سفر الطاغية ابن زياد إلى الكوفة
المؤلف:
باقر شريف القرشي .
المصدر:
حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة:
ج2, ص356-357.
29-3-2016
3724
سار الخبيث الدنس مِن البصرة متّجهاً إلى الكوفة ؛ ليقترف أعظم موبقة لمْ يقترفها شقي غيره وقد صحبه مِنْ أهل البصرة خمسمئة رجل فيهم عبد الله بن الحارث بن نوفل وشريك بن الأعور الحارثي وهو مِنْ أخلص أصحاب الإمام الحُسين وقد صحب ابن زياد ليكون عيناً عليه ويتعرّف على خططه وقد صحب ابن زياد هذا العدد ليستعين بهم على بثّ الإرهاب وإذاعة الخوف بين الناس والاتصال بزعماء الكوفة لصرفهم عن الثورة ؛ وعلى أيّ حالٍ فقد أخذ ابن زياد يجذّ في السير لا يلوي على شيء قد واصل السير إلى الكوفة مخافة أنْ يسبقه الحُسين إليها وقد جهد أصحابه وأعياهم المسير فسقط منهم جماعة منهم عبد الله بن الحارث فلمْ يعبأ , ولمّا ورد القادسية سقط مولاه مهران فقال له ابن زياد : إنْ أمسكت على هذا الحال فتنظر إلى القصر فلك مئة ألف ؛ فقال له مهران : لا والله لا أستطيع , ونزل الطاغية فلبس ثياباً يمانية وعمامة سوداء وتلثّم ؛ ليوهم مَنْ رآه أنّه الحُسين وسار وحده فدخل الكوفة ممّا يلي النجف وكان قلبه كجناح طائر مِنْ شدّة الخوف ولو كانت عنده مسكة مِن البسالة والشجاعة لما تنكّر وغيّر بزّته وأوهم على الناس أنّه الحُسين , وقد تذرّع الجبان بهذه الوسائل لحماية نفسه وتنصّ بعض المصادر أنّه حبس نفسه عن الكلام خوفاً مِنْ أنْ يعرفه الناس فتأخذه سيوفهم.
الاكثر قراءة في استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة