المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6346 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الغفلة في الروايات الإسلامية  
  
40   11:57 صباحاً   التاريخ: 2024-12-27
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص218-220
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / الجهل و الذنوب والغفلة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2021 2884
التاريخ: 28-9-2016 1822
التاريخ: 28-9-2016 4281
التاريخ: 13-2-2022 2077

ورد في النصوص الروائية أحاديث مثيرة حول عواقب الغفلة وآثارها السيئة والمدمرة في حياة الإنسان ، وبسبب كثرة هذه الروايات فسوف نختار منها ما يلي :

1 ـ عند ما توجه النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) في معراجه إلى السماء سمع الخطاب الإلهي له يقول «يَا احْمَدَ انْتَ لا تَغْفَلْ ابَداً مَنْ غَفَلَ عَنِّي لا ابَالِي بِايٍّ وَادٍ هَلَك» ([1]). وهذا الحديث يبين بوضوح أنّ عاقبة الغفلة هي الهلاك والدمار والمحقّ.

2 ـ ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في عبارة مختصرة ومليئة بالمعنى «الْغَفْلَةُ اضَرُّ الاعْدَاء» ([2]) لأن الغفلة هي السبب في الكثير من الذنوب والآثام في واقع الإنسان وسلوكه.

3 ـ ويقول أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) أيضاً في حديث آخر «الْغَفْلَةُ تَكْسِبُ الإغْتَرارَ وَتُدْنِي مِنَ البَوَارِ» ([3]).

4 ـ وأيضاً ورد عن هذا الإمام (عليه‌ السلام) أنّه قال : «الْغَفْلَةُ ضَلالُ النُّفُوسِ وَعُنْوَانُ النُّحُوسِ» ([4]).

لأن الطريق الوحيد للنجاة من الضلال هو التفكر والتدبر ولكن الغفلة هي الّتي تصد الإنسان عن هذا الطريق المنفتح على الله والحقّ.

5 ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام (عليه‌ السلام) أيضاً أنّه قال : «وَيلٌ لِمَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْغَفْلَةُ فَنَسِىَ الرَّحْلَةَ وَلَمْ يَسْتَعِدْ» ([5]).

6 ـ وعن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) أنّه قال : «إنْ كَانَ الشَّيطانُ عَدُوّاً فَالْغَفْلَةُ لِمَا ذَا» ([6]).

وتقدّم في الأحاديث السابقة أنّ الغفلة تارةً تكون عن الله ، واخرى عن يوم القيامة ، وثالثة عن وساوس الشياطين وهكذا.

7 ـ ويقول أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) : «فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ انْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً وَانْ تُؤَدِّيَهُ ايَّامُهُ الَى الشَّقْوَةِ» ([7]).

والمقصود من الغفلة في هذا الحديث هو الغفلة عن أداء الوظائف والواجبات الدينية طيلة العمر.

8 ـ وقد ورد في بعض الروايات أنّ هذه المسألة إلى درجة من الأهمية حتّى انها اعتبرت هي الهدف لبعثة الأنبياء ، أي لعلاج مرض «الغفلة» بين الناس ، كما نقرأ في الخطبة 108 من خطب نهج البلاغة في بيان صفات النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) «مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ وَمَوَاطِنَ الْحَيْرَةِ» ([8]).

9 ـ وفي حديثٍ آخر عن هذا الإمام العظيم يتحدّث فيه عن آثار الغفلة المخربة ونتائجها المدمرة في حياة الإنسان ويقول : «بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغَفْلَةِ وَالغِرَّةِ» ([9]).

10 ـ وقد ورد في الروايات الإسلامية عن حالات عيسى ابن مريم أنه مرّ على قرية مات أهلها بسخط الله ، فأحيا عيسى بن مريم واحداً منهم وسأله عن أعمالهم. قال : عبادة الطاغوت وحبّ الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب» ([10]).

11 ـ ويقول أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) بالنسبة للآثار الاجتماعية لحالة الغفلة «مِنْ دَلائِلِ الدَولَةِ قِلَّةُ الْغَفْلَةِ» ([11]).

أجل فإنّ الغفلة وتجاهل الامور الاجتماعية ستفضي إلى ضياع الدولة.

12 ـ ونختم هذا البحث بحديثٍ عن أمير المؤمنين حيث يبين للناس مخاطر الغفلة ويحذرهم من سوء عاقبتها ويقول «اتَّقِ ايُّهَا السَّامِعُ مِنْ سَكْرَتِكَ وَاسْتَيْقِظْ مِنْ غَفْلَتِكَ ، وَاخْتَصِرْ مِنْ عَجَلَتِكَ» ([12]).

وطبقاً لهذا البيان الشامخ فإنّ السبب الأساس لشقاء الإنسان يكمن في ثلاث أشياء : سكر الشهوة ، الغفلة عن حقائق العالم ، العجلة في الامور ، حيث نجد أنّ الإمام أمير المؤمنين يحذر في هذا الكلام المختصر أفراد الإنسان من كلّ طائفة وقوم من هذه العناصر الثلاثة ليكونوا من أهل النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.

النتيجة :

وبالرغم من أنّ أكثر الناس يعيشون الغفلة عن نتائج حالة الغفلة ، ولكن أئمّة الدين كانوا يرون الفاجعة المترتبة على هذه الحالة المأساوية ، وبيّنوا للناس بعبارات مختلفة وخامة هذا المرض العضال كما تقدّم آنفاً في الأحاديث الشريفة ودعوا الناس إلى التدبر والتفكر.

والجدير بالذكر أنّ «الغفلة» لها مفهوم واسع وشامل ، أي أنّ هذه المفردة وهذا المفهوم يشمل موارد كثيرة منها الغفلة عن الله ، والغفلة عن يوم القيامة ، والغفلة عن كون الحياة الدنيا مهزوزة وغير مستقرة ، والغفلة عن الشيطان ووساوسه ، وبشكل عام فإنّ الغفلة تستوعب جميع الامور الّتي تتعلق بشكل أو بآخر بسعادة الإنسان في حركة الحياة.


[1] ارشاد القلوب ، ج 1 ، ص 214 ، طبع دار الفكر ـ بيروت.

[2] شرح غرر الحكم ، ج 1 ص 128.

[3] شرح غرر الحكم ، ج 7 ، ص 295.

[4] المصدر السابق ، ج 1 ، ص 369.

[5] شرح غرر الحكم ، ج 6 ، ص 227.

[6] بحار الأنوار ، ج 75 ، ص 190.

[7] نهج البلاغة ، الخطبة 64 و 7.

[8] نهج البلاغة ، الخطبة 108 و 5.

[9] شرح غرر الحكم ، ج 7 ، ص 296.

[10] سفينة البحار ، مادّة غفل.

[11] شرح غرر الحكم ، ج 7 ، ص 296.

[12] المصدر السابق ، ج 7 ، ص 296.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.