أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016
![]()
التاريخ: 16/11/2022
![]()
التاريخ: 21-10-2014
![]()
التاريخ: 22-10-2014
![]() |
مصبا- الليل معروف ، والواحدة ليلة ، وجمعه الليالي بزيادة الياء على غير قياس ، والليلة من غروب الشمس الى طلوع الفجر ، وقياس جمعها ليلات مثل بيضه وبيضات ، وعاملته ملايلة ، أي ليلة وليلة ، مثل مشاهرة ومياومة ، أي شهرا وشهرا ويوما ويوما. وليل أليل : شديد الظلمة.
صحا- الليل واحد بمعنى جمع ، وواحدته ليلة مثل تمرة وتمر ، وقد جمع على ليالي ، فزادوا فيها الياء على غير قياس ، ونظيره أهل وأهالي ، ويقال كان الأصل فيها ليلاه فحذفت ، لأنّ تصغيرها لييلة. وليلة ليلاء وليل لائل ، مثل قولك شعر شاعر في التأكيد ، وليلى : اسم امرأة ، والجمع ليالي.
لسا- الليل عقيب النهار. التهذيب- الليل ضدّ النهار ، والليل ظلام الليل ، والنهار الضياء ، فإذا أفردت أحدهما من الآخر قلت ليلة ويوم. قال بعضهم : إنما كان أصل تأسيس بنائها ليلا مقصور. أبو الهيثم : النهار اسم لكلّ يوم ، والليل اسم لكلّ ليلة ، لا يقال نهار ونهاران ، ولا ليل وليلان ، إنّما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أيّام ، وضدّ اليوم ليلة وجمعها ليال ، وكان الواحد ليلاة في الأصل.
الفروق 226- الفرق بين النهار واليوم : أنّ النهار اسم للضياء المنفسح الظاهر لحصول الشمس بحيث ترى عينها أو معظم ضوئها ، وهذا حدّ النهار ، وليس هو في الحقيقة اسم الوقت. واليوم اسم لمقدار من الأوقات يكون فيه هذا السنا ، ولهذا قال النحويّون : إذا سرت يوما فأنت موقّت تريد مبلغ ذلك ومقداره ، وإذا قلت سرت اليوم أو يوم الجمعة فأنت مؤرّخ ، فإذا قلت سرت نهارا أو النهار فلست بمؤرّخ ولا بموقّت ، وانّما المعنى سرت في الضياء المنفسح ، ولهذا يضاف النهار الى اليوم ، فيقال سرت نهار يوم الجمعة ، ولا يقال للغلس والسحر نهار حتّى يستضيء الجوّ.
والتحقيق
أنّ الليل يطلق على ما يقابل النهار ، فانّ النهار هو الزمان الممتدّ من أوّل طلوع الشمس الى غروبها ، والنظر فيه الى الزمان بلحاظ انبساط الضياء من الشمس ، في قبال الليل إذا أظلم وغشى النور ، فالليل يقابل النهار.
وأمّا اليوم : فهو أعمّ من النهار ، وقد يطلق على مجموع الليل والنهار ، أو على وقت ممتدّ معيّن- راجع اليوم.
ويشتقّ من الكلمة مشتقّات بالانتزاع ، فيقال ليل لائل وأليل والمليّل و الملايلة والإليال.
فكما أنّ النهار يلاحظ في موارد إطلاقه خصوصيّة وجود الضياء ، كذلك يلاحظ في إطلاقات الليل مفهوم الظلمة.
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً} [البقرة : 274]. {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ } [الأعراف : 54]. {رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا } [نوح : 5]. {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} [الحج : 61]. {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} [النازعات : 28، 29] فالنظر في هذه الآيات الكريمة الى الظلمة والضياء ، ولا يصحّ أن يقال : يغشى الليل في اليوم ، ويولجه فيه ، وأخرج ضحى اليوم.
وتقديم كلّ منهما بلحاظ خصوصيّة منظورة ، كرجحان الإنفاق في الليل المظلم ، والدعوة ليلا المصونة من الرياء والتقيّد.
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1، 2] قدّم الليل في مورد السعي والعمل (إنّ سعيكم لشتّى) فانّ الليل مقدّمة وسبب لظهور العمل والسعي ، لأنّ الليل معدّ للاستراحة ، والاستراحة لجبر القوى الفائتة وتأمين جهات الضعف والانكسار الّذي تحصّل في النهار بالعمل والسعي.
فالقوّة والتهيّؤ للعمل والمجاهدة إنّما تتحصّل وتوجد في الليل ، فالليل مقدّم لكونه مبدأ تحصّل القوّة ومنشأه ، ولولاه لما يمكن لأحد أن يظهر منه عمل نافع.
فظهر لطف التعبير بالليل ووجه الحلف به وتجليله وسبب تقديمه على النهار ، ويدلّ التعبير في الآية الكريمة على أنّ الغشيان من لوازم الليل ، كما أنّ التجلّى من لوازم النهار.
{وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} [الأنعام : 96].
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [يونس : 67]. {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} [الفرقان : 47] فجعل اللّٰه الليل للسكون والاستراحة ، وهو لباس يغطّى به لتجديد القوى وتقويتها ، وجعل النوم بعد فعّالية اليوم استراحة وانقطاعا عن السعي.
وبهذا يظهر أنّ الليل والنهار آيتان من آيات الربّ المتعال ، تدلّ على القدرة والحكمة والنظم التامّ-. {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} [الإسراء : 12]. {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ} [الروم : 23]. {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [يس : 37]. {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ} [آل عمران : 190] فهذه الأمور من آيات حكمة الربّ المتعال وقدرته وعلمه وعظمته وسلطانه التامّ ، يخلق الخلق على أحسن نظام وأكمل تقدير وأتمّ عدل ، ومن آيات حكمته وتقديره : جعل الليل سكنا وسباتا ، ليتمّ به نظام الحياة والعيش للحيوان والإنسان.
ومن آثار الليل وبركاته العظيمة الروحانيّة : مساعدته في الاشتغال بالعبادة والمناجاة والتوجّه والارتباط باللّٰه المتعال ، فانّ الظلمة توجب الانقطاع عن الأعمال والحركات الخارجيّة ، والقوى الظاهريّة تكون فيها محدودة ، ويتحصّل للإنسان حالة الخلوة والانقطاع ، ويستعدّ للتوجّه الى عوالم الروحانيّة.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء : 79]. {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} [الإنسان : 26]. {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا } [المزمل : 6] فالليل المظلم أحسن موقع للتوجّه الخالص والمناجاة الخاصّ ، وأنسب
مقام للقيام بالخضوع والخشوع والعبوديّة والسجود التامّ.
نعم التهجّد بالليل أعظم وسيلة للقرب والارتباط ، وأرفع مقام للتذلّل ومحو الأنانيّة والارتقاء الى المقام المحمود.
وقد وقعت الفيوضات الربّانيّة والتجليّات اللاهوتيّة والتوجّهات والألطاف الرحمانيّة في الليالي :
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 1 - 3]. {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان : 3]. {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ } [الأعراف : 142]. {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} [الإسراء : 1] فالرجل العالي الهمّة إذا طلب كمالا وسعادة نفسانيّة ، ووصولا الى حقائق المعارف ورفيع المراتب والمقامات الروحانيّة : لا بدّ أن يستفيد من قيام الليل وذكره وسجوده ونوافله.
________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|