من خلال استعراض أهم ملامح التطور التاريخي في مجال عمل المحاسبة الإدارية في هذا الفصل يمكن أن نؤكد على أن أهم مجالات عمل المحاسب الإداري في بيئة الأعمال الحديثة سوف تتأثر بعاملين في غاية الأهمية ألا وهما عامل المخاطرة وعامل المنافسة. وعلى ذلك نعتقد في ضرورة التعرف على كيفية التفاعل والتعامل مع كل من ظروف المخاطرة وظروف المنافسة، وبالتالي نرى أنه ينبغي أن نتناول كلا العاملين (المخاطرة والمنافسة) من خلال الدراسة في هذا الكتاب.

وعلى ذلك نخصص فصول هذا الكتاب لدراسة عدة موضوعات تتصل بكلا العاملين حيث نعرض لعملية اتخاذ القرارات في ظل ظروف المخاطرة والمنافسة، ونتعرف على مصادر المخاطرة، ومداخل تحليلها وكيفية قياسها، ودور المعلومات المحاسبية في هذا المجال، كما نتناول أيضاً مجموعة من المواقف القرارية التي يمكن أن تواجه إدارة الوحدة الاقتصادية في الواقع العملي، ونخصص لذلك الفصل الثاني.

ونعرض لدراسة موضوع تخطيط الإنتاج والأرباح في الأجل القصير والعلاقة بين التكلفة والحجم والربح في ظل تعدد المنتجات وظروف المخاطرة، ونخصص لذلك الفصل الثالث.

كما نعرض لكيفية بناء ووضع الموازنات التخطيطية في ظل تلك الظروف مع محاولة أخذ درجة اتجاهات الإداريين نحو المخاطرة، وذلك من خلال الدراسة في الفصل الرابع.  

ولأن طبيعة العمل في ظل بيئة الأعمال الحديثة تستلزم كفاءة عالية في إدارة الأنشطة وتحديات فيما يتعلق بتدنية التكاليف، ومتطلبات الجودة والتحسين المستمر، وتعدد لمقاييس الأداء، وغيرها من عناصر تميز بيئة الأعمال الحديثة. فنعتقد أن الأمر يتطلب ضرورة دراسة أهم النظم والأساليب المستخدمة في هذا المجال، والمتمثلة في نظام التكلفة أساس النشاط، ونظام الإنتاج بدون مخزون، ونظم إدارة الجودة الشاملة والرقابة على التكاليف. وسوف نخصص لكل منها فصل مستقل حيث تخصص الفصل الخامس لدراسة نظام الأنشطة (أساس التكاليف مدخل الأنشطة)، والفصل السادس الدراسة نظام التشغيل الفوري (الإنتاج بدون مخزون)، والفصل السابع للرقابة على الجودة وتقصي انحرافات التكاليف، وأخيراً نخصص الفصل الثامن من هذا الكتاب لدراسة أهم الاتجاهات الحديثة في مجال تقييم الأداء حيث نعرض خلاله لكل من نظام محاسبة المسئولية وإعداد تقارير الأداء والقياس المتوازن للأداء.