المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



کُن مرنًا  
  
259   07:50 صباحاً   التاريخ: 2025-02-22
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص133ــ134
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

عندما ترغب أن نكون بصحبة الأصدقاء والأسرة، فإننا نريد أن يكون ذلك وفقا لشروطنا. فإذا رغب كل شخص تزجية العلاقات بهذه الطريقة فلن يكون هناك أحد سعيداً. وبدلاً من التفكير بما يريده الإنسان فقط عليه أن يفكر فيما يريده الآخرون أيضًا، وينظر في أهمية قضاء الوقت معهم. عليك أن تتقبل أن هناك اختلافات بين الأشخاص، وأنك إن كنت مرنا فإنك ستتمتع بوقتك معهم أكثر، وتشعر أنك أكثر قربا منهم.

هناك ثلاث شقيقات دونا وماريا وأبريل، وكل واحدة تريد أن يكون احتفال الأسرة بعيد الميلاد في بيتها. وتبادلن الأدوار على مدى سنوات، حيث يكون الاحتفال في منزل إحداهن كل ثلاث سنوات. بعدئذ رزقت دونا بمولود وأرادت أن تجتمع الأسرة في منزلها كل سنة. وأرادت أن يستطيع ابنها رؤية شجرة عيد الميلاد عندما يستيقظ وأن يقضي اليوم بأكمله في البيت. لكن ماريا اعتقدت أن هذا ليس عدلاً، بل أرادت أن تسير الأمور على وتيرتها كل سنة. أصبحت ماريا غير مرتاحة في بيت دونا، وأصبحت دونا غير مرتاحة في بيت ماريا، وبقيت أبريل في موقف قلق لعدم قدرتها على عمل شيء باستثناء التضحية بدورها.

في المحصلة كان الصراع قائما، لأن الأخوات أردن أن يجتمعن أسرة متفاهمة متناغمة، إلا أن رغبتهن في البقاء معا، وفقًا لشروطهن حال دون لقائهن بسلام..

على الإنسان أن يكون مرنا، فيضحي بما يعده أمرًا شخصيا كي يحظى بشيء مقبول. وهذا خير من أن يبقى بلا شيء.

يفيد معظم الأشخاص من التغيرات البارزة في حياتهم وفي قيمهم على مرور الزمن. فأولئك الذين نظروا إلى هذه التغيرات على أنها لا مفر منها، ومالوا إلى توقع إيجابية هذه التغيرات كانوا أكثر قناعة بحياتهم من غيرهم بنسبة 35%. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.