المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



استعمل خطة للسعادة  
  
348   07:35 صباحاً   التاريخ: 2025-01-28
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص21ــ22
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

نحن نظن أن الأشخاص السعداء وغير السعداء قد ولدوا على هذه الشاكلة. لكن كلتا الفئتين من الأشخاص يفعلون أمورًا تُوجد وتعزز حالتهم النفسية. فالأشخاص السعداء يجعلون أنفسهم سعداء، والأشخاص غير السعداء يواصلون فعل أمور تزعجهم.

ما أول علامة تدل على عمل سليم؟ إنها خطة عمل سليمة. هذا ما يقوله مركز الإدارة الاستراتيجي، وهي مؤسسة استشارات أعمال. فهم يعتقدون بضرورة أن يكون لكل عمل غاية محددة، وبعدئذ يتم إيجاد استراتيجية لتحقيق تلك الغاية.

هذه المقاربة ذاتها يمكن أن يستعملها الأشخاص. حدد ما الذي تریده؟ ومن ثم عليك أن تستعمل استراتيجية للوصول إلى ما تريد. ولعل ما يدعو إلى السخرية أن نجد الأطفال يجيدون ذلك بشكل أفضل من الكبار. فالأطفال الصغار يعرفون أنهم، بسوء طباعهم يتمكنون من الحصول على (آيس كريم)، وأنهم عندما يتسببون في ضجيج كثير، يولدون ردة فعل غاضبة من آبائهم. فالأطفال يدركون أن هناك قواعد وأنماطًا معروفة للحياة، وهم يستعملون استراتيجية تساعدهم في الحصول على ما يريدون.

إن العيش في حياة سعيدة كشخص ناضج تشبه محاولة الحصول على الآيس كريم من قبل الطفل. فأنت بحاجة إلى أن تعرف ما تريد وأن تستعمل استراتيجية للحصول على ذلك. فكر في الذي يجعلك سعيد وفي الذي يجعلك حزينًا واستعمل ذلك. لمساعدتك في الحصول على مبتغاك.

إن الأشخاص السعداء لا يعيشون نجاحًا تلو الآخر، ولا يعيش غير السعداء إخفاقا تلو الآخر. وحقيقة الأمر أن كلا من السعداء وغير السعداء يعيشون تجارب حياتية متماثلة، كما تبيّن الدراسات والفارق هو أن الشخص غير السعيد يقضي أكثر من ضعف الوقت يفكر في الأحداث غير السارة في حياته، في حين أن الشخص السعيد يميل إلى البحث ويعتمد على معلومات تضيء نظرته الشخصية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.