أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016
3758
التاريخ: 14-10-2014
2076
التاريخ: 14-10-2014
4375
التاريخ: 15-10-2014
6107
|
لـلـمـيـرزا (1) محمد بن محمد رضا بن اسماعيل بن جمال الدين القمي المعروف بالمشهدي ، لانه نشأ بـمشهد الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وتتلمذ على يد المولى محسن الفيض الكاشاني ، وسار على منهجه في التفسير . كان فاضلاً أديباً جامعاً ، ومحدثاً فقيهاً علماً القرن الثاني عشر ، توفي حدود سنة (1125هـ).
وتفسيره هذا هو حصيلة ما سبقه من امهات تفاسير اصحابنا الامامية ، جمع فيه لباب البيان وعباب الـتـعبير اينما وجده ، طي الكتب والتآليف السابقة عليه فقد اختار حسن تعبير ابي سعيد الشيرازي البيضاوي ـ كما فعله استاذه وشيخه المقدم المولى الفيض الكاشاني من قبل ـ كما انتخب من اسلوب الطبرسي في (المجمع ) ترتيبه وتبويبه ، مضيفا اليه ما استحسنه من (كشاف ) الزمخشري و(حـواشـي ) الـعلامة الشيخ البهائي ، فصار تأليفه مجموعة من خير الاقوال واحسن الاثار كما صرح هو في مقدمة تفسيره ، وحسبما جاء في تقريظ العلامة المجلسي ، والمحقق الخوانساري على الكتاب.
قال السيد الأمين : وجدنا من كتاب كنز الدقائق مجلداً كبيراً مخطوطاً وعلى ظهر النسخة تقريظ بخط آقا جمال الدين الخوانساري قال فيه : أما بعد ، فقد أيد الله تعالى بفضله الكامل ، جناب المولى العالم العارف الألمعي الفاضل ، مجمع فضائل الشيم ، جامع جوامع العلوم والحكم ، عالم معالم التنزيل وأنواره ، عارف معارف التأويل وأسراره ، حلال كل شبهة عارضة ، كشاف كل مسألة دقيقة غامضة ، الذي أحرق بشواظ طبعه الوقاد شوك الشكوك والشبهات ، ونقد بلحاظ ذهنه النقاد نقود الأحكام الشرعية المستفادة من الآيات والروايات ، أعني المكرم بكرامة الله الأحد الصمد ، مولانا ميرزا محمد ، أعانه الله في كل باب ، وأثابه جزيل الثواب ، إذ وفقه الله لتأليف هذا الكتاب الكريم في تفسير القرآن ، وجمعه من التفاسير المعتبرة ، وسائر كتب الأخبار المشتهرة ، فهو كاسمه كنز الدقائق وبحر الغرائب الذي يصادف بغوص النظر فيه أصداف درر الحقائق ، فنع الله به الطالبين ، وجعله ذخراً لمؤلفه الفاضل يوم الدين . وأنا العبد المفتقر الى عفو ربه الباري ، جمال الدين محمد بن حسين الخوانساري ، أعانهما الله تعالى يوم الحساب ، وأوتيا فيه بيمينهما الكتاب . وقد كتب ذلك في شهر محرم الحرام من شهور سنة 1107هـ .
وكتب المجلسي عليه ايضا – بعد البسملة ما صورته - : لله در المولى الأولى الفاضل الكامل المحقق المدقق البدل النحرير ، كشاف دقائق المعاني بفكره الثاقب ، ومخرج جواهر الحقائق برأيه الصائب ، أعني الخبير الأسعد الأرشد مولانا ميرزا محمد ، مؤلف هذا التفسير ، لا زال مؤيداً بتأييدات الرب القدير . فلقد أحسن وأتقن ، وأفاد وأجاد فسر الآيات البينات بالآثار المروية عن الأئمة الأطياب ، فامتاز من القشر الباب ، وجمع بين السنة والكتاب ، وبذل جهده في استخراج ما تعلق بذلك من الأخبار ن وضم إليها لطائف المعاني والأسرار ،جزاه الله عن الإيمان وأهله خير جزاء المحسنين ، وحشره مع الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين . كتب بيمناه الوازرة الدائرة أفقر العباد الى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي ، أوتيا كتابهما بيمناهما ، وحوسبا حساباً يسيرا ً ، في يوم عيد الغدير المبارك من سنة ألف ومائة واثنتين ، والحمد لله أولاً وآخراً ، والصلاة على سيد المرسلين محمد وعترته الأكرمين الأطهرين (2).
ومن هذين التقريظين من هذين العلمين تعرف قيمة هذا التفسير ومحله الأرقى من التحقيق والجمع والتدقيق . كما يبدو منهما جلالة مؤلفه ومكانته السامية من العلم والأدب والفضيلة . والأمر كذلك بعد مراجعة التفسير نفسه فإنه رحمه الله وإن جهد في مراجعة أمهات كتب التفسير والحديث مضافاً الى الأدب والبيان ، لكنه بفضل تضلعه في فنون الأدب واللغة والفقه والتفسير والحديث والكلام والحكمة المتعالية نراه قد أخذ ولكن أخذ تحقيق ، ونقل تمحيص ، مصداقاً لقوله تعالى : {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر : 18] وهذا هو عين التحقيق وليس تقليداً مقيتاً كما زعم .
وعليه فبحق أقول : إن هذا التفسير جامع كامل وكاف شاف ، يغني عناء مراجعة كثير من التفاسير المعتبرة بعد هذا الغناء والكفاية ، فلله در مؤلفه وجزاه الله عن الإسلام والقرآن خير جزاء .
وإليك ما ذكره العلامة المتتبع الشيخ آغا بزركـ الطهراني بشأن هذا التفسير ، قال : وهذا التفسير مقصور على ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) نظير تفسير نور الثقلين لكنه أحسن منه بجهات : لذكره الأسانيد وبيان ربط الآيات وذكر الإعراب ن وكأنه مقتبس منه لكنه بزيادات فصار أكبر حجماً . وقد يتكلم بما هو مخالف لما في نور الثقلين (3) .
وقال المحقق النوري : هو من أحسن التفاسير وأجمعها وأتمها . وهو أنفع من الصافي ونور الثقلين (4) .
وذلك لأن هذا التفسير قد جمع بين الرواية والدراية ، أما الرواية فأتقنها ، وأما الدراية فحققها بدقة نظر وحدة بصر ، وبذلك قد امتاز على سائر التفاسير الأثرية التي كانت دارجة لذلك العهد .. فجاء أدق التفاسير الأثرية رواية وأعمقها دراية.
وبحق – كما لم يسبقه نظير – لم يلحقه بديل ، فيما وصلنا من تفاسير معتمدة على النقل والعقل معاً .. وقد ضم إليهما مباحث أدبية وأخرى كلامية وأحياناً عرفانية ، ولكن من النمط الأعلى ... ومن ثم فقد فاق الجميع وحاز القدح المعلى في ذلك المضمار الرهيب .
والخلاصة : كان لهذا التفسير مكانته في الجمع بين الرواية والدراية ، وإعطاء صورة واضحة للتفسير عند الإمامية ، ويشتمل على ما في كتب التفسير من اللغة والإعراب والبيان ، بشكل موجز رائع .
فهو تفسير جامع شامل لجوانب عدة من الكلام ، حول تفسير آي القرآن ، الأمر الذي جعله فذا في بابه ، وفرداً في أسلوبه ، وممتازاً على تفاسير جاءت الى عرصة الوجود ، ذلك العهد .
أما موقفه من الإسرائيليات والموضوعات فهو موضع الرد والاجتناب عنها ، دون ذكر التفصيل ، مثلاً يذكر في قصة هاروت وماروت ما يفندها ؛ حيث يقول : وما روي أنهما مثلاً بشرين وركب فيهما الشهوة .... فمحكي عن اليهود .
وأما موضعه من مسألة التحريف فموضع مشرف ، وقف صموداً مدافعاً عن قدسية القرآن الكريم ، ورفض احتمال كل تحريف فيه ، سواء بزيادة أم بنقيصة ام بغير ذلك .
رفضاً باتاً – على خلاف ما سلكه الحشوية والإخباريون في هذا المجال – فوقف وقفته الحازمة تبعاً للمحققين من علماء الطائفة الاعلام .
قال – ذيل الآية 9 من سورة الحجر - : قوله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} رد لإنكارهم واستهزائهم . ولذلك اكده من وجوه وقرره بقوله : {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أي من التحريف والزيادة والنقص ، بأن جعلناه معجزاً مبايناً لكلام البشر ، بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان ، او نفى تطرق الخلل إليه ، في الدوام بضمان الحفظ له ، كما نفى أن يطعن فيه بأنه المنزل له ... (5)
والكتاب أخرج الى الطباعة ، بعد أن مر عليه عهد طويل كان تابعاً في زاوية الخمول .
فكانت طبعاته جيدة لولا اختلاف النسخ ، ويرجى رفعه بعد حين إن شاء الله تعالى .
________________________
1- ميرزا : مخفف مير زاده أي وليد الأمير .
2- أعيان الشيعة ، ج9 ، ص408 ، ط دار التعارف ، بيروت .
3- الذريعة لآغا بزرﮔ الطهراني ، ج18 ، ص152.
4- الفيض القدسي ، للمحقق النوري ، ص100.
5- كنز الدقائق ، ج5 ، ص228 ، ط جامعة المدرسين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|