أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-10
806
التاريخ: 29-11-2018
1951
التاريخ: 2023-03-23
1312
التاريخ: 16-10-2020
2876
|
لن تكون المرأة في الغالب او في كثير من الحلات بحجم ادراك الرجل لأبعاد الامور وخلفياتها فهو الذي لا تستثيره قضايا تافهة في حركة الحياة بينما قد يثير الزوجة وخصوصا المتخلفة ثقافيا .
وهذه الناحية وبما هي مرتبطة بالطبع المودع والمخلوق طلب من الرجل ان يغفر لعروسه وان لا يعجل في المحاسبة الدقيقة , اذن في هذه الحالة على الرجل المغفرة وعلى المرأة الصبر , بل ان اخبار اهل البيت (عليهم السلام) عدت هذا الطلب في جملة الواجبات .. فقد روى اسحاق بن عمار انه سأله الصادق (عليه السلام) عن حق المرأة على زوجها قال : ( يشبع بطنها ويكسو جثتها وان جهلت غفر لها ) (1) , وفي مقابل ذلك لا بد لها من التعاطي معه بحسب ظروف الزوج حيث الزمته الشريعة السمحاء بتأمين النفقة .
وهي بدورها تستدعي مقدمات كبيرة من السعي والجهد ومن الخلاف اليومي حول شؤون العمل ومجرياته , فطوراً هو اجير محكوم وتارة هو تاجر حاكم وتارة وفير المال وتارة ينوء بأعباء الاعسار، وطوراً تغضب حقوقه أو تسرق امواله او يخونه الاجراء وطوراً هو في أتون المرض والمستشفى سواء لجهته الشخصية او لمن يعول , ويزيد الموقف حراجة انخراطه في المشاريع الاجتماعية والسياسية وهموم ذلك كله , فان هذه الضواغط لا يمكن قياسها مع ظروف المرأة العادية لو اردنا الزامها بما الزمها الله عز وجل فقط .
الصبر لا يمكن ان نتأمله كقيمة خلقية وعلى وتيرة واحدة وفي جميع الحلات ومع كل الافراد , ان الرجل بحكم ظروفه لا يمكنه ان يجاري المرأة اخلاقا وسعة وانسجاما وطاعة فهو يوما في جديد وتقلب وتأثر , ولعل هذا هو التفسير الانسب لتبرير التركيز الوارد في الشريعة الاسلامية السمحاء حول طاعة المرأة لزوجها , فقد ورد في بعض الاحاديث : ( لا تعصي له امرا .. ولو امرت احدا ان يسجد لاحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها ) (2) , كما لا بد من بيان فضائل الصبر بميزان الله وانعكاسه على حياتنا الأخروية , فقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) : (من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل اجر الف شهيد ) (3) , ولا نريد من بيان حسن الصبر على المرأة ان نقهرها به عبدا اسيرا ذليلا لأنك عرفت آنفا الموارد التي يحسن فيها ان تحل عقدة الزواج , فعن الباقر (عليه السلام) في جواب عن سؤال عن الصبر الجميل قال : ( ذلك الصبر ليس فيه شكوى الى الناس ) (4) .
ـ تنبيه ووصيه للرجل :
اما بالنسبة للرجل فيمكن التنبيه على امور :
أ- ان لا يكرر من بيان اخطائها بحيث يجعل ذلك مسبحة يومه فيخلق فيها ذل الانكسار والعقدة .
ب- ان لا يجعل الخطأ مقياسا لبرها والاحسان اليها بل يفر وجوده كعدمه .
ت- ان لا يثير ذلك امام انجالها او معارفها او اي واحد من الناس لأنه معول لا يرحم وذل قد يطول .
ث- ان يمارس هيبته امام الخطاب باسلوب ادبي لا يوحي بالتشجيع كما لا يوحي بالتسيب .
ج- ان يتقن فنّ التعويض امام كل اجراء وقائي قاس قام به .. اما بالهدية او بالنزهة او الكلمة الرقراقة ( مصحوبة بالحنية ) .
ح- ان يتجنب جدا طريقة الصدع حيث لا يجبر الكسر كتلفظه بألفاظ نابية يلغي فيها كل خدماتها واحسانها او يوحي لها ان زواجه منها كانت غلطة العمر لا تعوض , والله ولي التوفيق والاحسان .
ـ تنبيه ووصية للمرأة :
واما في ما يتعلق بالمرأة وصبرها فنسجل هنا الملاحظات التالية :
أ- ان لا تسرب شيئا من سلوكه غير المحمود وخصوصا الى امها .
ب- ان لا تترك واجباتها الشرعية او العرفية بمجرد اساءته بل ان عليها ان تبقى سيدة دارها اناقة وطيبا وتهذيبا وخدمة .
ت- ان تحاول ولو بالقبض على النار ان لا تجيبه إبان المشكلة في ظرف ينذر بالكارثة ..(اي الرد على الكلام في ساعة الغضب) وان تستفيد من نعمة الصمت كأحسن محاسب ومقرّع له بعد هدوء ثورته وهذا ما قضت به التجربة .
ث- ان لا تتثاقل امام اساءته عن خدمة ضيوفه ومعارفه مما يزيد في بواعث الفرقة .
ج- ان تحاول إبراز نفسها المقدرة لظروفه والمستعدة لمساعدته والوقوف بجانبه , فهذا سلاح حاد ومهم تجعله يفكر بهدوء .
ح- ان تقابل اساءته بسرد ماضيه الجميل وايامه الحلوة , فهذا سلاح اخر مما تجعله يخجل ويعيد النظر بما قاله .
خ- ان تزيد من حجم الاهتمام والانقياد كشريك يجيد غدارة المشكل بكل لباقة وحكمة .
_______________
1ـ الوسائل ج15 كتاب النفقات باب 1 حديث 3 .
2ـ موسوعة سنن الترمذي ج3 حديث 1188 .
3ـ اصول الكافي ج2 باب الصبر حديث 17 .
4ـ اصول الكافي ج2 باب الصبر حديث 2 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|