المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أجمع آية في مكارم الأخلاق
29-3-2016
أول وقت العشاء.
18-1-2016
العلاقة بين اللوجستيات وعناصر مفهوم الزبون
2-6-2016
البصرة باب واسع لتجارة الشرق.
2024-01-16
صلاة الظهر يوم عاشوراء
26-9-2021
التربية البيئية الصحية للطفل
2024-01-30


[بداية رحلة الامام الحسين]  
  
4126   11:44 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص305-306.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /

بعدما أعلن الإمام الحُسين (عليه السّلام) رفضه الكامل لبيعة يزيد اتّجه مع أهل بيته إلى مكّة التي هي حرم الله وحرم رسوله ؛ عائذاً ببيتها الحرام الذي فرض فيه تعالى الأمن والطمأنينة لجميع العباد.

لقد اتّجه إلى هذا البلد الأمين ؛ ليكون بمأمن مِنْ شرور الاُمويِّين واعتداءاتهم , ويقول المؤرّخون : إنّه خرج ليلة الأحد لليلتين بقيتا مِنْ رجب سنة 60هـ  وقد خيّم الذعر على المدنيين حينما رؤوا آل النّبي (صلّى الله عليه وآله) ينزحون عنهم إلى غير مآب , وفصل الركب مِنْ يثرب وهو جادّ في مسيرته وكان الإمام (عليه السّلام) يتلو قوله تعالى : {رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 21] لقد شبّه خروجه بخروج موسى على فرعون زمانه وكذلك قد خرج على طاغية زمانه فرعون هذه الأُمّة ؛ ليقيم الحقّ ويبني صروح العدل وسلك الطريق العام الذي يسلكه الناس مِنْ دون أنْ يتجنّب عنه , وأشار عليه بعض أصحابه أنْ يحيد عنه كما فعل ابن الزّبير مخافة أنْ يدركه الطلب مِن السلطة في يثرب فأجابه (عليه السّلام) بكلّ بساطة وثقة في النفس قائلاً : لا والله لا فارقت هذا الطريق أبداً أو أنظر إلى أبيات مكّة أو يقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى.

لقد رضي بكلّ قضاء يبرمه الله ولمْ يضعف ولمْ توهن عزيمته الأحداث الهائلة التي لا يطيقها أيّ إنسان وكان يتمثّل في أثناء مسيره بشعر يزيد بن المفرغ :

لا ذُعرتُ السَّوام في فلق الصبحِ       مغيراً ولا دُعيت يزيد

يوم اُعطي مِن المهانةِ ضيماً      والمنايا ترصدنني أنْ أحيدا

لقد كان على ثقة أنّ المنايا ترصده مادام مصمّماً على عزمه الجبّار في أنْ يعيش عزيزاً لا يُضام ولا يُذلّ ولا يخضع لحكم يزيد.

ويقول بعض الرواة : إنّه كان في مسيرته ينشد هذه الأبيات :

إذا المرءُ لمْ يحمِ بنيهِ وعرسَهُ       ونسوتَهُ كان اللئيمَ المسببا

وفي دون ما يبغي يزيد بنا غداً     نخوضُ حياضَ الموتِ شرقاً ومَغرِبا

ونضربُ ضرباً كالحريقِ مقدماً    إذا ما رآه ضيغمٌ راح هاربا

ودلّ هذا الشعر على مدى عزمه على أنْ يخوضَ حياض الموت ؛ سواء أكانت في المشرق أم في المغرب ولا يبايع يزيد بن معاوية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.