المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6601 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
Bilingual learners
2025-03-31
Cultural issues and schools Conclusion
2025-03-31
Asylum seekers
2025-03-31
Travellers in Britain
2025-03-31
Culture, language and learning
2025-03-31
Aiming high: raising the achievement of minority ethnic pupils (2003)
2025-03-31

عوامل الانحراف لدى الأطفال
12/12/2022
انواع المقابلات- من حيث المضمون؟
14-10-2020
مرآة التاريخ
8-12-2015
Colicins
24-12-2015
أول شهيد في الإسلام
20-5-2021
استحباب الاصحار لصلاة الاستسقاء
3-12-2015


سورة الفاتحة  
  
76   04:53 مساءً   التاريخ: 2025-03-28
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة : ص159-164
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / صلوات و زيارات /

تتركز السورة على ثلاثة أمور : الأول : تقرير أن الشكر والامتنان على كل ما في الوجود من عطاء إنما هو لصاحب هذا العطاء عز وجل ، ثم تنطلق السورة في تسجيل ثلاثة أوصاف لصاحب الحمد تبارك وتعالى : صفة رب العالمين ، وصفة الرحمن الرحيم ، وصفة مالك يوم الدين ، وهذه الصفات هي أعمق وأشمل الأسس التي أوضحها الإسلام عن الخالق عزو جل .

فصفة " رب العالمين " تعني تربية الله وإدارته لجميع العوالم والكائنات المشهودة لأعيننا والغائبة ، وصفة " الرحمن الرحيم " تكشف عن طبيعة العلاقة بين الخالق الرب وبين كائنات العالمين ، فهي علاقة رحمة وعطاء وتفضل ، علاقة مرحوم برحيم وموهوب بواهب .

وصفة " مالك يوم الدين تقرر الدينونة والمسؤولية على الكائنات أن تسير في طريق تكاملها الذي أراده لها الخالق تبارك وتعالى ، وأن هذا السير سيعطي نتائجه لكل كائن في مرحلة قادمة من الوجود تسمى : يوم الدين ، ويوم لقاء المخلوقات بالله عز وجل .

والأمر الثاني : الذي تتركز عليه السورة : حصر العبادة والاستعانة بالله عز وجل ، أما العبادة فهي الإطاعة ، وأما الاستعانة فهي استمداد الطاقة الخيرة في كل ما يحتاج إلى طاقة .

والأمر الثالث : المنهج والطريق العملي في الحياة . فتقرر السورة أن للبشرية طرق عيش ثلاثا لا رابعة لها : الطريق القويم ، طريق الإيمان بالله ورسالته ، وطريقان معوجان : أحدهما طريق المعاندين الذين غضب الله عليهم ، وثانيهما طريق التائهين الضالين عن جادة الحق .

وها أنت ترى أن الحقائق التي تتضمنها هذه الأمور الثلاثة هي القواعد الأساسية للبناء الإسلامي جمعت في هذه اللوحة البديعة .

إن الأسلوب الذي تقدم به السورة هذه الحقائق الكبيرة ليس أسلوب العرض والتقرير المجرد ، ولكنه أسلوب القرآن العملي الحيوي الذي يجعل القارئ يشارك بعقله ووجدانه في تملي هذه الحقائق والتعبير عنها بين يدي الله عز وجل، أن سورة الفاتحة تأخذ بيدك في رحلة حافلة دون أن تخطو بك قدما أن تنقلك في سيارة ، بل تفتح عينيك على معاني الوجود في نفسك وما حولك .

وتبدأ معك باسم الله ، ثم تعرض لك مشاهد العطاء كل العطاء في نفسك وفي الوجود ، والحنان الغامر لنفسك وللوجود ، وتقول لك : سجل الشكر والامتنان واستشعر الرحمة والحنان والمسؤولية للمستقبل . الحمد لله رب العالمين .

ثم تنساب بك في حديث مع الواهب المعطي المحاسب تبارك وتعالى فتعلمك كيف تسجل على نفسك الالتزام بطاعته وحده والتحرر من مهانة الأشياء والالتزام بالاستعانة به وحده والتحرر من الفقر إلى الأشياء ، إياك نعبد وإياك نستعين .

ثم تحضر لك الأجيال البشرية منذ الأب الأول وحتى الأبوين الأخير فتراهم ساربين في ثلاث طرق يتميز واحد منها بالجلال والإشراق ، فتقول لك : أطلب من الله هذا الطريق لتقطع به مسيرتك بجدارة وشرف فتطلب من الله : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم .

ثم ترجو أن لا يكون أحد الطريقين الآخرين العاثرين : طريق المغضوب عليهم والضالين . وكذلك تودعك السورة وقد حددت موقعك في الجماعة البشرية وملأت قلبك بالإشفاق على خطواتك من طريق الغضب والتيه .

أصح ما توصف به سورة الفاتحة أنها : صورة كاملة للوجود وللتعامل معه ، وهذا ما يفسر لنا اختيارها مقدمة القرآن الكريم ومقابلتها به في قوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) فإن القرآن الكريم صور تفصيلية للوجود والتعامل معه ، فناسب أن يفتتح التفصيل بهذا الموجز المعبر وأن يقابل به مقابلة المعنون بالعنوان .

أما طبيعة هذه الصورة التي تقدمها الفاتحة للوجود فهي : الرحمة ، الرحمة المؤكدة المتنوعة في التكوين والتربية والإعانة والهداية . فيض ذاتي لا يقف عند حد .

وأما طبيعة التعامل الذي تمليه السورة فهو : المسؤولية والإشفاق المغموران بالرحمة ، مسؤولية يوم الدين الذي يملكه الرحمن الرحيم ، ومسؤولية الاستقامة مع أحباء الرحمن الرحيم . والإشفاق من طريق الذين حرموا أنفسهم من هذه الرحمة الميسرة ، الذين تحذر منهم السورة وتستثنيهم بصيغة ( المغضوب عليهم ولا الضالين ) لا بصيغة : الذين غضب الله عليهم وأضلهم ، وانسجاما مع طبيعة الرحمة الغامرة في السورة ، وإلفاتا إلى أن الفعل الأساس لله عز وجل هو الرحمة ثم الرحمة والعطاء ، وأن هذا الغضب والضلال جاءا من فعل أيديهم وخبث سرائرهم .

التسلسل والترابط العقلي والشعوري في الحقائق التي تتضمنها سورة الفاتحة أمر مدهش : فمن ناحية عقلية تتدرج الحقائق كما يلي : الابتداء باسم الله المتصف بالرحمة الذاتية الشاملة ، أحق من يبدأ باسمه على شئ من أشياء كونه . الحمد على العطاء لصاحب هذا العطاء .

الالفات إلى عطاء التربية والإدارة والتنمية إضافة إلى عطاء الخلق والتكوين . إن هذا العطاء الغامر في التكوين والتربية ينبع بشكل طبيعي من الرحمة الذاتية الشاملة .

ثم تأتي حقيقة يوم الدين وملكيته لله عز وجل له ، ويوم الدين هو مرحلة إثمار الوجود ولقائه بالله عز وجل فهو حقيقة متفرعة من الرحمة الإلهية ومرتبطة بها .

ثم يأتي دور الإنسان في الإفادة من هذه الرحمة السخية ومسؤوليته تجاه يوم الدين .

ثم تتوالى التوجيهات العملية في إطاعة الله الرحمن الرحيم والاستعانة به والإنسلاك في طريق نعمائه القويم والاستعاذة من الطرق المنحرفة . فتجد أن كل حقيقة في السورة مرتبطة بالحقيقة التي قبلها ومتسلسلة عنها .

بل يمكنك أن تجد هذا الترابط والتسلسل بشكل أبلغ ، تجد أن الحقيقة التالية مرتبطة بكافة الحقائق المتقدمة ومتفرعة عن كل واحدة منها : مثلا ملكية الله ليوم الدين متفرعة منطقيا عن رحمته وعن ربوبيته وعن تكوينه للوجود .

والاستعانة بالله متفرعة منطقيا عن الالتزام بعبادته وعن ملكيته ليوم الدين وعن رحمته وربوبيته وتكوينه . وانحراف المغضوب عليهم والضالين يرتبط ويتفرع عن كل ما قبله ، لأنه انحراف عن الصراط المستقيم وعن الاستعانة والإطاعة وعن مسؤولية يوم الدين وعن الإفادة من الرحمة والتربية والتكوين الإلهي . !

ومن ناحية شعورية : تتدرج السورة بمشاعرك وهي تحكي لك قصة الله عز وجل مع هذا الوجود الحي القائم ، في تكوينه إياه وإدارته له وتخطيطه

لمستقبله ، ثم تجعلك تتجاوب مع هذا الوجود ومليكه عز وجل وتحس بموقعك فيه وتحدد موقفك منه . في ألوان لا توصف من الشعور العميق بالله وبالوجود وبالحياة وبالمستقبل وبالمسؤولية .

لو تكلم صوفي مع الله عز وجل ، لكلمه عن وجده وعشقه وأشواقه وسرحه وهيامه وفنائه في الذات المقدسة ، أو عما شابه ذلك من ألوان العلاقات التي تفترضها الاتجاهات الصوفية مع الله عز وجل . بينما نرى التكلم الذي تفرضه السورة مع الله عمليا بكله ، فهو يتركز على إطاعة الله والاستعانة به واستهدائه طريق الحياة القويم واستبعاد طريقيها المعوجين . وهذا هو الفارق بين العلاقة العملية الحياتية التي يريدها الإسلام مع الله عز وجل ، وبين العلاقة المعلقة التائهة التي تريدها الصوفية .

يمكن وصف سورة الفاتحة بأنها تعامل عقائدي يتعامل به المسلم مع الله والوجود من وجهة نظر الإسلام التي يؤمن بها . ولكن السورة مع ذلك تحمل قوة الاستدلال العقائدي فهي تقدم للوجود وللتعامل معه صورة مسنودة بقوة اليقين والبداهة والسير العملي حتى لتهز أعماق غير المسلم ، حينما يسمعها من المسلم في صلاته أو يقرأها ، وتستجيش عقله وقلبه . . وما ذلك إلا لأنها بقوتها وبداهتها تقول له : هذا هو الوجود ، وهذا هو الموقف منه والتعامل معه . هذي هي الفطرة البشرية ، وما سواها انحراف . ثم ماذا أسجل عن هذه السورة عن بلاغة معانيها وعذوبة تعبيرها وإيقاع قوافيها متنقلة من الميم إلى النون ، وعن شمولها واستيعابها وحيويتها ؟

إنما هي لوحة للوجود بأكمله ولموقع الإنسان منه ودرب هداه فيه ، صاغها من جوامع الكلم صائغ الوجود عز وجل متدفقة بالحياة حافلة بالعطاء .

عن النبي صلى الله عليه وآله قال " كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج أي منقوصة " الوسائل ج 4 ص 733 .

وعن الإمام الرضا عليه السلام وقد سئل لماذا وجبت سورة الحمد في كل صلاة ؟ قال " لأنه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد " الوسائل ج 4 ص 733 .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.