تنتمي معظم صخور النرويج إلى تكوينات ما قبل الكامبري كصخور نارية ومتحولة، وتظهر الصخور الرسوبية فى مساحات متناثرة ولا سيما في الأودية النهرية والأحواض الداخلية وفى السهل الساحلى منتمية في معظمها أساساً إلى الزمن الأول، وينعدم تقريباً وجود الصخور الكربونية وصخور الزمنين الثاني والثالث فتفتقر البلاد إلى الفحم وزيت البترول، ولكن. يعوضهما وفرة مساقط المياه لتوليد الطاقة الكهربائية المائية. وخامات الحديد والبابريت Pyrite هي أكثر المعادن أهمية وانتشارا فإنتاجها يعادل 70 ٪ من قيمة الإنتاج المعدنى الكلى.

ويعدن الحديد من صخور ما قبل الكامبري وأيضاً صخور الزمن الأول. وأهم منطقة لتعدين الحديد تقع خلف كركنيس Kirknes في أقصى الشمال، ويقدر الاحتياطي بها بما يزيد على 50 مليون طن، معظمه من نوع ما جنيتيت Magenytite يقدر ضئيل من الفسفور الكبريتي، ويصهر في كر كنيس ويصدر مركزاً إلى بريطانيا وألمانيا.

كما ينقل جزء منه للتصنيع إلى مدينة موبرانا Moirana بالساحل النرويجي الغربي، كما بدء إستغلال حقل كبير آخر قرب موبرانا بالساحل الغربي، وهو يشبه الحقل الأول في أهميته.

ويعدن البابريت Pyrite من أجل محتواه الكبريتى ويأخذ منه أيضاً كنواتج عرضة النحاس والزنك والحديد والفضة، وهو واسع الانتشار في مناجم بغرب النرويج التي تعتبر من الدول الهامة إنتاجاً للكبريت، كما تشتهر البلاد أيضاً بإنتاج موليبدنوم Molybdic في أقصى الجنوب.

والنرويج تعتبر أكبر دولة منتجة للقوى الكهربائية المائية في العالم بالنسبة لعدد سكانها، إذ تنتج ما يفوق 5,0 مليون كيلو وات ساعة سنوياً، وهذا القدر لا يكاد يصل إلى ثلث مصادر قواها الممكنة، إذ في استطاعتها أن تنتج نحو 120,000 مليون كيلو وات ساعة سنوياً وبالبلاد ما يزيد على 600 مسقط مائى تقع رؤوسها على ارتفاعات تزيد على 300 متر، وهي ميزه تختص بها مساقط النرويج على غيرها في السويد وفنلنده حيث المساقط أقل علواً وبالنرويج حوالي 2000 محطة توليد كهرباء، وكلهـا تخـدم مـراكـز الصناعة والتعدين ومناشر الخشب في الغابات. ومن الممكن أن تصدر النرويج فائض التيار الكهربائي إلى الخارج في المستقبل، ولكنها تفضل استغلاله داخلياً في الصناعة. وتعتبر الصناعات الكيماوية والمعدنية أكبر مستوى تلك للقوى الكهربائية بنحو نصف الإنتاج الكلى، وتستهلك صناعة الخشب والورق نحو 8٪ والصناعات الأخرى حوالي ٪10 .

والصناعات الخشبية هى أقدم صناعة إذ كانت صناعة نشر الخشب تعتمد على قوة تدفق المياه ، وبدأت الصناعة الحديثة بنمو المنسوجات ولها سوقها المحلية، وتطورت مختلف الصناعات حتى أصبحت منذ الحرب العالمية الثانية أهم حرفه وأهم مصدر للدخل وتصنيع الأخشاب حرفه قديمة إذ بدأ بإستخدام الخشب لصناعة الورق في النرويج حوالي عام 1860 ، ونمت صناعة الخشب ولب الخشبي نمواً سريعاً منذ أوائل القرن العشرين، ويشتغل بهذه الصناعة ما يزيد على 20,000 عامل أى نحو عشر القوى العاملة في الصناعة في النرويج، وتسهم بنحو خمس قيمة صادرات الدولة ونضيف إلى هذا المجال الخشب والألياف الصناعية والمركبات الكيميائية المستخرجة من الأخشاب، وقامت هذه الصناعة عند نهايات المجارى النهرية منذ القدم لسهولة نقل الأخشاب مائياً، ولا سيما أن صناعة الورق ولب الخشب تستخدم كميات كبيرة من المياه، إذ يحتاج كل طن من لب الخشب إلى نحو ألف طن من الماء تصنيعاً وإعداداً ، وقد أنشئت معظم المعامل قرب المساقط المائية ولاسيما قديماً لإستخدام الطاقة المولدة من قوة دفع المياه، وإقليم فيورد أزلو Oslo مثال جيد لهذه الظاهرة الجغرافية، ويستخرج اللب الخام لصناعة الورق من خشب الصنوبر والشربين، كما أن النرويج تعتبر مصنعاً ومصدراً هاماً للورق كامل التصنيع وهي في ذلك أهم من السويد وفنلنده .

والأسماك تصنع على أنواع عدة في النرويج، ويعمل فيها نحو 20,000 عامل، وتسهم الأسماك وصادراتها المصنعة بما يزيد على خمس الصادرات، وقيمة الأسماك توازي قيمة الإنتاج من الأخشاب ومن أهم مراكزها لوفوتن Lofton وبرجن Bergen ، وبها مستودعات لفرز وتصنيف الأسماك. وتجد أسماك البكلا المجففة والمملحة سوقاً رائجة في حوض البحر المتوسط وغرب أفريقيا وحوض البحر الأحمر والشرق الأفريقي.

وقد إنتشرت معامل تصنيع الرنجة ومعامل تعليب السردين على طول السهل الساحلى ولاسيما في منطقة برجن ومدينة ستافانجر Stavanger بجنوب النرويج ويستخرج من كل 8 طن من السمك طنان من العلف المركز لتغذية هامة للدواجن والأبقار، وطن واحد من الزيت لصناعة المارجرين والصابون. وصناعة تجميد الأسماك حديثة فى النرويج ولكنها في نمو مستمر ولاسيما في مناطق صيد البكلا والأنواع المشابهة على مدار السنة، وظهرت عدة مصانع من أهمها في همرفست Hammerfest .

والصناعات الكهربائية بأنواعها من أحدث الصناعات وأهمها في قيمة الصادرات، وهى تستهلك نحو نصف جملة القوى الكهربائية المولده بالبلاد، وقد شهد عام 1950 أول معمل فى العالم في النرويج لتثبيت النتروجين من الجو كهربائياً لصنع سماد نترات الجير، وأصبح صناعة هامة وتنتج سنوياً ما يزيد على مليون طن من نترات الجير كما نمت صناعة الألومنيوم وينتج حالياً نحو 200,000 طن سنوياً، ولا سيما في إقليم أردال Ardal في فيورد سوجنی.

وصناعة السفن هى الأخرى من الصناعات الهامة إذ تمتلك البلاد أسطولاً من أكبر الأساطيل التجارية، ولها شهرتها القديمة في ركوب البحر والملاحة البحرية البعيدة المدى، ويكثر بها أحواض بناء السفن ولكن تختص أساساً في بناء المراكب الخشبية لمزاولة الصيد، وهي أيضاً تصنع السفن من الصلب ولا سيما ناقلات البترول وسفن صيد الحيتان في أعالي البحار وهي سفن مصنعية وتبريد، ولا سيما في برجن وتروند هايم وأيضاً في إقليم أزلو.

ونشير أخيراً إلى صناعات الأغذية والمنسوجات والملابس والآلات ومعدات السكك الحديدية والأدوات الكهربائية والمحركات والعجلات وغيرها في المدن الثلاث المذكورة  .