أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-23
1111
التاريخ: 20-1-2016
1555
التاريخ: 21-1-2016
2487
التاريخ: 20-1-2016
20017
|
يعود الاصل اللغوي لكلمة (البيئة) في العربية، إلى لفظ (بوّأ)، الذي اخذ من الفعل الماضي (باء) و(أباء) والاسم (البيئة)، والمباءة بمعنى (المنزل).
قال ابن منظور في مجمعه (لسان العرب) : (اباءه منزلا) أي هيأه له وانزله فيه.
باء إلى الشيء يبوء بوءاً، أي : رجع، وبوا بتضعيف الواو أي سدد، ومنه قولهم بوا الرمح نحوه، أي سدده نحوه وقابله به وتبوأ نزل واقام.
تقول : تبوا فلان بيتا، أي اتخذ منزلا، وذلك اذ نظر إلى اسهل ما يراه واكثره استواء وافضله لمبيته فاتخذه منزلا.
وفي القرآن الكريم:{...أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا...}[يونس: 87] ،أي اتخذا، ويقال : اباءه منزلا، أي هيأه له وانزله فيه.
وقال تعالى:{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ}[يوسف: 56].
والاسم : البيئة، والمباءة، بمعنى المنزل، ويقال : انه لحسن البيئة اي هيأة استقصاء مكان النزول وموضعه.
وذكر ابن منظور لكلمة (تبوا) معنيين قريبين من بعضهما :
المعنى الاول : بمعنى اصلاح المكان، وتهيئته للمبيت فيه. قيل : تبوأه اصله وهيأه، وجعله لمبيته، ثم اتخذه محلا له.
والمعنى الثاني : بمعنى النزول والاقامة، كان تقول : تبوا المكان أي حله، ونزل فيه، واقام به.
وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}[الحشر: 9] ،أي الذين سكنوا المدينة من الانصار، واستقرت قلوبهم على الايمان بالله ورسوله.
ثم قال ابن منظور : جعل الايمان محلا لهم على المثل، وقد يكون اراد : وتبوءوا مكان الإيمان وبلد الايمان، فحذف.
وقال الفراء في قوله عز وجل:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا}[العنكبوت: 58]، يقال بوأته منزلا، واثويته منزلا ثواه : انزلته، وبوأته منزلا أي : جعلته ذا منزل.
وفي الحديث الشريف الذي رواه مسلم ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال:(ان كذباً عليّ ليس ككذب على احد، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوا مقعده من النار)، قوله : (فليتبوا مقعده) معناه : لينزل من النار.
والباءة : النكاح وسمي كذلك لان الرجل يتبوأ من اهله، أي يستمكن من اهله كما يتبوا من داره. وفي حديث النبي (صلى الله عليه واله): (من استطاع منكم الباءة فليتزوج).
اراد بالباءة : النكاح والتزويج، والاصل في الباءة المنزل، ثم قيل لعقد التزويج باءة لان من تزوج امرأة بواها منزلا.
وباء بأثمه وبذنبه : احتمله، وصار المذنب مأوى الذنب.
وقوله تعالى:{إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ}[المائدة: 29]. قال ثعلب : معناه ان عزمت قتلي كان الاثم بك لا بي، و(يستباء) أي اتخذ امراته اهلا قال زهير بن سلمى :
فلم ار معشرا اسروا هديا ولم ار جار بيت يستباء
قال : الهدي ذو الحرمة ؛ وقوله يستباء أي يتبوا، تتخذ امراته اهلا.
والمباءة : معطن القوم للابل حيث تناخ، ومباءة الغنم : منزلها الذي تأوي اليه، والمباءة من الرحم : المكان الذي يكون فيه الجنين (1).
ومن هذا العرض اللغوي يتضح لنا ان (البيئة) هي : النزول، والحلول في المكان، ويمكن ان تطلق مجازا على المكان الذي يتخذه الانسان مستقرا لنزوله وحلوله أي على :
1ـ المنزل.
2- الموطن.
3- الموضع الذي يرجع اليه الانسان فيتخذ فيه منزله وعيشه(2).
وفي كتاب المدخل إلى العلوم البيئية قال : كلمة (البيئة) في اللغة العربية مشتقة من (بوأ) ويقال : تبوأت منزلا نزلته وهيأته.
قال تعالى:{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ}[يوسف: 56].
ومن العرض اللغوي السابق يتضح لنا ان البيئة هي (النزول والحلول في المكان) ويمكن ان تطلق مجازا على(المكان الذي يتخذه الانسان مستقرا لنزوله وحلوله) أي على:(المنزل والموطن والموضع الذي يرجع اليه الانسان فيتخذ منه منزله).
وتذهب الموسوعة الفلسفية والنفسية إلى وضع مرادفات لجميع الالفاظ اللغوية في معظم لغات العالم كمرادفات لكلمة (البيئة) والتي تتراوح بين كلمات : (الوسط، المحيط، المكان، الظروف المحيطية، والحالات المؤثرة)، وذلك في كل من اللغات : الالمانية، الايطالية، والفرنسية .
وبذلك يمكن القول : ان كلمة البيئة تعني المكان وحالاته الطبيعية ويتطابق المفهوم العربي للبيئة إلى حد بعيد مع تعريف علم التبيؤ (Ecology) والذي يعد احد فروع علم الاحياء (Biology).
وبالعودة إلى كلمة (Ecology) نجد انها مشتقة من الكلمة اليونانية (OIKAS) وتعني المنزل او البيت او البيئة او الوسط, وكلمة (Logos) وتعني علم، أي ان علم التبيؤ هو : العلم الذي يهتم بدراسة الكائن الحي في منزله.
وقد استخدم (هيجل) هذا المصطلح هادفا منه:(دراسة الكائنات الحية، وكيفية معيشتها، وحماية نفسها، واقتصادها، والعلاقات المتبادلة فيما بينهما، والحياة العائلية، والعناية بصغارها ..)(3).
وفي سنة 1860 قام العالم الالماني (Erns Haeckel) بتعريف علم التبيوء بانه علم يبحث علاقات الكائنات الحياة بعضها مع بعض ومع الوسط او المحيط الذي تعيش فيه.
وقد تفرّع عن هذا العلم عدة فروع مثل علم التبيؤ النباتي (Plant Ecology)، وعلم التبيؤ الحيواني (Animal Ecology) وعلم التبيؤ البشري Human Ecology))(4).
وفي قواميس اللغة العربية ان كلمة البيئة تعني مكان الاقامة او المنزل او المحيط، ومن ذلك قوله تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}[الحشر: 9]. أي الذين اقاموا او تواطنوا بالمدينة المنورة قبل هجرة الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) اليها.
وبيئة الانسان الطبيعية هي الارض. اذ انها بهيأتها وموقعها وعناصرها ودورانها المائل حول نفسها وحول الشمس هي الوسط او المحيط المهيء والمناسب لحياة الانسان الدنيا. وسبحان الخالق الحكيم الذي:{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}[الفرقان: 2].
وللوقوف اكثر على الاشتقاق اللغوي لهذه الكلمة، وللمزيد من الفائدة للقارئ الكريم نورد فيما يلي تلخيصا لما ذكره الزبيدي في شرح تاج العروس حول معنى كلمة (باء) التي اشتق منها كلمة البيئة حيث قال :
باء اليه : رجع ومنه قوله تعالى:{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}[البقرة: 61] ، قال الاخفش أي رجعوا أي صار عليهم او انقطع.
والباء : بحذف الهاء والباهة بإبدال الهمزة هاء والباه بالألف والهاء فهذه اربع لغات بمعنى النكاح، لغة في الباءة، وانما سمي به لان الرجل يتبوا من اهل أي يستمكن منها، كما يتبوا من داره. وفي الحديث من استطاع منكم فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم...
وقال الاصمعي : باء باثمه فهو يبوء بوأ اذا اقر به، وقال غيره باء بذنبه أي احتمله او اعترف به، ومنه قوله تعالى:{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}[البقرة: 61] ،أي احتملوا.
وبوأه منزلا نزل به إلى سند جبل، وبواه له بمعنى هيأه له وانزله ومكن له فيه، قال ابو زيد : بات القوم منزلا وبوأتهم منزلا اذا نزلت بهم سند جبل او قيل نهر، والاسم البيئة بالكسر.
وبوأ الروح نحوه أي قابله به.
وبؤا المكان : حله واقام به.
ومن المجاز : فلان طيب المباءة أي المنزل.
والبيئة بالكسر والباءة : بيت النحل في الجبل، والمباءة : متبوأ الولد من الرحم.
والبيئة بالكسر: الحالة، يقال انه لحسن البيئة (5).
وقال الراغب الاصفهاني في المفردات : (ت : 502هـ) : اصل البواء مساواة الاجزاء في المكان خلاف النَبْوة الذي هو منافاة الاجزاء، يقال مكان بواء اذا لم يكن نابيا بنازله، وبوأت له مكانا سويته فتبوا، وباء فلان بدم فلان يبوء به أي ساواه، قال تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا}[يونس: 87] ، {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} [يونس: 93] ، {تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ}[آل عمران: 121]
وروي انه كان (عليه السلام) يتبوا لبوله كما يتبوا لمنزله.
وبوات الرمح : هيأت له مكانا ثم قصدت الطعن به.
وقال (عليه السلام) : (من كذب عليّ متعمدا فليتبوا معقده من النار)(6).
واضاف الطريحي إلى ذلك في مجمع البحرين (ت : 1087هـ) : واصله الرجوع، من باء اذا رجع وسمي المنزل (مباءة) لكون صاحبه يرجع اليه اذا خرج منه، ومثله (من كذب علي متعمدا فليتبوا معقده من النار)(7).
____________________
1ـ ابن منظور الافريقي المصري، جمال الدين محمد بن مكرم – لسان العرب – ج1، ص36-39. مادة (بوأ)- دار الفكر (دار صادر) بيروت.
2ـ راجع السايح، د. احمد. وعوض، د. احمد عبده، قضايا البيئة –مرجع سابق- ص17.
3- التلوث البيئي. د. علي حسين موسى. م. س، ص21.
4- غرايبة، د. سامح والفرحان، د. يحيى – المدخل إلى العلوم البيئية. ص17 – دار الشروق- عمان- ط3. سنة 2000م.
5- الزبيدي ، محب الدين ابي الفيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي الحنفي، شرح تاج العروس من جواهر القاموس – ص46-47- دار أحياء التراث العربي –الطبعة الاولى-المطبعة الخيرية-مصر-1306هـ.
6- الراغب الاصفهاني، الحسين بن محمد، المفردات في غريب القران، دفتر نشر الكتاب، قم، نسخة مصورة عن مطبعة الميمنية بمصر 1324هـ، ص69، مادة بوأ.
7- الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، ترتيب : محمود عادل، مادة بوأ، ط2 مكتب نشر الثقافة الاسلامية، ايران، 1408هـ.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية ينجز تصوير 39 مخطوطًا قديمًا نادرًا في قرية كاخك الإيرانية
|
|
|