لم يذكر لنا «ريزنر» عن آثار هذا النائب الذي خلف «أمنمأبت» إلا مصدرين وهما لوحة «وادي عباد» واللوحة التي في شمال معبد «أبو سمبل الصغير» (1) وقد أضيفت بعد ذلك ثلاثة آثار أخرى: أولها على واجهة معبد «أبو سمبل» الصغير حيث نشاهد «إيوني» على ما يظهر قد مُثِّلَ بوصفه هو الواضع لهذه الوثيقة، وكان على رأس قائمة من أولاد «رعمسيس الثاني» وكلهم قد نُعِتُوا بكلمة «صادق القول» (2) (أي إنهم قد ماتوا). أما الأثر الثاني فهو لوحة عُثِرَ عليها في المكان السابق وهي التي نقلها ونشرها أوَّلًا «شمبليون» (3) ثم كشف عنها «برستد» (4) وجاء لقب «إيوني» عليها: ابن الملك صاحب كوش «إيوني» من أهالي «أهناسية المدينة».

وأخيرًا نشر «دارسي» لوحة عثر عليها في «العرابة المدفونة» (5) باسم فرد يدعى إيوني، ومن ألقاب هذا الرجل نعلم على أغلب الظن أنه هو نفس «إيوني» نائب بلاد كوش الذي نحن بصدده الآن. وهاك الألقاب التي يحملها في هذه اللوحة: «المشرف على البلاد الأجنبية في الإقليم الأجنبي للجنوب وابن الملك في النوبة (تاستي)، ومدير الأعمال في طيبة وعظيم بلاد المزوي. ويلاحظ أن النقش الذي على الصخر القريب من معبد «وادي مياه» (6) يلقب فيه «إيوني» كذلك عظيم «المزوي»، وفي الوقت نفسه كان يلقب ابن الملك في «كوش»، في حين أنه في لوحة «العرابة» التي يَدَّعِي «دارسي» أنها بعد نقوش «وادي مياه» ونقوش «أسوان» و«أبو سمبل» قد حَلَّ محل اللقب الأخير لقب ابن الملك في النوبة (تاستي).

ونجد أنه في هذه اللوحة لم يحمل اللقب العادي الذي كان يحمله نواب كوش وهو «ابن الملك صاحب بلاد كوش». وقد فُسِّرَتْ هذه الظاهرة بتفسيرات مختلفة منها أنه كان قد غضب عليه الملك، ومهما يكن من أمر فإن «إيوني» هو النائب الوحيد المعروف لنا الذي حاز لقب «ابن الملك في النوبة» حتى الآن، ولا يبعد أن هذا اللقب الجديد لا يخرج عن أنه مرادف للقب ابن الملك صاحب كوش. وعلى أية حال فإن لوحة «العرابة» تُعَدُّ من هذه الناحية من الأهمية بمكان.

وليس هناك من شك في «إيوني» قد خلف «أمنمأبت» في نيابة بلاد كوش وأنهما لم يحكما في وقت واحد (7).

..........................................

1-راجع: Reisner, Ibid, p. 39.

2-راجع: Bull. de l’Instit. Fr. D’Arch. Orient. Du Caire, T. XVII p. 38.

3-راجع: Monum. d’Egypte et de la Nubie, Pl, IV, No. 2.

4-راجع: The American Journal of Semitic Lang. (1906), p. 28, fig. 18 et p. 29. fig. 19

5- راجع: A.S., XX, p. 129, ff.

6- راجع: L.D., III, 138.

7- راجع: مصر القديمة الجزء الخامس ص 169–170.