لا يستحب لمن مرت به الجنازة القيام لها‌ لذمي كانت أو لمسلم ، وبه قال الشافعي ، وأحمد (1) ، لقول علي عليه السلام : « قام‌ رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قعد » (2) يعني ثم ترك.

ومن طريق الخاصة رواية زرارة : مرت جنازة فقام الأنصاري ولم يقم الباقر عليه السلام ، فقال له : « ما أقامك؟ » قال : رأيت الحسين بن علي يفعل ذلك ، فقال أبو جعفر عليه السلام : « والله ما فعل ذلك الحسين عليه السلام ، ولا قام لها أحد منّا أهل البيت قط » فقال الأنصاري : شككتني أصلحك الله ، وقد كنت أظن أني رأيت (3).

وعن أحمد استحباب القيام (4).

وحكي عن أبي مسعود البدري وغيره من الصحابة : وجوب القيام لها إذا مرت (5) لقول  النبي صلى الله عليه وآله : ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا ) (6) وهو منسوخ.

ولو سلّم فللعلة التي رواها الصادق عليه السلام قال : « كان الحسين ابن علي عليهما السلام جالسا ، فمرت عليه جنازة ، فقام الناس حين طلعت الجنازة ، فقال الحسين عليه السلام : مرت جنازة يهودي وكان رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا على طريقها فكره أن يعلو رأسه جنازة يهودي » (7) ومع السبب يقصر عليه.

تذنيب : يستحب لمن رأى جنازة أن يقول : الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم.

__________________

(1) المجموع 5 : 280 ، المغني 2 : 361 ، الشرح الكبير 2 : 376.

(2) صحيح مسلم 2 : 662 ـ 962 ، سنن الترمذي 3 : 361 ـ 362 ـ 1044 ، سنن أبي داود 3 : 204 ـ 3175 ، سنن ابن ماجة 1 : 493 ـ 1544.

(3) الكافي 3 : 191 ـ 1 ، التهذيب 1 : 456 ـ 1486.

(4) انظر المغني 2 : 361 ، الشرح الكبير 2 : 376.

(5) سنن البيهقي 4 : 26 ـ 27 ، المجموع 5 : 280.

(6) صحيح البخاري 2 : 107 ، سنن الترمذي 3 : 360 ـ 1042 ، سنن أبي داود 3 : 204 ـ 3174 ، سنن ابن ماجة 1 : 492 ـ 1542.

(7) الكافي 3 : 192 ـ 2 ، التهذيب 1 : 456 ـ 1487.