أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-04-2015
3797
التاريخ: 5-04-2015
3482
التاريخ: 7-04-2015
3563
التاريخ: 2024-08-22
342
|
كان مجلس الطاغية حاشدا بجماهير الناس وقد أوعز إلى الخطيب أن يعتلي أعواد المنبر ليمجد الأمويين وينال من الحسين فاعتلى الخطيب المنبر فبالغ في الثناء على يزيد ونال من الامام امير المؤمنين وولده الحسين لينال هبات يزيد وعطاياه فانتفض الامام زين العابدين وصاح به : ويلك أيها الخاطب اشتريت رضاء المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار , والتفت الى يزيد فقال له : أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات فيهن للّه رضا ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب , وبهت الحاضرون وبهروا من هذا الفتى العليل الذي رد على الخطيب والأمير وقد رفض يزيد اجابته فالح عليه الجالسون بالسماح له ويعتبر ذلك بداية وعي عند اهل الشام فقال يزيد لهم : إن صعد المنبر لم ينزل الا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان .
فقالوا له : وما مقدار ما يحسن هذا العليل .
انهم لا يعرفونه وحسبوا أنه لا يحسن شيئا ولكن الطاغية يعرفه حقا فقال لهم : إنه من اهل بيت قد زقوا العلم زقا , وأخذوا يلحون عليه فانصاع لقولهم فسمح للامام فاعتلى اعواد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ويقول المؤرخون إنه خطب خطبة عظيمة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب وكان من جملة ما قاله : أيها الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم ، والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد (صلى الله عليه واله) ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد اللّه وأسد الرسول ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة.
فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا ابن مكة ومنى أنا ابن زمزم والصفا أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء أنا ابن خير من ائتزر وارتدى أنا ابن خير من انتعل واحتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج ولبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواء أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فسبحان من أسرى أنا ابن من بلغ به جبرئيل الى سدرة المنتهى أنا ابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله الا اللّه أنا ابن من ضرب بين يدي رسول اللّه بسيفين وطعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع البيعتين وصلى القبلتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر باللّه طرفة عين أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين وقاطع الملحدين ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين وزين العابدين وتاج البكائين وأصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين ورسول رب العالمين أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين والمجاهد اعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين وأول من أجاب واستجاب للّه من المؤمنين وأقدم السابقين وقاصم المعتدين ومبير المشركين وسهم من مرامي اللّه على المنافقين ولسان حكمة العابدين ناصر دين اللّه وولي أمر اللّه وبستان حكمة اللّه وعيبة علم اللّه سمح سخي بهلول زكي أبطحي رضي مرضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام شجاع قمقام قاطع الأصلاب ومفرق الأحزاب أربطهم جنانا وأطلقهم عنانا واجرأهم لسانا وأمضاهم عزيمة وأشدهم شكيمة أسد باسل وغيث هاطل يطحنهم في الحروب ويذرهم ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز وصاحب الاعجاز وكبش العراق الامام بالنص والاستحقاق مكي مدني ابطحي تهامي خيفي عقبي بدري أحدي وشجري مهاجري من العرب سيدها ومن الوغى لبثها وارث المشعرين وابوا السبطين الحسن والحسين مظهر العجائب ومفرق الكتائب والشهاب الثاقب والنور العاقب أسد اللّه الغالب مطلوب كل طالب غالب كل غالب ذاك جدي علي ابن أبي طالب , أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء أنا ابن الطهر البتول أنا ابن بضعة الرسول (صلى اللّه عليه وآله) أنا ابن المزمل بالدماء أنا ابن ذبيح كربلاء أنا ابن من بكى عليه الجن في الظلماء وناحت عليه الطير في الهواء , ولم يزل يقول أنا : حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي الطاغية من وقوع الفتنة وحدوث ما لا تحمد عقباه فقد اوجد خطاب الامام انقلابا فكريا في مجلس الطاغية وقد بادر بالإيعاز الى المؤذن أن يؤذن ليقطع على الامام كلامه فصاح المؤذن :
اللّه اكبر .
فقال الامام : كبرت كبيرا لا يقاس ولا يدرك بالحواس لا شيء اكبر من اللّه ؛ فلما قال المؤذن :
اشهد ان لا إله الا اللّه .
قال علي بن الحسين : شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعظمي , ولما قال المؤذن : اشهد أن محمدا رسول اللّه .
التفت علي بن الحسين الى يزيد فقال له : يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك؟ فان زعمت أنه جدك فقد كذبت وإن قلت : إنه جدي فلم قتلت عترته؟ .
ووجم يزيد ولم يطق جوابا واستبان لأهل الشام أنهم غارقون في الجهالة والضلالة وان الحكم الأموي قد جاهد على غوايتهم وشقائهم.
وقد اقتصر الامام في خطابه على التعريف بأسرته ونفسه ولم يعرض لشيء آخر وقد كان ذلك من أروع صور الالتفاتات وادقها وأعمقها فقد كان المجتمع الشامي لا يعرف شيئا عن أهل البيت فقد اخفت السلطة كل شيء عنهم وغذتهم بالولاء لبني أمية والحقد على أهل البيت.
واثر خطاب الامام تأثرا بالغا في اوساط أهل الشام فقد جعل بعضهم ينظر الى بعض ويسر بعضهم إلى بعض بما آلوا إليه من الخيبة والخسران حتى تغيرت أحوالهم مع يزيد وأخذوا ينظرون إليه نظرة احتقار وازدراء .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|