أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
12416
التاريخ: 5-6-2022
2049
التاريخ: 22-11-2015
2646
التاريخ: 14-12-2015
11086
|
مقا- نكل : أصل صحيح يدلّ على منع وامتناع ، واليه يرجع فروعه.
ونكل عنه نكولا ينكل. وأصل ذلك النكل : القيد ، وجمعه أنكال ، لأنّه ينكل أي يمنع. والنكل : حديدة اللجام ، وهو ناكل عن الأمور : ضعيف عنها. ومن الباب نكّلت به تنكيلا ، ونكّلت به نكالا ، وهو ذلك القياس ، ومعناه أنّه فعل به ما يمنعه عن المعاودة ويمنع غيره من إتيان مثل صنيعه. وهذا أجود الوجهين.
مصبا- نكلت عن العدوّ نكولا من باب قعد ، وهذه لغة الحجاز ، ونكل نكلا من باب تعب لغة ، ومنعها الأصمعيّ ، وهو الجبن والتأخّر.
قال أبو زيد :
نكل : إذا أراد أن يصنع شيئا فهابه. ونكل عن اليمين : امتنع منها. ونكل به ينكل من باب قتل نكلة قبيحة : أصابه بنازلة. ونكّل به مبالغة أيضا ، والاسم النكال.
العين 5/ 371- النكل والنكل : ضرب من اللجم والقيود ، وكلّ شيء ينكّل به غيره فهو نكل. ونكل ينكل : تميميّة ، ونكل حجازيّة. يقال : نكل الرجل عن صاحبه ، إذا جبن عنه. ونكل عن اليمين : حاد عنه ، والنكول عن اليمين :
الامتناع منها. والنكال : اسم لما جعلته نكالا لغيره ، إذا بلغه ، أو رآه خاف أن يعمل عمله.
التهذيب 10/ 245- النكل : الرجل القوىّ المجرّب. يقال : رجل نكل ونكل. ويقال : بدل وبدل ، ومثل ومثل وشبه وشبه ، ولم يسمع غير هذه الأربعة الأحرف. ورجل نكل ونكل ، إذا نكّل به أعداؤه ، أي دفعوا واذلّوا. ونكّلت بفلان ، إذا عاقبته في جرم أجرمه عقوبة تنكّل غيره عن ارتكاب مثله.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو النكوص أي الرجوع عمّا فيه لتضييق ومعاقبة. ومن لوازمه : الامتناع ، التأخّر ، الانصراف ، إصابة بنازلة ، تقييد ، إيجاد عبرة في غيره ، تفوّق وتقوّى ، شجاعة وغلبة على قرنه.
وأمّا النكول عن ضعف أو خوف وجبن : فهو تجوّز.
وأمّا النكل بمعنى القيد : فإنّ فيه مفهوم النكوص معنى وتضييقا ومعاقبة.
وأمّا التنكيل : فهو بمعنى جعل شخص ذا نكول وناكلا ، أو يدلّ على التأكيد والمبالغة في النكول مع لحاظ النسبة الى جهة الوقوع.
ومادّة النكل بلحاظ كون اللام فيها من حروف قريبة من الشدّة ، دون الصاد والسين في النكس والنكص : تدلّ على شدّة زائدة.
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ} [المائدة : 38] فإنّ هذا القطع جزاء عمل السرقة من أموال الناس ، وموجب لنكوص اللّه والتضييق والمعاقبة منه. والنكوص منه تعالى هنا عبارة عن رجوع رحمته وعطوفته وتوجّههه الى السارق ، من جهة حفظ حقوق الناس والأمن بينهم وبين الجامعة.
{فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 65، 66] أي جعلنا هذه القضيّة وتحوّلهم الى صور القردة : نكوصا ورجوعا وتضييقا لهم من جانب اللّه العزيز المتعال ، حيث قطع توجّهه ورحمته ولطفه عنهم بسبب اعتدائهم في السبت ومخالفتهم أمر اللّه تعالى.
ولمّا صاروا قردة متحوّلين عن شخصيّتهم وحقيقتهم الانسانيّة : قال تعالى إنّ هذه الحادثة مفيدة لما بين يديها وما خلفها من الأفراد والأمم ، أي للّذين كانوا مواجهين ومشاهدين ومعاصرين ، والّذين يأتون من بعدهم وفي خلف زمان هؤلاء المواجهين ، فيعتبرون منها في إدامة حياتهم ويستنتجون من هذه الواقعة ما هو الحقّ المبين.
وقلنا إنّ العبرة من آثار النكال ، وليس بالمعنى الأصيل.
{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} [النازعات : 24، 25].
النكال هنا مفعول مطلق ، فانّ النكال في المعنى نوع من الأخذ وفيه معنى المؤاخذة والمعاقبة والتعذيب (و قد ينوب عنه ما عليه دلّ). أي بصرف التوجّه والرحمة عنه وبالتضييق والعقاب عليه. وهذا النكال يلحقه في حياته الاولى الدنيويّة ، وفي حياته الآخرة.
{إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} [المزمل : 12، 13] الأنكال جمع النكل وهو القيد وكلّ شيء ينكّل به غيره ويقيّد ويضيّق به ، وهذا المعنى أعمّ من أن يكون في محسوس مادّيّ أو معنويّ روحانيّ ، كالتعلّقات والتمايلات الى الشهوات في النفوس ، وهذه التمايلات والعلائق تصير قيودا لصاحبه في عالم الآخرة ، كما أنّها تقيّد روح الإنسان في هذه الدنيا وتمنعه عن التوجّهات الروحانيّة والأعمال الإلهيّة.
{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا } [النساء : 84] التنكيل : جعل شخص ذا نكول ، مثل أن يقال : نكّلته فتنكّل ، فالتنكيل يتعلّق بالمفعول بظهور أثر الفعل وتحقّقه فيه ، وهو المطاوعة واختيار النكال في نفسه ، بمعنى اختيار الانصراف والعدول عن الرحمة الإلهيّة وقبول تحقّق النكال في حقّه.
وهذا المعنى كسائر أنواع التعذيب : إنّما يتحقّق في الخارج بعد الكفر والضلال والعناد ، فيختار النكال على الرحمة.
ولا يخفى أنّ كلمات المفسّرين قد اضطربت واختّلت في هذه الآيات الكريمة وفي تفسير صيغ هذه المادّة ، بحيث لا توافق التحقيق عن مادّة الكلمة ولا عن صيغتها ولا عن مفهوم الآية ودلالتها.
__________________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|