المذي والوذي طاهران عن شهوة كانا أو غيرها عند علمائنا أجمع ـ إلّا ابن الجنيد ، فانه نجس المذي الجاري عقيب شهوة (1) ، وهو إحدى الروايتين عن أحمد (2) ـ للأصل ، ولقول ابن عباس : هو عندي بمنزلة البصاق (3) ، وقول  الصادق عليه السلام : « إنّ عليا عليه السلام أمر المقداد أن يسأل  رسول الله صلى الله عليه وآله عن المذي فقال : ليس بشيء » (4).

وقول  الصادق عليه السلام : « إنّ سال من ذكرك شيء من مذي أو وذي فلا تغسله ، ولا تقطع له الصلاة ، ولا تنقض له الوضوء ، إنّما ذلك بمنزلة النخامة » (5).

وقول  الصادق عليه السلام : « ليس في المذي من الشهوة ، ولا من الانعاظ ، ولا من القبلة ، ولا من مسّ الفرج ، ولا من المضاجعة وضوء ، ولا يغسل منه الثوب ولا الجسد » (6).

وقال الشافعي ، وأبو حنيفة وأحمد في رواية : أنهما نجسان (7) ، لأنّ النبي

صلى الله عليه وآله أمر بغسل الذكر منه (8) ، ويحمل على الاستحباب.

__________________

1 ـ حكاه المحقق في المعتبر : 115.

2- المغني 1 : 767 ، المحرر في الفقه 1 : 6 ، الإنصاف 1 : 330 ، الشرح الكبير 1 : 336.

3 ـ المغني 1 : 767.

4 ـ التهذيب 1 : 17 / 39 ، الاستبصار 1 : 91 / 292.

5 ـ الكافي 3 : 39 / 1 ، التهذيب 1 : 21 / 52 ، الاستبصار 1 : 94 / 305 ، علل الشرائع : 295 باب 231.

6 ـ التهذيب 1 : 19 / 47 ، الاستبصار 1 : 93 / 300.

7 ـ المغني 1 : 767 ، الشرح الكبير 1 : 336 ، الإنصاف 1 : 330 و 334 ، بدائع الصنائع 1 : 60 ، القوانين الفقهية : 39 ، السراج الوهاج : 22 مغني المحتاج 1 : 79.

8 ـ سنن النسائي 1 : 111 ، صحيح مسلم 1 : 247 / 303 ، صحيح البخاري 1 : 76 ، مسند أبي عوانة 1 : 272 ـ 273.