أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2014
17540
التاريخ: 23-10-2014
5888
التاريخ: 3-06-2015
6518
التاريخ: 3-06-2015
6120
|
يتألف النظام التنفيذي عادةً من شبكة واسعة ، يقف على رأسها رئيس الحكومة ، ويليه الوزراء في المرتبة التالية ، ويأتي في المرتبة الثالثة منهم المديرون العامون والمحافظون ، ورؤساء الاقسام والنواحي التابعة ، وكل دولة سواء كانت كبيرة أم صغيرة ، فإنّها بحاجة إلى هذه التقسيمات ، سواء كانت بهذه المسميات أو بغيرها.
والواقع أنّ هذه الشبكة الواسعة تمتلك فلسفة واضحة ، تستمد قوتها من مسألة ضرورة تقسيم الأعمال.
وتمثل هذه المسألة في عالم التشريع والانظمة البشرية ، صورة واضحة عن تركيبة النظام التكويني ، فعندما ننظر إلى بدن الإنسان من حيث تشكيلاته الداخلية والخارجية ، نرى أنّ هذا «العالم الصغير» الذي انطوى فيه «العالم الكبير» ، يمتلك نظاماً تنفيذياً غايةً في الانسجام ، مع شبكةٍ واسعة لتقسيم الأعمال.
وعندما يقرر العقل أداء عملٍ ما ، ويصدر الأمر النهائي بذلك ، يبدأ كل جزء من أجزاء جسم الإنسان بأداء نشاطه الخاص به ، ويواصل تنفيذ ذلك العمل إلى مراحله النهائية بانسجام كامل.
وكمثال بسيط على ذلك ، عندما يشعر الإنسان بالخطر ، كأن يُدرك بواسطة العين أو الاذن ، وجود حيوان مفترس بالقرب منه (كأن يرى هيكله أو يسمع صوته) ، ولا يملك سلاحاً يدافع به عن نفسه ، وبالقرب منه ملجأ يمكن أن يلوذ به ، فإن أمر الفرار نحو ذلك الملجأ سيصدر له من العقل ، وسرعان ما تبدأ شبكات الاعصاب والعضلات بالعمل ، وتزداد ضربات القلب بشدّة عالية لإيصال المزيد من الدم إلى العضلات ، وتزداد سرعة عمل الرئتين لتنقية الدم وتصفيته ، وايصال المزيد من الاوكسجين اللازم لحركة العضلات ، وتزول جميع آثار التعب والكسل والنوم من الإنسان بشكل مؤقت ، ويراقب أوضاعه وحركاته بمنتهى الذكاء واليقظة ، وبعبارة اخرى ، يطير الكرى عن مقلتيه.
وينسى الإنسان فجأةً وبشكل لا إرادي جميع الامور التي من الممكن أن تشغل فكره وتعيقه عن أداء هذا العمل من قبيل الجوع ، والعطش ، والألم !
ويستنفر الجسم جميع طاقاته الكامنة فيه ، ويصبح مستعداً لأداء أصعب الاعمال وأكثرها مشقة ، ويبدي أحياناً عشرة أضعاف ممّا يبديه من الطاقة في الحالات الاعتيادية ، وجميع هذه الامور تتم بشكل تلقائي واتوماتيكي تماماً وبمستوى عالٍ من الدقة والظرافة ، بحيث أن مجرّد مطالعة هذا الموضوع لوحده يكفي للوقوف على علم اللَّه تعالى وعجيب قدرته ، والاطلاع على حقيقة التوحيد.
وكلّ مجتمع بشري ينطبق عليه نفس الحكم الذي ينطبق على الجسم ، ولهذا السبب لا بد من تقسيم الأعمال فيه بشكل دقيق ، ومواصلة تأمين متطلباته الثقافية ، والاقتصادية ، والعسكرية ، والمادية والمعنوية ، من خلال التخطيط الدقيق لذلك ، وبالرغم من الاختلاف الموجود بين كل منها ، فإنّ التناغم والتنسيق وإكمال كل منها للآخر يعدّ أمراً في غاية الضرورة.
ولهذا السبب أيضاً فإنّ جميع المجتمعات البشرية- سواء المتدينة أو البعيدة عن الدين ، شرقيّها أو غربيّها ، قديمها أو جديدها- رضخت لهذه القاعدة في حياتها الاجتماعية ، بالرغم من التفاوت الموجود فيما بينها في كيفية تقسيم الاعمال والمناصب والمسؤوليات ، إذ إنّ البعض منها بدائي جدّاً في ذلك والبعض الآخر تعمل بشكل دقيق للغاية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|