أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2021
3349
التاريخ: 22-03-2015
5182
التاريخ: 11-7-2021
11579
التاريخ: 22-03-2015
2652
|
عاد الغزل والنسيب في العصر الأمويّ إلى الازدهار بعد أن كانا قد أهملا قليلا في صدر الاسلام الأوّل.
لقد انحدر الغزل الأمويّ من الغزل الجاهليّ. غير أن هذا الغزل كان في الجاهلية غرضا من أغراض القصيدة يأتي في أبيات تقلّ أو تكثر وتتوالى أو تتفرّق؛ فلمّا انحدر إلى العصر الأمويّ أتيح له شعراء وقفوا جهدهم عليه كعمر بن أبي ربيعة الذي جعل منه فنّا قائما بنفسه: كان عمر يقصر القصيدة على الغزل فلا يكاد يقول فيها إلاّ غزلا، ثم انه لم يقل إلاّ في الغزل. ومع أنّ عمر بن أبي ربيعة لم يبتكر شيئا من خصائص الغزل العامّة، فانه قد جمع معظم هذه الخصائص في شعره وأجرى الغزل في قصص وحوار حينا وفي نقاش وإقناع حينا آخر. ومثل ذلك فعل نفر كثيرون من الشعراء المغامرين الذين كانوا يتّبعون الجمال ويهيمون بالمرأة هياما يجرون فيه على مقتضى الطبيعة البشرية.
والنسيب أيضا فنّ جاهليّ أصيل، غير أنه خضع في العصر الامويّ لتطوّر بارز جدّا: لقد تطوّر جانب منه فنشأ ما نسمّيه بالغزل العذري.
ومع أن الغزل العذريّ اكتسب اسمه من قبيلة بني عذرة التي كثر فيها الشعراء الذين اختار كلّ واحد منهم أن يقصر همّه وشعره على امرأة واحدة يرى فيها وفي قربها سعادته وشقاءه ثم لا يلتفت إلى امرأة غيرها أيضا، فان مثل هذا الحبّ قد عرف في قبائل أخرى كقبيلة بني عامر مثلا.
والمفروض أن يكون الغزل العذري غزلا عفيفا، وهو كذلك في الأكثر. غير أن الشعراء العذريين كانت تنازعهم أنفسهم إلى كلّ ما كانت تصبو اليه نفوس غيرهم، ثم إذا هم وجدوا فرصة سلكوا مسلك الناس جميعا في هذا الجانب من الحياة. على أن الذي ظلّ يفصل بين الشعراء الذين نسمّيهم عذريين وبين سواهم من الشعراء المحبّين أن هؤلاء العذريين لم يبالوا بامرأة غير تلك التي توهّموا حبّها. وقد تبدي المرأة التي يتتبّعها المحب العذري صدّا أو كرها لذلك المحبّ الشاذّ؛ وقد تتزوج تلك المرأة وتربط سعادتها ومصيرها برجل آخر، ولكنّ محبّها يظل على وهمه الأوّل ينظم فيها الاشعار، ويضرب في أزمات تذكّره لها، عن الطعام والشراب حتّى يهزل جسمه أو حتّى يموت.
ولا ريب في أن الشعر العذريّ شعر عذب سهل محبّب إلى النفس الإنسانية لأنه في الواقع يمثل النزوع الموجود في كل نفس إلى الحياة الطبيعية في البشر. ولكن يجب ألاّ ننسى أن المحب العذريّ رجل ضعيف الشخصية لأنه في الحقيقة رجل ناقص الرجولة. ان الحنين الشعري في هؤلاء العذريين يجب أن يكون تعويضا نفسانيا لهم عمّا فقدوه من قدرة الشعراء المغامرين على التمتّع بالحياة الطبيعية تمتّعا تامّا كاملا.
والمبالغة في الحب العذري أدّت إلى ظهور الشعراء المجانين، أولئك الشعراء الذين ذهب عقلهم في تلك الأوهام التي كانوا يشبّحونها لأنفسهم في خيالهم. ومع ان شعر الشعراء المجانين غير ثابت على القطع لشعرائه، فان هذه الطبقة من الشعراء كانت موجودة وكان لها شعر يبدو أن بعضه اختلط ببعض.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|