المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

Imaginary Point
24-10-2018
القرآن والاكتشافات العلميّة المعاصرة
7-10-2014
فاراد farad
26-3-2019
مـراحـل تـطـور الصـراع التـنظيـمي
22/11/2022
اتـصالات الحاسـوب Computer Communications
21-4-2021
التأمين الإقتصادي للطفل
28-6-2016


خطاب الامام زين العابدين في الشام  
  
3446   11:54 صباحاً   التاريخ: 19-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص385-388.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

كان مجلس الطاغية حاشدا بجماهير الناس وقد أوعز إلى الخطيب أن يعتلي أعواد المنبر ليمجد الأمويين وينال من الحسين فاعتلى الخطيب المنبر فبالغ في الثناء على يزيد ونال من الامام امير المؤمنين وولده الحسين لينال هبات يزيد وعطاياه فانتفض الامام زين العابدين وصاح به : ويلك أيها الخاطب اشتريت رضاء المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار , والتفت الى يزيد فقال له : أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات فيهن للّه رضا ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب , وبهت الحاضرون وبهروا من هذا الفتى العليل الذي رد على الخطيب والأمير وقد رفض يزيد اجابته فالح عليه الجالسون بالسماح له ويعتبر ذلك بداية وعي عند اهل الشام فقال يزيد لهم : إن صعد المنبر لم ينزل الا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان .

فقالوا له : وما مقدار ما يحسن هذا العليل .

انهم لا يعرفونه وحسبوا أنه لا يحسن شيئا ولكن الطاغية يعرفه حقا فقال لهم : إنه من اهل بيت قد زقوا العلم زقا , وأخذوا يلحون عليه فانصاع لقولهم فسمح للامام فاعتلى اعواد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ويقول المؤرخون إنه خطب خطبة عظيمة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب وكان من جملة ما قاله : أيها الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع  أعطينا العلم والحلم ، والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد (صلى الله عليه واله) ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد اللّه وأسد الرسول ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة.

فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا ابن مكة ومنى أنا ابن زمزم والصفا أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء أنا ابن خير من ائتزر وارتدى أنا ابن خير من انتعل واحتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج ولبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواء أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فسبحان من أسرى أنا ابن من بلغ به جبرئيل الى سدرة المنتهى أنا ابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله الا اللّه أنا ابن من ضرب بين يدي رسول اللّه بسيفين وطعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع البيعتين وصلى القبلتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر باللّه طرفة عين أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين وقاطع الملحدين ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين وزين العابدين وتاج البكائين وأصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين ورسول رب العالمين أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين والمجاهد اعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين وأول من أجاب واستجاب للّه من المؤمنين وأقدم السابقين وقاصم المعتدين ومبير المشركين وسهم من مرامي اللّه على المنافقين ولسان حكمة العابدين ناصر دين اللّه وولي أمر اللّه وبستان حكمة اللّه وعيبة علم اللّه سمح سخي بهلول زكي أبطحي رضي مرضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام شجاع قمقام قاطع الأصلاب ومفرق الأحزاب أربطهم جنانا وأطلقهم عنانا واجرأهم لسانا وأمضاهم عزيمة وأشدهم شكيمة أسد باسل وغيث هاطل يطحنهم في الحروب ويذرهم ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز وصاحب الاعجاز وكبش العراق الامام بالنص والاستحقاق مكي مدني ابطحي تهامي خيفي عقبي بدري أحدي وشجري مهاجري من العرب سيدها ومن الوغى لبثها وارث المشعرين وابوا السبطين الحسن والحسين مظهر العجائب ومفرق الكتائب والشهاب الثاقب والنور العاقب أسد اللّه الغالب مطلوب كل طالب غالب كل غالب ذاك جدي علي ابن أبي طالب , أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء أنا ابن الطهر البتول أنا ابن بضعة الرسول (صلى اللّه عليه وآله) أنا ابن المزمل بالدماء أنا ابن ذبيح كربلاء أنا ابن من بكى عليه الجن في الظلماء وناحت عليه الطير في الهواء , ولم يزل يقول أنا : حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي الطاغية من وقوع الفتنة وحدوث ما لا تحمد عقباه فقد اوجد خطاب الامام انقلابا فكريا في مجلس الطاغية وقد بادر بالإيعاز الى المؤذن أن يؤذن ليقطع على الامام كلامه فصاح المؤذن :

اللّه اكبر .

فقال الامام : كبرت كبيرا لا يقاس ولا يدرك بالحواس لا شيء اكبر من اللّه ؛ فلما قال المؤذن :

اشهد ان لا إله الا اللّه .

قال علي بن الحسين : شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعظمي , ولما قال المؤذن : اشهد أن محمدا رسول اللّه .

التفت علي بن الحسين الى يزيد فقال له : يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك؟ فان زعمت أنه جدك فقد كذبت وإن قلت : إنه جدي فلم قتلت عترته؟ .

ووجم يزيد ولم يطق جوابا واستبان لأهل الشام أنهم غارقون في الجهالة والضلالة وان الحكم الأموي قد جاهد على غوايتهم وشقائهم.

وقد اقتصر الامام في خطابه على التعريف بأسرته ونفسه ولم يعرض لشيء آخر وقد كان ذلك من أروع صور الالتفاتات وادقها وأعمقها فقد كان المجتمع الشامي لا يعرف شيئا عن أهل البيت فقد اخفت السلطة كل شيء عنهم وغذتهم بالولاء لبني أمية والحقد على أهل البيت.

واثر خطاب الامام تأثرا بالغا في اوساط أهل الشام فقد جعل بعضهم ينظر الى بعض ويسر بعضهم إلى بعض بما آلوا إليه من الخيبة والخسران حتى تغيرت أحوالهم مع يزيد وأخذوا ينظرون إليه نظرة احتقار وازدراء .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.