أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014
2769
التاريخ: 2024-08-15
467
التاريخ: 2024-09-30
606
التاريخ: 2023-09-04
1228
|
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67]
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} يعني في علي صلوات الله عليه فعنهم (عليهم السلام) كذا نزلت {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} ([1]) إن تركت تبليغ ما انزل إليك في ولاية علي ( عليه السلام ) وكتمته كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك في استحقاق العقوبة وقرأ رسالته على التوحيد {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} يمنعك من أن ينالوك بسوء {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} في الجوامع عن ابن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنه إن الله تعالى أمر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ان ينصب عليا (عليه الصلاة والسلام) للناس ويخبرهم بولايته فتخوف أن يقولوا حامى ابن عمه وأن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فنزلت هذه الآية فأخذ بيده يوم غدير خم وقال ( صلى الله عليه وآله ) من كنت مولاه فعلي مولاه .
وقرء العياشي عنهما ( عليهما السلام ) ما في معناه .
ورواه في المجمع عن الثعلبي والحسكاني وغيرهما من العامة وفي الكافي عن الباقر ( عليه السلام ) في حديث ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك يوم الجمعة بعرفة أنزل الله تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} بولاية علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) فقال عند ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل ويقول قائل فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة من الله بتلة ([2]) أوعدني ان لم أبلغ أن يعذبني فنزلت {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} الآية.
فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي ( عليه السلام ) فقال أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد كان عمره الله ثم دعاه فأجابه فأوشك أن ادعى فأجيب وأنا مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟
فقالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين .
فقال اللهم اشهد ثلاث مرات ثم قال : يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب، قال أبو جعفر ( عليه السلام ) كان والله أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه .
وعنه ( عليه السلام ) أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي ( عليهما السلام ) وانزل عليكم {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 55]، وفرض ولاية اولي الأمر فلم يدروا ما هي فأمر الله محمدا ( صلى الله عليه وآله ) أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله تعالى إليه
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} الآية {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94]، فقام بولاية علي ( عليه السلام ) يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب ([3]).
قال ( عليه السلام ) وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرايض فأنزل الله عز وجل { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} قال يقول الله تعالى عز وجل لا انزل عليكم بعدها فريضة قد أكملت لكم الفرائض.
وفي الإحتجاج عنه ( عليه السلام ) أنه قال قد حج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال له " يا محمد إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسلي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغهما قومك فريضة الحج، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة ولن أخليها أبدا فإن الله يأمرك أن تبلغ قومك الحج تحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب وتعلمهم من حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع .
فنادى مناد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الناس ألا إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يريد الحج وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى سبعين ألفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري وكذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ البيعة لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة .
فلما وقف بالموقف أتاه جبرئيل عن الله تعالى فقال يا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن الله تعالى يقرؤك السلام ويقول لك إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص فاعهد عهدك ([4]) وقدم وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأقمه للناس علما وجدد عهده وميثاقه وبيعته وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية ولي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني واتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع ولي وطاعته وذلك أني لا أترك أرضي بلا قيم ليكون حجة لي على خلقي {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] بولاية ولي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي عبدي ووصي نبي والخليفة من بعده وحجتي البالغة على خلقي.
مقرون طاعته بطاعة محمد ( صلى الله عليه وآله ) نبي ومقرون طاعته مع طاعة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بطاعتي من اطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني جعلته علما بيني وبين خلقي من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن أشرك بيعته كان مشركا ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار.
فأقم يا محمد عليا (صلوات الله عليهما) علما وخذ عليهم البيعة وجدد عليهم عهدي وميثاقي الذي واثقتهم عليه فإني قابضك إلي ومستقدمك علي .
فخشي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عدواتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي ( عليه السلام ) من البغضة ([5]) وسأل جبرئيل ( عليه السلام ) أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ([6]) فأتاه جبرئيل في مسجد الخيف فأمره أن يعهد عهده ويقيم عليا صلوات الله عليه علما للناس ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله الذي أراد حتى أتى كراع الغميم بين مكة والمدينة،
فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) وأمره بالذي أتاه به من قبل الله ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله الذي أراد فقال يا جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي ( عليه السلام ) فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار ([7]) والعصمة من الناس فقال يا محمد إن الله تعالى يقرؤك السلام ويقول لك {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
وكان أوايلهم قربت من الجحفة ([8]) فأمره بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم عليا ( عليه السلام ) للناس ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي ( عليه السلام ) وأخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس .
فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما جاءته العصمة مناديا ينادي في الناس بالصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر فتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير وأمره بذلك جبرئيل عن الله عز وجل وفي الموضع سلمات ([9]) فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يقم ([10]) ما تحتهن وينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المقام كان لا يزالون فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوق تلك الأحجار ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه.
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ): الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانته، وعظم في أركانه، وأحاط بكل شيء علما وهو في مكانه، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيدا لم يزل محمودا لا يزال بارئ المسموكات وداحي المدحوات وجبار الأرضين والسماوات، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من براه، متطول على جميع من أنشأه يلحظ كل عين والعيون لا تراه، كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شيء برحمته، ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه قد فهم السرائر وعلم الضمائر ولم تخفى عليه المكنونات ولا اشتبهت عليه الخفيات له الإحاطة بكل شيء والغلبة على كل شيء والقوة في كل شيء والقدرة على كل شيء ليس مثله شيء وهو منشئ الشيء حين لا شيء دائم قائم بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير لا يلحق أحد وصفه من معاينة ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه وأشهد بأنه الله الذي ملا الدهر قدسه والذي يغشى الأبد نوره والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير ولا تفاوت في تدبير صور ما أبدع على غير مثال وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال أنشأها فكانت وبرأها فبانت فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الصنعة الحسن الصنيعة العدل الذي لا يجور والأكرم الذي ترجع إليه الأمور وأشهد أنه الذي تواضع كل شيء لقدرته وخضع كل شيء لهيبته مالك الأملاك ومفلك الأفلاك ومسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا قاصم كل جبار عنيد ومهلك كل شيطان مريد لم يكن معه ضد ولا ند أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد إله واحد ورب ماجد يشاء فيمضي ويريد فيقضي ويعلم ويحصي ويميت ويحيي ويفقر ويغني ويضحك ويبكي ويدني ويقصي ويمنع ويعطي له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار مستجيب الدعاء ومجزل العطاء محصي الأنفاس ورب الجنة والناس لا يشكل عليه شيء ولا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه إلحاح الملحين العاصم للصالحين والموفق للمفلحين ومولى العالمين الذي استحق من كل من خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه واستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته لأنه الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره أقر على نفسي بالعبودية وأشهد له بالربوبية وأؤدي ما أوحى إلي حذرا من أن لا أفعل فيحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته لا إله إلا هو لأنه قد أعلمني أني إن لم أبلغ ما أنزل إلى فما بلغت رسالته فقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة وهو الله الكافي الكريم فأوحى الله إلي بسم الله الرحمن الرحيم يا
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[ في علي صلوات الله وسلامه عليه] وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله إلى وأنا مبين لكم سبب هذه الآية إن جبرئيل هبط إلي مرارا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد فاعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعد الله ورسوله وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه إنما وليكم الله ورسوله { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال وسألت جبرئيل ( عليه السلام ) أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال ([11]) الآثمين وختل ([12]) المستهزئين بالاسلام الذين وصفهم الله تعالى في كتابه {وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15] وكثرة إذا هم لي غير مرة حتى سموني اذنا وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياه وإقبالي عليه حتى أنزل الله عز وجل في ذلك ومنهم {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ } [التوبة: 61]، ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت وأن أدل عليهم لدللت ولكني والله في أمورهم قد تكرمت وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل إلي ثم تلا {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[ في علي صلوات الله وسلامه عليه] وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان وعلى البادي والحاضر وعلى الأعجمي والعربي والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد ماض حكمه جايز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من تبعه ومن صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له.
معاشر الناس إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لإمر ربكم فإن الله عز وجل هو ربكم ووليكم وإلهكم ثم من بعدي علي صلوات الله وسلامه عليه وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم القيامة، يوم يلقون الله ورسوله لا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرمه الله عرفني الحلال والحرام وأنا أفضيت ([13] ) بما علمني ربي من كتابه حلاله وحرامه إليه.
معاشر الناس ما من علم إلا وقد أحصاه الله في وكل علم علمته فقد أحصيته في علي إمام المتقين وما من علم إلا وقد علمته عليا وهو الإمام المبين معاشر الناس لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه ولا تستنكفوا من ولايته فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله والذي فدى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه والذي كان مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره.
معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله واقبلوه فقد نصبه الله معاشر الناس إنه إمام من الله ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر الله له حتما على الله أن يفعل ذلك ممن خالف أمره فيه وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الآباد ودهر الدهور فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24].
أيها الناس بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى ومن شك في شيء من قولي هذا فقد شك في الكل منه والشاك في الكل فله النار معاشر الناس حباني ([14]) الله بهذه الفضيلة منا منه علي وإحسانا منه إلى ولا إله إلا هو له الحمد مني أبد الآبدين ودهر الداهرين على كل حال.
معاشر الناس فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى بنا أنزل الله الرزق وبقى الخلق ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد قولي هذا وإن لم يوافقه ألا إن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك ويقول من عادى عليا ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون معاشر الناس إنه جنب الله نزل في كتابه {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56].
معاشر الناس تدبروا القرآن وافهموا آياته وانظروا إلى محكماته ولا تتبعوا متشابهاته فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ومصعده إلي وشائل ([15]) بعضده ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه وهو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أخي ووصيي وموالاته من الله عز وجل أنزلها على معاشر الناس إن عليا والطيبين من ولدي صلوات الله عليهم أجمعين هم الثقل الأصغر والقرآن هو الثقل الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض أمناء الله في خلقه وحكامه في أرضه ألا وقد بلغت ألا وقد أسمعت ألا وقد أوضحت ألا وإن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله عز وجل ألا إنه ليس أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه غير أخي هذا ولا تحل إمرة المؤمنين لاحد غيره.
ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه وكان منذ أول ما صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شال عليا حتى صارت رجليه مع ركبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم قال معاشر الناس هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله والداعي إليه والعامل بما يريضاه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين والإمام الهادي وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله أقول ما يبدل القول لدي بأمر الله ربي أقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه اللهم إنك أنزلت علي أن الإمامة لعلي وليك عند تبياني ذلك ونصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا فقلت { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] اللهم إني أشهدك أني قد بلغت.
معاشر الناس إنما الله عز وجل أكمل دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل {أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} [التوبة: 17] {لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} [البقرة: 162] .
معاشر الناس هذا علي أنصركم لي وأحقكم بي وأقربكم إلي وأعزكم علي والله عز وجل وأنا عنه راضيان وما نزلت آية رضى إلا فيه وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه ولا شهد الله بالجنة في هل أتى على الإنسان إلا له ولا أنزلها في سواه ولا مدح بها غيره.
معاشر الناس هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو التقي النقي الهادي المهدي نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي وبنوه خير الأوصياء .
معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي صلوات الله عليهم أجمعين معاشر الناس إن إبليس أخرج آدم ( عليه السلام ) من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عز وجل فكيف بكم وأنتم أنتم ومنكم أعداء الله ألا إنه لا يبغض عليا إلا شقي ولا يتولى عليا إلا تقي ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص وفي علي والله أنزل سورة العصر بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إلى آخره.
معاشر الناس قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتي {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54] معاشر الناس {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ} [الأعراف: 157] من قبل أن نطمس وجوها فنرد على أدبارها.
معاشر الناس النور من الله عز وجل في ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي صلوات الله وسلامه عليه الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا لان الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين .
معاشر الناس إني أنذركم أني رسول الله إليكم قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت {انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] ألا وإن عليا ( عليه السلام ) الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعده ولدي من صلبه معاشر الناس لا تمنوا على الله تعالى إسلامكم فيسخط عليكم ويصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد معاشر الناس سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون معاشر الناس إن الله وأنا بريئان منهم .
معاشر الناس إنهم وأشياعهم وأتباعهم وأنصارهم في الدرك الأسفل من النار لبس مثوى المتكبرين ألا إنهم ([16]) أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته قال فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة معاشر الناس إني أدعها أمانة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولد أو لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة وسيجعلونها ملكا اغتصابا ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين وعندها {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ } [الرحمن: 31]، {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} [الرحمن: 35].
معاشر الناس إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: 179]، معاشر الناس إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها وكذلك يهلك القرى وهي ظالمة كما ذكر الله تعالى وهو إمامكم ووليكم وهو مواعيد الله والله يصدق ما وعده.
معاشر الناس قد ضل قبلكم أكثر الأولين والله لقد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين .
معاشر الناس إن الله قد أمرني ونهاني وقد أمرت عليا ونهيته فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل فاسمعوا لامره تسلموا وأطيعوه تهتدوا وانتهوا لنهيه ترشدوا وصيروا إلى مراده {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون ثم قرأ الحمد لله رب العالمين إلى آخرها وقال في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت أولئك أولياء الله {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38] الا ان {حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة: 56] ألا إن أعداء علي هم أهل الشقاق وهم العادون واخوان الشياطين الذين {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]، ألا إن أوليائهم المؤمنون حقا الذين ذكرهم الله في كتابه فقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22] .
ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82] ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين وتتلقاهم ؟ الملائكة بالتسليم إن طبتم فادخلوها خالدين ألا إن أولياءهم الذين قال الله عز وجل {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر: 40].
ألا إن أعدائهم الذين يصلون سعيرا ألا إن أعدائهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا } [الأعراف: 38] ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} [الملك: 8] ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين وتتلقاهم الملائكة بالتسليم {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] ألا إن أولياء هم الذين قال الله عز وجل يدخلون الجنة بغير حساب ألا إن
ألا إن أولياءهم {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك: 12]، معاشر الناس شتان ما بين السعير والجنة عدونا من ذمه الله ولعنه وولينا من أحبه الله ومدحه معاشر الناس ألا وإني منذر علي هاد.
معاشر الناس إني نبي وعلي وصيي ألا وإن خاتم الأئمة منا القائم المهدي صلوات الله وسلامه عليه ألا إنه الظاهر على الدين ألا إنه المنتقم من الظالمين ألا إنه فاتح الحصون وهادمها ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك ألا إنه مدرك كل ثار لأولياء الله عز وجل ألا إنه ناصر دين الله عز وجل ألا إنه الغراف ([17]) من بحر عميق ألا إنه يسم ( 2 ) كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله ألا إنه خيرة الله ومختاره ألا إنه وارث كل علم والمحيط به ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل المنبه بأمر إيمانه ألا إنه الرشيد السديد ألا إنه المفوض إليه ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ولا نور إلا عنده ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه ألا إنه ولي الله في أرضه وحكمه في خلقه وأمينه في سره وعلانيته.
معاشر الناس قد بينت لكم وأفهمتكم وهذا علي يفهمكم ؟ بعدي ألا وإن عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته والإقرار به ثم مصافقته من بعدي ألا وإني قد بايعت الله وعلي قد بايعني وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل ومن نكث فإنما ينكث على نفسه الآية.
معاشر الناس { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158]
معاشر الناس حجوا البيت فما ورده أهل بيت إلا استغنوا ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا معاشر الناس ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك فإذا انقضت حجته استأنف عمله معاشر الناس الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة والله لا يضيع أجر المحسنين .
معاشر الناس حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ولا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة واقلاع معاشر الناس أقيموا الصولة وآتوا الزكاة كما أمركم الله تعالى لئن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم ومبين لكم الذي نصبه الله عز وجل بعدي ومن خلقه الله مني وأنا منه يخبركم بما تسألون عنه ويبين لكم ما لا تعلمون ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرفهما فأمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام ([18]) واحد فأمرت أن آخذ البيعة عليكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله تعالى في علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين الذين هم مني ومنه أمة قائمة منهم المهدي صلوات الله عليه إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق معاشر الناس وكل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك ولم أبدل ألا فاذكروا ذلك ( 1 ) واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه ألا وإني أجدد القول ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ألا وإن رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي وتبلغوه من لم يحضره وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته فإنه أمر من الله عز وجل ومني ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم.
معاشر الناس القرآن يعرفكم أن الأئمة ( عليهم السلام ) من بعده من ولده وعرفتكم أنهم مني ومنه حيث يقول الله وجعلها كلمة باقية في عقبه وقلت لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما معاشر الناس التقوى التقوى احذروا الساعة كما قال الله تعالى إن زلزلة الساعة شئ عظيم أذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب والعقاب فمن جاء بالحسنة أثيب ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب .
معاشر الناس إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة وأمرني الله أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي ( عليه السلام ) من إمرة المؤمنين ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي وأمر ولده من صلبه من الأئمة نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا على ذلك نحيى ونموت ونبعث ولا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نرتاب ولا نرجع عن عهد ولا ننقض الميثاق ونطيع الله ونطيعك وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة ( عليهم السلام ) الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) الذين قد عرفتكم مكانهما مني ومحلهما عندي ومنزلتهما من ربي فقد أديت ذلك إليكم وإنهما سيدا شباب أهل الجنة وإنهما سيدا شباب أهل الجنة وأنهما الإمامان بعد أبيهما علي وأنا أبوهما قبله وقولوا أطعنا الله بذلك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم الذين ذكرت عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ومصافقة أيدينا من أدركهما بيده وأقر بيده وأقربهما بلسانه لا نبتغي بذلك بدلا ولا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا وأنت به علينا شهيد وكل من أطاع ممن ظهر واستتر وملائكة الله وجنوده وعبيده والله أكبر من كل شهيد .
معاشر الناس ما تقولون فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ومن بايع فإنما يبايع الله يد الله فوق أيديهم معاشر الناس فاتقوا الله وبايعوا عليا صلوات الله عليه أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة ( عليهم السلام ) كلمة باقية يهلك الله من غدر ويرحم الله من وفى ومن نكث فإنما ينكث على نفسه الآية .
معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على علي عليه الصلاة والسلام بأمرة المؤمنين وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير وقولوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي
طالب عند الله عز وجل وقد أنزلها على في القرآن أكثر من أن أحصيها في مكان واحد فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه معاشر الناس من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذكرتم فقد فاز فوزا عظيما معاشر الناس السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة أمير المؤمنين أولئك هم الفائزون في جنت النعيم معاشر الناس قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات واغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين .
فناداه القوم نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا ، وتداكوا ( 1 ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلى علي وصافقوا ([19]) بأيديهم فكان أول من صافق رسول الله الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس عن آخرهم على طبقاتهم وقدر منازلهم إلى أن صليت العشاء والعتمة فيووقت واحد وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول كلما بايع قوم الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين وصارت المصافقة سنة ورسما يستعملها من ليس له حق فيها .
والقمي قال : نزلت هذه الآية في منصرف رسول الله من حجة الوداع وحج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حجة الوداع لتمام عشر حجج من مقدمه المدينة وكان من قوله في خطبته بمنى أن أحمد لله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ثم قال هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة .
قال الناس هذا اليوم .
قال فأي شهر .
قال الناس هذا الشهر .
قال : وأي بلد أعظم حرمة ؟
قالوا بلدنا هذا .
قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا هل بلغت أيها الناس قالوا نعم .
قال اللهم اشهد ثم قال ألا كل مأثرة ([20]) أو بدع كانت في الجاهلية أو دم أو مال فهو ( 1 ) تداك عليه الناي أي اجتمعوا .
تحت ([21]) قدمي هاتين ليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى ألا هل بلغت ؟ قالوا : نعم .
قال : اللهم اشهد ثم قال : ألا وكل ربا ([22]) كان في الجاهلية فهو موضوع وأول موضوع منه رباء العباس بن عبد المطلب ألا وكل دم كان في الجاهلية فهو موضوع وأول موضوع منه دم ربيعة الأهل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال ألا وإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم ألا وإنه إذا أطيع فقد عبد ألا أيها الناس إن المسلم أخ المسلم حقا ولا يحل لامرئ مسلم دم امرء مسلم وماله إلا ما أعطاه بطيبة نفس منه وإني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ألا فهل بلغت أيها الناس قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال أيها الناس احفظوا قولي تنتفعوا به بعدي وافقهوه تنتعشوا ([23]) ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا فإن أنتم فعلتم ذلك ولتفعلن لتجدوني في كتيبة ([24]) بين جبرئيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف .
ثم التفت عن يمينه وسكت ساعة ثم قال إن شاء الله أو علي بن أبي طالب ثم قال ألا وإني قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي صلوات الله عليهم فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ومن خالفهما فقد هلك ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال ألا وإنه سيرد علي الحوض منكم رجال يعرفون فيدفعون عني فأقول رب أصحابي فيقال يا محمد إنهم قد أحدثوا بعدك وغيروا سنتك فأقول سحقا ([25]) سحقا فلما كان آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نعيت ([26]) إلى نفسي ثم نادى الصلاة جامعة في مسجد الخيف فاجتمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال نضر الله ([27]) امرء سمع مقالتي فوعاها وبلغها لمن لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله والنصيحة ([28]) لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوته ([29]) محيطة من ورائهم المؤمنون إخوة تكافي دماءهم يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين .
قالوا : يا رسول الله وما الثقلان ؟
فقال كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه ولا أقول كهاتين وجمع بين سبابتيه والوسطى فتفضل هذه على هذه فاجتمع قوم من أصحابه وقالوا يريد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يجعل الإمامة في أهل بيته فخرج منهم أربعة نفر إلى مكة ودخلوا الكعبة وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا فيما بينهم كتابا إن أمات الله محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو قتله أن لا يرد هذا الأمر في أهل بيته أبدا فأنزل الله على نبيه في ذلك أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجويهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من مكة يريد المدينة حتى نزل منزلا يقال له غدير خم وقد علم الناس مناسكهم وأوعز ([30]) إليهم وصيته إذ أنزل الله عليه هذه الآية يا
أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال تهديد ووعيد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس هل تعلمون من وليكم ؟ قالوا : نعم الله ورسوله .
قال ألستم تعلمون أني أولى بكم منكم بأنفسكم ؟ قالوا : بلى قال : اللهم اشهد فأعاد ذلك عليهم ثلاثا كل ذلك يقول مثل قوله الأول ويقول الناس كذلك ويقول اللهم اشهد ثم أخذ بيد أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فرفعه حتى بدا للناس بياض إبطيه ثم قال ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه.
ثم قال : اللهم اشهد عليهم وأنا من الشاهدين فاستفهمه عمر من بين أصحابه فقال : يا رسول الله هذا من الله أو من رسوله ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نعم هذا من الله ومن رسوله إنه أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار.
فقال أصحابه الذين ارتدوا بعده قال محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مسجد الخيف ما قال وقال هيهنا ما قال وإن رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة له فاجتمع أربعة عشر نفرا وتؤامروا على قتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقعدوا له في العقبة وهي عقبة هرشي ([31]) بين جحفة والإيواء فقعدوا سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها لينفروا ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
فلما جن عليه الليل تقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في تلك الليلة العسكر فأقبل ينعس على ناقته فلما دنا من العقبة ناداه جبرئيل يا محمد إن فلانا وفلانا قد قعدوا لك فنظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال من هذا خلفي فقال حذيفة بن اليمان أنا حذيفة بن اليمان يا رسول الله قال قد سمعت ما سمعت قال بلى قال فاكتم.
ثم دنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منهم فناداهم بأسمائهم فلما سمعوا نداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) مروا ودخلوا في غمار الناس وقد كانوا عقلوا رواحلهم فتركوها ولحق الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وطلبوهم وانتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى رواحلهم فعرفها.
فلما نزل قال ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة إن أمات الله محمدا أو قتله أن لا يردوا هذا الأمر في أهل بيته أبدا فجاؤوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فحلفوا أنهم لم يقولوا من ذلك شيئا ولم يريدوه ولم يهموا بشيء في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأنزل الله يحلفون بالله ما قالوا أن لا يردوا هذا الأمر في أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا من قتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما نقموا إلا أن أغنهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا نعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير فرجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى المدينة وبقى بها المحرم والنصف من صفر لا يشتكي شيئا ثم ابتدأ به الوجع الذي توفى فيه .
وفي المجمع روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما نزلت هذه الآية قال لحراس من أصحابه يحرسونه الحقوا بملاحقكم فإن الله عصمني من الناس .
[1] يعني ان لم تنص بولاية علي فيضيع امر التوحيد ولا يخلص ايمان الله وفي بعض القراءات الشاذة فما بلغت رسالاته بصيغة الجمع .
[2] يقال بتلت الشيء أبتله بالكسر إذا قطعته وأبنته من غيره ومنه قوله طلقها بتة بتلة ومنه حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في خبر النص فانتني عزيمة من الله بتلة أو عدني ان لم أبلغ ان يعذبني .
[3] قال الفيروزآبادي فاصدع بما تؤمر أي شق جماعاتهم بالتوحيد أو أجبر بالقرآن أو أجبر بالقرآن أو اظهر أو احكم بالحق والفصل
بالأمر أو اقصد بما تؤمر أو أفرق به بين الحق والباطل وصدعه كمنعه شقه أو شقه نصفين أو شقه ولم يفترق وفلانا قصده
لمكرمه وبالحق تكلم به جهارا وبالأمر أصاب به موضعه وجاهر به انتهى .
[4] فاعهد عهدك أي أوص وصيتك واستعمال العهد في الوصية والعكس فوق حد الإحصاء في الآيات والأخبار وغيرهما كقوله تعالى وعهدنا إلى آدم وعهدنا إلى إبراهيم وغير ذلك .
[5] البغض بالضم ضد الحب والبغضة بالكسر والبغضاء شدته .
[6] الخيف ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل ومنه سمى مسجد الخيف بمنى لأنه بني في خيف الجبل والأصل مسجد خيف منى فخفف بالحذف .
[7] 3 - نهره وانتهره أي زبره وزجره .
[8] الجحفة بضم الجيم هي مكان بين مكة والمدينة محاذية لذي الخليفة من الجانب الشامي قريب من رابغ بين بدر وخليص.
[9] السلمة كفرحة الحجارة ج ككتاب.
[10] قم البيت قما من باب قتل كنسه، قوله تعالى فحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا أي لم نبق منهم أحدا ومنه سمى الغدير لأنه ماء يغادره السيول أي تخلفه فعيل بمعنى مفعول أو فعيل بمعنى فاعل لأنه يغدر بأهله أي ينقطع عند شدة الحاجة إليه ومنع الدعاء اللهم من نعمك وهي اجل من أن تغادر أي تنقطع وغدير خم موضع بالجحفة شديد الوباء قال الأصمعي لم يولد بغدير خم أحد فعاش إلى أن ينجو منه ويوم الغدير هو يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو اليوم الذي نصب رسول الله ( صلى الله عليه آله وسلم ) عليا ( عليه السلام ) خليفة بحضرة الجمع الكثير من الناس حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه قال الغزالي وهو من أكابر علماء القوم في كتابه المسمى بسر العالمين ما هذا لفظه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلى يوم الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ثم قال وهذا رضى وتسليم وولاية وتحكيم ثم بعد ذلك غلب الهوى وحب الرياسة وعقود البنود وخفقان الرايات وازدحام الخيول وفتح الأمصار والأمر والنهى فحملتهم على الخلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون إلى أن قال ثم أن أبا بكر قال على منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم أفقال ذلك هزوا وجدا أو امتحانا فإن كان هزوا فالخلفاء لا يليق بهم الهزل ثم قال والعجب من منازعة معاوية بن أبي سفيان عليا في الخلافة وأين أليس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قطع طمع من طمع فيها بقوله إذا ولى الخليفتان فاقتلوا الأخير منهما والعجب من حق واحد كيف ينقسم بين اثنين والخلافة ليست بجسم ولا عرض فتتجزى انتهى كلامه وفيه دلالة على انحرافه عما كان عليه والله أعلم .
[11] الدغلى محركة دخل في الأمر مفسد والشجر الكبير الملتف واشتباك النبت وكثرته والموضع يخاف فيه الاغتيال ج ادغال ودغال ومكان دغل ككتف .
[12] يقال ختله يختله إذا خدعه وراوغه والمخاتلة المخادعة .
[13] يقال أفضيت بكذا إلى فلان أي أوسلته إليه ومسته به .
[14] يقال حبوت الرجل حباء بالكسر والمد أعطيته الشيء بغير عوض والاسم منه الحبوة بالضم ومنه بيع المحاباة .
[15] بالجرة أشول بها شولا رفعتها ولا تقل شلت ويقال أيضا اشلت الجرة فانشالت هي .
[16] قوله ( صلى الله عليه وآله ) الا انهم أصحاب الصحيفة أي أئمة النار الغاصبين لحق علي ( عليه السلام ) فلينظر أحدكم أي فلينظر بعض منكم في صحيفة التي صنعها وحفظها عنده فيعرف نفسه انه من أئمة النار وأصحابها ويعرف شركاءه في هذا الأمر انهم بأسرهم من رؤساء أهل النار وقضية الصحيفة معروفة مشهورة لا يناسب المقام التعرض لتفصيلها لطولها وما جمالها ان سبعين رجلا من رؤوس المعاندين وأصول الكفر والنفاق منهم الأول والثاني لما عرفوا هذا الأمر من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورغبته في علي ( عليه السلام) قال وا في أنفسهم وبعضهم انا إنما آمنا بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ظاهرا لجلب الرياسة ونظم أمر دنيانا والآن قد ترد الأمر على ابن عمه وقطع رجاءنا فما الحيلة ولا يسعنا طاعة علي ( عليه السلام ) فتوطئوا أو تحالفوا على دفع هذا الأمر وعلاجه ولو تقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى إذا دفعوا السم اليهما فدستا في اللبن واستقاه واجتمعوا في السقيفة وأوحى إليهم الشيطان وأفسدوا ما أفسدوا قال يعني الإمام محمد بن علي الباقر فذهب على الناس الا شرذمة منهم آه يعني ضاع واختفى عليهم أمر الصحيفة فلم يدروا ما في الصحيفة ولم يعرفوا أربابها فاغتروا بهم بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واما الشرذمة فهؤلاء المتحالفون وبعض خواص النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذين اعلمهم النبي بفعل هؤلاء وما عقدوا عليه وما يريدون وسيركبونه في تخريب الدين وافساد أمور المسلمين .
[17] الغراف كشداد نهر بين واسط والبصرة عليه كورة كبيرة وفرس البراء بن قيس ومن الأنهر الكثير الماء، قاله الفيروز أبادي: والمراد به هنا المعني الأخير أي هو النهر العظيم المنشق من عميق بحر الولاية .
[18] قوله في مقام واحد أي في مرتبة واحدة .
[19] يقال صفقت له بالبيعة صفقا أي ضربت بيدي على يده وكانت العرب إذا وجب البيع ضربت أحدهما يده على يد صاحبه ثم انتقلت الصفقة في العقد فقيل بارك الله لك في صفقة يدك .
[20] المأثرة بضم الثاء المكرمة لأنها تؤثر وتتحدث بها .
[21] قوله تحت قدمي أي مضمحل ومشف وموهون كالشيء الذي يقع تحت القدمين فإنه ليس شئ أهون منه ونسبه إلى نفسه لأنه الذي أزال حرمته .
[22] لما تعارف بينهم في الجاهلية أكل الربا وممن كان يكثر هده المعاملة العباس عمه أو كان ذمة كثير منهم مشغولة بالمنافع الربوبية للعباس بمقتضى المعاملات الصادرة منه معهم في الجاهلية وقد حرمها الله فحينئذ إذا سروا العباس ومن عليه النبي بالفداء شرط عليه بخصوصه وإن كان من لوازم الإسلام أيضا ان لا يطالب بها ويقنع بالأصل ويترك الفرع فأشار ى( صلى الله عليه وآله وسلم ) في خطبته إلى هذا الأمر وإلى هذا الأمر وإلى أنه لا خصوصية في هذا للعباس بل هو حكم عام للمسلمين .
[23] وفي الدعاء أسألك نعمة تنعشني بها وعيالي أي ترفعني بها عن مواطن الذل من قولهم نعشه الله ينعشه نعشا رفعه .
[24] الكتيبة على فعيلة الطائفة من الجيش والجمع الكتاب .
[25] قوله تعالى فيحقا لأصحاب السعير أي بعدا يقال سحق المكان فهو سحيق مثل بعد فهو بعيد لفظا ومعنى .
[26] يقال نعيت الميت . من باب نفع إذا اخبر بموته وهو منعي ونعى إليه نفسه أخبر بموته .
[27] نضر وجه من باب قتل أي حسن ونضر الله وجهه يتعدى ولا يتعدى ويقال نضر الله وجهه بالتشديد وانضر الله وجهه بمعناه وفي الخبر نضر الله امرء سمع مقالتي . . . أي حسنه بالسرور والبهجة لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر والمنزلة بين الناس ونعمة في الأخرى حتى يرى عليه ونق الرخاء ورفيق النعمة أي ثلث خصال لا يضيق منها أو معها .
[28] أي ترك الغش وركوب الصفا والصدق واخلاص لطاعة
[29] أي دعوة الله وهي الموت محيطة من ورائهم أي محيطة بالناس بعد انقضاء آجالهم أي من كان عاقبة أمره الموت ينبغي أن لا يترك هذه الخصال الثلاث .
[30] أو عزت إليه بكذا تقدمت وكذلك وعزت إليه توعيزا قال في ص وقد يخفف .
[31] هرشى كسكرى ثنية قرب الجحفة .
|
|
هذه العلامة.. دليل على أخطر الأمراض النفسية
|
|
|
|
|
بالصور: شاهد الأعمال في صحن العقيلة زينب (ع) احد اهم مشاريع التوسعة قرب مرقد الإمام الحسين (ع)
|
|
|