أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/9/2022
5587
التاريخ: 16-7-2022
2258
التاريخ: 26-6-2019
4250
التاريخ: 14-11-2017
3698
|
وصف جماعة مِن المتعصّبين لبني أُميّة خروج الإمام على يزيد بأنّه كان مِنْ أجل المُلْك والظفر بخيرات البلاد وهذا الرأي ينمّ عن حقدهم على الإمام بما أحرزه مِن الانتصارات الرائعة في نهضته المباركة التي لمْ يظفر بمثل معطياتها أيّ مصلح اجتماعي في الأرض وقد يكون لبعضهم العذر لجهلهم بواقع النهضة الحسينيّة وعدم الوقوف على أسبابها.
لقد كان الإمام على يقين بإخفاق ثورته في الميادين العسكرية ؛ لأنّ خصمه كان يدعمه جند مكثّف اُولوا قوّة واُولوا بأس شديد وهو لمْ تكن عنده أيّة قوّة عسكرية ليحصل على المُلْك ولو كان المُلْك غايته كما يقولون لعاد إلى الحجاز أو مكان آخر حينما بلغه مقتل سفيره مسلم بن عقيل وانقلاب الكوفة عليه ويعمل حينئذ مِنْ جديد على ضمان غايته ونجاح مهمّته .
لقد كان الإمام (عليه السّلام) على علم بأنّ الأوضاع السائدة كلّها كانت في صالح بني أُميّة وليس منها ممّا يدعمه أو يعود لصالحه.
يقول ابن خلدون : إنّ هزيمة الحُسين كانت أمراً محتّماً ؛ لأنّ الحُسين لمْ تكن له الشوكة التي تمكّنه مِنْ هزيمة الاُمويِّين ؛ لأنّ عصبية مضر في قريش وعصبية قريش في عبد مناف وعصبية عبد مناف في بني أُميّة فعرف ذلك لهم قريش وسائر الناس لا ينكرونه .
لقد كانت ثورة الإمام مِنْ أجل غاية لا يفكّر بها أولئك الذين فقدوا وعيهم واختيارهم فقد كان خروجه على حكم يزيد مِنْ أجل حماية المُثُل الإسلاميّة والقِيَم الكريمة مِن الاُمويِّين الذين حملوا معول الهدم.
يقول بعض الكتاب المعاصرين : ويحقّ لنا أنْ نسأل ماذا كان هدف الحُسين (عليه السّلام) وماذا كانت القضية التي يعمل مِنْ أجلها؟
أمّا لو كان هدفه شخصيّاً يتمثّل في رغبته في إسقاط يزيد ليتولّى هو بنفسه الخلافة التي كان يطمع إليها ما وجدنا فيه هذا الإصرار على التقدّم نحو الكوفة رغم وضوح تفرّق الناس مِنْ حوله واستسلامهم لابن زياد وحملهم السلاح في أعداد كثيرة لمواجهته والقضاء عليه.
إنّ أقصر الناس نظراً كان يدرك أنّ مصيره لنْ يختلف عمّا آل إليه فعله ولو كان الحُسين بهذه المكانة مِنْ قصر النظر لعاد إلى مكّة ليعمل مِنْ جديد للوصول إلى منصب الخلافة , ولو كان هدفه في أول الأمر الوصول إلى منصب الخلافة ثمّ لمّا بلغه مصرع ابن عمّه وقرّروا صلة السفر للثأر مِنْ قاتليه استجابة لقضية أهله وأقاربه , لو كان هذا هدفه لأدرك أنّ جماعته التي خرجت معه للثأر وهي لا تزيد على التسعين ؛ رجالاً ونساءً وأطفالاً لنْ تصل إلى شيء مِنْ ذلك مِنْ دون أنْ يقضى على أفرادها جميعاً وبغير أنْ يضحّي هو بنفسه ضحيّة رخيصة في ميدان الثأر , ومِنْ ثمّ يكون مِنْ واجبه للثأر أنْ يرجع ليعيد تجميع صفوف أنصاره وأقربائه ويتقدّم في الجمع العظيم مِن الغاصبين والموتورين , فالقضية إذاً ليست قضية ثأر والهدف ليس هدفاً شخصيّاً وإنّما الأمر أمر الأُمّة والقضية كانت للحقّ والإقدام إقدام الفدائي الذي أراد أنْ يُضربَ المثل بنفسه في البذل والتضحية ولمْ يكن إصرار الحُسين على التقدّم نحو الكوفة بعد ما علم مِنْ تخاذل أهلها ونكوصهم عن الجهاد إلاّ ليجعل مِنْ استشهاده علماً تلتفّ حوله القلّة التي كانت لا تزال تؤمن بالمُثُل وتلتمس في القادة مَنْ يُنير لها طريق الجدّ في الكفاح وتحريكاً لضمائر المتخاذلين القاعدين عن صيانة حقوقهم ورعاية صوالحهم , وألمّ هذا القول بالواقع المشرق الذي ناضل مِنْ أجله الإمام الحُسين فهو لمْ يستهدف أي مصلحة ذاتية وإنّما استهدف مصلحة الأُمّة وصيانتها مِن الاُمويِّين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|