - 5 معا.
5- معزقة تحت الجرارة ووراء دولابها الأمامي شكلها ككبابة الشوك تستعمل حينما تكون بادرات القطن صغيرة (أول عزقة).
6- مزرع (كولتيفاتور) وراء الجرار يستعمل للعزق والتعشيب حينما تكون بادرات القطن متوسطة في كبرها (ثاني عزقة).
7- معزقة وراء الجرار بشكل المحراث المخطط ذات ثلاث سكك متباعدة بنسبة أبعاد الخطوط تستعمل حينما تكون بادرات القطن أكبر من متوسطة (ثالث عزقة).
8- معزقة وراء الجرار أيضا ذات خمس مجموعات في كل منها عشرة أصابع تشبه شوكات الموائد لمزق وتحريك المتون أو المصاطب ، تستعمل حينما تكون بادرات القطن قد كبرت كثيرا (رابع عزقة) وهي تتم عملية التعشيب وتمحو آثار دواليب الجرار وتمهد سطح الأرض لتسهيل حركة قطافة القطن بعدئذ.
أما ماكنات البذر (المباذر) فمنها ما هو كبير تجرها الجرارات ، وقد جلبت الحكومة التركية عن طريق مشروع مارشال الأميركي في جملة ما جلبته كميات كثيرة من المباذر الصغيرة ووزعتها بعد أن جربها المزارعون الأتراك وقدروها وانهالت طلباتهم عليها، وهذه المباذر الصغيرة ذات منافع عديدة:
فهي توفر نصف كمية البذور وتفني عن استعمال الدفن أثماء الزرع والطمر، وتمكن من زرع القطن في أنسب أوانه وبأسرع وقت وتضع البذور كلها في عمق واحد وتربة مناسبة واحدة وتتتش البذور دفعة واحدة وتكبر بادراتها وتنمو ضمن شروط واحدة، هذا إلى أن مكافحة الحشرات والأمراض ثم القطف وأمثالها من الخدمات تكون أسهل، وتزداد أرباح الزراع من جراء توفير عدة أعمال ونفقات في إنتاج القطن، وقد وجدوا في تركية أن أحسن هذه المباذر الأميركية هي التي يبلغ معدل وزنها 185-180 كغ ولها قرص (ديسك) واحد، وان الماكنات التي عرض مصاطبها 80 سم وتجر بالبقر تزرع خلال الساعات الثمانية للعمل نحوا من 20 - 25 دونما والتي تجر بالخيل 35-40 دونما.
أما ماكنات البذر الكبيرة المجرورة بالجرارات فمنها ما يفتح الخطوط ويلقي فيها البذور (تلقيطا) ويطمرها، ولماكنات البذر صنع معمل (ماك كورميك) سكك صغيرة فتاحة خطوط ومن وراء هذه السكك جسر عال أفقي ركبت عليه أربعة براميل معدنية يسع كل منها نحو 20 كغ بذور، وتحت البراميل ميازيب معدنية ذات قطع متداخلة حلزونية تتدلى على أسفل، وفي وسط البراميل مسننات يدورها محور يأخذ حركته من دوران عجلات الجرارة، فإذا سارت الجرارة وهي من نوع فارمل تدور المسننات وتدفع البذور وتسقطها في الميازيب، ومن الميازيب تقع في بطون الخطوط التي شقتها السكك الصغيرة الأمامية وتندفن في أعماق منتظمة وأبعاد متساوية، وبذلك توفر هذه البذارة كمية البذور ما توفر اليد العاملة للبذر والدفن، لكن شروط عملها أن تكون التربة مهيأة جيدا وخالية من التلع ومنعمة، وألا تهطل أمطار ربيعية قوية تسبب عدم الإنتاش من جراء تصلب التربة.
وأحسن من هذه البذارات اللقاطة هي تلك التي تبذر (تقبيعا) كل 4-5 بذرات معا، لان هذه لا تتعرض إلى خطر الأمطار الربيعية التي نوهنا بها.
هذا وقد دخلت إلى بلادنا ماكنات البذر الأميركية خاصة تلك المجرورة بجرارات (الفارمل) صنع معمل ماك كورميك وظهر أن نفعها أكثر في الزراعة المتأخرة عن الموعد ، وحين زوال الخوف من هطول الأمطار الربيعية وفي حالة قلة اليد العاملة كما هو شأن محافظة الجزيرة حيث بدا استعمال هذه الماكنات البذارات منذ سنة 1951 ويرجى أن يكثر عددها وتنتشر في محافظاتنا الأخرى هي والصغيرة المجرورة بالدواب أيضا.
ثم إن الأميركيين يبيدون الأعشاب الضارة بقاذفات اللهب أو بالمواد الكيماوية ويكافحون الحشرات بسيارات التعفير أو بطائرات هلكوبتر التي تذر المساحيق المهلكة على مسافات واسعة.
اما عملية قطف القطن : فتجري كما عندنا بالأيدي ، لكنهم ما برحوا منذ أربعين سنة يسعون الى ايجاد ماكنة لقطف القطن الى أن توصلوا إلى واحدة - وان لم تكن غاية المنى- لكنها نافعة على كل حال ويؤمل إبلاغها إلى تلك الغاية، هاك أوصافها:
إن هذه الماكنة تشبه بجسامتها الماكنة الحاصدة الدارسة للحبوب وهي تركب على جرارة فارمل، وتقطف نحو 400 كغ في الساعة وتعمل ليلا أيضا إذا أضيئت أنوارها، وهي تسير بين صفوف القطن بسرعة 3 كيلو متر في الساعة، وهي تقطف 80 - 90% من القطن المتفتح، وهي تسحب (تشفط) اللوز المتفتح وتدفله في جوف جهاز معدني فيه أصابع من الفولاذ ذات حذق مؤلفة من مغازل رطبة دوارة تجذب الشعر من اللوز المتفتح.
ثم يرفع جهاز آخر اللوز ويلقيه في غربال من السلك مشدود على ظهر الماكنة، وتجمع هذه الماكنة من اللوز المتفتح في كل رحلة تقوم بها في الحقل ولا تمس اللوز غير المتفتح، ولكن يقال أيضا: أن القطن الذي تجمعه يكون مخلوطا بنسبة كبيرة بأوراق شجيراته، كما أن خيوط القطن المجموع بها تفقد ما يعادل 7- 8 % من قيمتها ، على أن هذه الأضرار لا تذكر في جانب انخفاض نفقات قطف القطن بهذه الماكنة بما يعادل 25 % خاصة والأميركيون دائبون على اصلاح هذه النواقص منها، وهم قبل استعمال هذه الماكنة القطافة يقلمون أوراق القطن بواسطة مواد مزيلة للورق (مركبات السياناميد) وحجتهم في ذلك أن هذا التقليم:
1- يقصر موسم النضوج.
2- يحول دون تعفن اللوزات بسبب أمطار الخريف.
3- يمنع تكاثر الحشرات في الخريف.
4- يسهل تفتح لوزات القطن وبالتالي يمكن القطافة من حسن العمل.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|