أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2014
3498
التاريخ: 10-12-2014
3430
التاريخ: 13-12-2014
3337
التاريخ: 24-12-2015
3671
|
استشف الرسول (صلى الله عليه واله) من وراء الغيب أن امته من بعده سوف تنصب عليها الفتن كقطع الليل المظلم وتتوالى عليها الخطوب السود فترتد على اعقابها بعد الايمان كما اخبر (صلى الله عليه واله) فكبر ذلك وعظم عليه وزاد في حزنه وأساه وهو في ساعاته الأخيرة اطلاعه على المؤامرة الكبرى التي دبرت ضد وصيه وخليفته وباب مدينة علمه وذلك بتخلف القوم وتثاقلهم عن الالتحاق بسرية أسامة فرأى (صلى الله عليه واله) أن يسلك طريقا آخر يصون امته من الضلال ويحميها من الفتن والاخطاء فقال (صلى الله عليه واله) : ائتوني بالكتف والدواة اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا .
ما اعظمها من نعمة واغلاها من فرصة لو استغلوها وسارعوا الى تنفيذها وتحقيقها لوقوا انفسهم ووقوا الاجيال اللاحقة من الزيغ والانحراف ولكنهم حرموا أنفسهم السعادة وسدوا نوافذ الرحمة والهداية عليهم وعلى من يليهم من الاجيال فقد خدعتهم الدنيا وتهالكوا على الامرة وعلموا قصد الرسول (صلى الله عليه واله) وعرفوا غايته انه سيوصي بأمير المؤمنين ويعزز بيعة يوم الغدير فتفوت بذلك أهدافهم وتضيع مصالحهم فانبرى إليه أحدهم بكل وقاحة وصلافة رادا عليه قائلا : حسبنا كتاب الله ؛ والمتأمل في هذا الرد تنفتح أمامه الكوة التي تطل على تآمرهم وعلى مخططاتهم في اقصاء أمير المؤمنين عن جهاز الحكم فانهم لو كانوا يحتملون ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لا يوصي بالخلافة إليه وانما يوصي بحماية الثغور أو بالمحافظة على طقوسه الدينية لما قابلوه بهذه الجرأة وماردوا رغبته ولكنهم علموا ما يريده فقاموا بعمليات التخريب والافساد وعلى اي حال فقد كثر الخلاف والتشاجر فى ذلك وانطلقت النسوة من وراء الستر فقلن لهم : الا تسمعون ما يقول رسول الله :؟ , فثار عمر وصاح فيهن لئلا يفسد عليهم الامر قائلا : انكن صويحبات يوسف إذا مرض عصرتن اعينكن واذا صح ركبتن عنقه , فرمقه الرسول (صلى الله عليه واله) بطرفه وقد ازعجه كلامه فقال له : دعوهن فانهن خير منكم , وكادت أن تفوز الجبهة التي رغبت في تنفيذ ارادة الرسول فانبرى احد المعارضين فسدد لهم سهما افسد عليهم أمرهم فقال : ويا لهول ما قال : إن النبي ليهجر .
اي خطب حل بالاسلام مثل هذا الخطب وأي رزية مني بها المسلمون مثل هذه الرزية أفيحكم على علة الموجودات وسيد الكائنات بالهجر؟ لقد رجع القوم الى جاهليتهم الاولى وتناسوا مقام النبي (صلى الله عليه واله) فقابلوه بأمر الكلام وأقساه فانا لله وإنا إليه راجعون.
إنها الرزية الكبرى والرزء القاصم الذي يذيب هوله القلوب فقد حيل بين المسلمين وبين سعادتهم وأقصي عنهم الخير وكان ابن عباس اذا ذكر الحادث المؤلم يتفجع ويبكي حتى تسيل دموعه على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ويتنهد ويقول : يوم الخميس وما يوم الخميس! قال رسول الله : ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا ان تضلوا بعده أبدا فقالوا ان رسول الله يهجر , ولم يسمعوا نصوص القرآن الكريم وهي تتلى عليهم آناء الليل وأطراف النهار وقد دلت على عصمة النبي (صلى الله عليه واله) قال تعالى : {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 2 - 5] وقال تعالى : {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } [التكوير: 19 - 22] الى غير ذلك من الآيات التي نصت على عصمته من الهجر ولكن القوم قد غرتهم الدنيا وراقهم زبرجها فانحرفوا عن طريق الحق ومالوا عن سنن العدل وتركوا الأمة تتردى فى ميادين الجهالة والغواية وسدوا عليها نوافذ الرحمة والهداية .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|