أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2014
5173
التاريخ: 18-10-2015
5122
التاريخ: 2023-11-18
996
التاريخ: 25-09-2014
5369
|
قال تعالى : {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس : 78، 79].
تبدأ الآية بسرد القصة المعروفة للرجل المشرك وهو إمَّا «ابَي بن خلف» أو «العاص بن وائل» أو «اميّة بن خلف» الذي جاء يحمل بيده عظماً رميماً وهو يقول سأذهب وأخاصم محمداً صلى الله عليه و آله بهذا الدليل القاطع! وابطلُ ما جاء به عن المعاد!
فذهب إلى النبي صلى الله عليه و آله ونادى قائلًا : «من الذي يحيي هذا العظم الرميم؟» ومن يصدق هذه الدعوى؟ ومن المحتمل أنّهُ من أجل التأكيد على خطابه سحق جزءاً من ذلك العظم ونثره على الأرض : {قَالَ مَنْ يُحْي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}.
وبعد وقوع تلك الحادثة خاطب القرآن النبي صلى الله عليه وآله (في خمس آيات) وأمره أن يجيب على هذا الرجل وأمثاله بقوّة ومن طرق متعددة إحداها الإشارة إلى الخلق الأول وقد بينها القرآن بعبارة وجيزة ولطيفة جدّاً، قال تعالى : {ونَسِىَ خَلْقَهُ}!
ثم قام تعالى بشرحها فقال : {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنْشَأَهَا اوَّلَ مَرَّةٍ} فإن كنت تتصور أنّ العظام بعد أن تبلى وتنشر كل ذرّة منها في ناحية فإعادة جميع الأوصاف الاولى إليها أمرٌ محال حيث لا يوجد أحدٌ يحيط بها علماً، فإنك في ضلالٍ بعيد، لأنّ اللَّه تعالى الذي خلق كل شيء : {وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}.
و«انشأها» : من مادة «انشاء» بمعنى الإيجاد والهداية وهي هنا كأنّها إشارة لهذه الحقيقة وهي أنّ الذي خلقها في البداية من لا شيء فإنّه من الأَولى أن يتمكن من خلقها مرّة اخرى من التراب.
وهناك احتمالان في المراد من نسيان الخلق في هذه الآية :
الاحتمال الأول : إنّ الإنسان نسيَ خلقه الأول الذي بدأ من نطفة حقيرة وقطرة ماءٍ مهين ثم بدأ يتردّدُ ويشكك بقدرة اللَّه على الإحياء الجديد.
والاحتمال الثاني : إنّ هذه الآية تشير إلى خلق آدم من التراب، وكأنّها تريد أن تقول : ألم نخلق الإنسان من تراب في بادئ الأمر؟ فكيف يكون من المحال تكرار هذا الأمر؟ وذلك لأنّ «حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد».
ومن اليديهي أنّ «النسيان» هنا إمّا جاء بمعنى النسيان الحقيقي الواقعي أو تنزيل الشخصِ منزلة الناسي وإن لم يكن في الواقع كذلك، وذلك لأنّه لم يعمل وفق علمه بل اتّخذ موقفَ المُنكِرِ «1».
________________________
(1) جاء هذان الاحتمالان في تفسير روح المعاني، ج 23، ص 50.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|