المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

شرانق الحرير
2024-03-01
Vowels happY
2024-03-22
Oxymercuration-demercuration
18-9-2020
Abraham ben Meir ibn Ezra
22-10-2015
بيئة الإعلام الجديد
2023-04-12
الخليل ومدرسته الصوتية
23-04-2015


نظافة البيئة في الاسلام  
  
3781   12:21 مساءاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص303-304
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

 إعتنى الاسلام بالبيئة أرضا، وهواءً، ومناخاً، وماءً، فوضع من الاسس والقواعد ما يجعل الانسان – اذا تمسّك بتوجيهات الاسلام – سعيداً في دنياه صحيحا، معافى في بدنه، سليما من كل الآفات...

وعناية الاسلام بالنظافة من الوسائل التي حرص عليها في سبيل حفظ البيئة البشرية التي يكون مؤدّاها حفظ صحة البدن وسلامته.

والحق يقال بأن ما جاء به الاسلام من تشريعات ونُظم وموقفه من النظافة موقف لا نظير له في أي دين من الاديان، ولا مجال للمقارنة بين الدين الاسلامي واتساع دائرة اهتمامه بالنظافة مع غيره من الاديان. اذ النظافة فيه نوع من انواع العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، بل هي فريضة من فرائضه.

وخير شاهد على ما نقول انك ترى مفتتح الكتب الحديثية التي تجمع احاديث النبي (صلى الله عليه واله) وأهل بيته (عليهم السلام) وكذلك كتب الفقهاء تبدأ أول ما تبدأ به بباب عنوانه (كتاب الطهارة) و(أحكام المياه) و(النجاسات والطهارات) وهي بمجملها تعبير عن قضية واحدة وهي (النظافة).

ولا يقتصر الامر على مسالة الطهارة المبحوث عنها في الفقه الاسلامي كشرط لتأدية بعض الفرائض والعبادات الواجبة، بل انك ترى ان هناك تشريعا متكاملا ومنظومة شاملة وضعها الاسلام في سبيل تحقيق بيئة نظيفة من جميع الجوانب.

وعلى هذا فإننا نلاحظ ان الاسلام في العبادات المفروضة منه على الانسان، وفي الآداب والسنن والمستحبات التي شرعها وسنها لا على سبيل الالزام إعتبر ان النظافة هي المدماك الاساس لكل هذه الاعمال ومحورا هاما في تطبيقاتها.

من هنا سنحاول تسليط الضوء على بعض التشريعات الواجبة أو المستحبة لنرى مدى ارتباطها بالنظافة البدنية، وكيف انها تتلاءم وتنسجم مع تحقيق أنواع متعددة للنظافة تبدا بالاهتمام الكامل بنظافة جسد الانسان في مجالات متعددة لتنتهي بنظافة من حوله، فيكون الاسلام بذلك اول دين شكّل منظومة عبادية تحمي الانسان وبيئته من خلال اهتمامه بالنظافة البيئية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.