أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-22
800
التاريخ: 2024-07-03
636
التاريخ: 2024-05-20
1070
التاريخ: 2024-10-19
728
|
الكشف عن خبيئة «الدير البحري» الثانية: بينما كانت الحفائر قائمة على قدم وساق لتنظيف الطابق العلوي من معبد «الدير البحري» في شهر يناير سنة 1891 جاء «محمد أحمد عبد الرسول»، الذي أنبأ عن خبيئة «الدير البحري» الأولى التي كانت تحتوي على موميات الملوك والكهنة العظام إلى «المسيو جرييو» مدير مصلحة الآثار وقتئذ، وأخبره أنه يوجد بالقرب من مقبرة الملكة «نفرو» الواقعة في محيط معبد «الدير البحري» في سفح الجبل مكان بكر، وأنه لا بد من وجود مقبرة في هذه النقطة.
ولم يكد يسمع المسيو «جرييو» بذلك الخبر حتى بدأ العمل في المكان الذي أرشد عنه «محمد أحمد عبد الرسول»، حيث وُجدت بعض أحجار كبيرة بعد إزالة طبقة الرمل التي كانت تغطي هذه البقعة. وبعد رفع هذه الأحجار ظهرت رقعة مرصوفة (سدادة) تخفي تحتها فوهة بئر، وفي أسفل ذلك طبقة من اللبنات، ثم رقعة أخرى مرصوفة بالأحجار. وقد وجد أن البئر مملوءة بالرمل وبالأحجار وبقطع من الفخار. وبعد النزول فيها نحو ثمانية أمتار من تحت السدادة العليا وجد في الجدار الشمالي مدخل حجرة «مسدودة» بأغصان شجر وبقايا توابيت من الخشب وقطع الأحجار، ووجد في البئر نفسها طريق كاذبة مملوءة بجذوع الأشجار وقطع الحصير، وفي أسفل من ذلك وجد أن البئر كانت مملوءة بأحجار غليظة يتخللها الرمل. وأخيرًا على عمق أحد عشر مترًا وصل الحفارون إلى قعر البئر.
وفي الجدار الجنوبي ظهر ما يدل على وجود فتحة سدت كلية بجدار من اللبنات، وقد عملت فتحة في هذا الجدار أدَّت إلى ممرٍّ مكدس بالتوابيت الخشبية. وهنا يقول الأثري «دارسي»: إنه عند رؤية هذه التوابيت، تبادر إلى ذهني أنني أمام خبيئة تشبه التي عثر عليها «مسبرو» في هذه الجهة منذ عشرة أعوام مضت. وقد دل طراز التوابيت على أنه من فن الأسرة الواحدة والعشرين، وعلى ذلك فإن الخبيئتين تكونان من عهد واحد، غير أنه في الأخيرة ظهر أن الشخصيات التي في هذه الخبيئة الجديدة بدلًا من أن يكونوا ملوكًا وكهنة عظامًا، تبين أنهم كانوا مجرد كهنة عاديين، غير أنهم كانوا تابعين لعبادة الإله «آمون» أيضًا.
وقد وجد أن الممر ليس بواسع، إذ لم تكن مساحته أكثر من 1٫70 من الأمتار طولًا في 1٫90 منها عرضًا ومثلها ارتفاعًا. وقد حفر هذا الممر في الصلصال الصلب، وهو ينحدر أولًا انحدارًا خفيفًا ثم يتجه أفقيًّا نحو الجنوب. وقد كان هذا الممر ينزل في بادئ الأمر حوالي ثلاثة وتسعين مترًا ينتهي بعدها بحجرة تكاد تكون مربعة، وطول كل ضلع منها أربعة أمتار، وتوصل إلى حجرة أخرى أضيق منها. وعلى بعد 76٫2 مترًا من المدخل، وعلى مستوى أقل من مترين حفر فرع أفقي بالنسبة للممر العظيم متجهًا نحو الغرب، والسلالم التي فيه كانت أولًا بقدر اتساع الممر، وبعد ذلك أخذت تنقص إلى النصف، ثم تغير الاتجاه بعد «بسطة» مربعة. وبهذا الوضع قطعت الطبقة العليا شقين دون أن يتصل واحد منهما بالآخر.
وقد وجد أحد الكهنة الذين كانوا مكلفين بالحراسة أن أسهل طريقة للذهاب إلى قعر الممر أن يضع على «البسطة» غطاء أحد التوابيت مستعمِلًا إياه بمثابة سلم.
والممر الأسفل منحوت كله في الصخر، ويبلغ طوله 52٫40 مترًا، ويبلغ الطول الكلي للممرِّ الذي تحت الأرض 155 مترًا، أي عشرة أمتار أكثر من ممر مقبرة «سيتي الأول». وقد وجدت صناديق موميات مكدسة في كل أجزاء هذا المدفن الأرضي. فبالقرب من المدخل المؤدِّي إلى مكان الدفن كانت الموميات موضوعة بغير نظام، إذ كانت طريق المرور في مكانين مسدودة تمامًا، فقد وجد فيها ثلاثة توابيت في مواجهة الطريق، وكدس فوقها توابيت أخرى، وقد كان من الضروري أن يزحف الإنسان على بطنه تفاديًا لهذه العقبات التي كانت تعترضه في طريقه. وبعد ذلك بمسافة وجدت التوابيت موزعة في صف مزدوج على طول الجدران تاركة طريقًا في الوسط، وكانت رءوس التوابيت دائمًا متجهة عادة نحو البئر، وكانت توجد مع هذه التوابيت بعض الصناديق التي تحتوي على التماثيل المجيبة، «أوزيرا» التي تحتوي على ورق بردي، والصناديق التي فيها أواني الأحشاء، وكان منشورًا على رقعة الممر فواكه وأزهار وتماثيل جنازية من التي وقعت من الصناديق المكسورة.
والحجرات الداخلية التي في قعر الممر كانت مفعمة بالتوابيت والآثار؛ لدرجة أن الإنسان بدأ يتساءل: كيف أمكن هؤلاء القوم إدخال كل هذه التوابيت، مع العلم بأن هذا كان — على وجه خاص — أكبر كنز عُثر عليه من هذا القبيل؟
وقد لاحظ الكاشف في التوابيت التي كانت مزخرفة زخرفة ثمينة أن الأوجه والأيدي كانت مغطاة بورق من الذهب، وأن هذه الأوراق قد انتزعت منها. ومن المحتمل إذن أن نفس اللصوص الذين نهبوا توابيت ملوك الفراعنة قد نهبوا توابيت كهنة «آمون»، وعلى ذلك فإن هذه التوابيت لم يسرقها اللصوص الأحداث؛ بل سرقها اللصوص القدامى.
ويلاحظ أن معظم التوابيت كانت مزدوجة، وكان التابوت الداخلي هو المغلق، وأن الدسر التي كانت لازمة لتثبيت الغطاء في التابوت لم تُدق. والظاهر أن المقصود من ذلك تيسير نزول التابوت في البئر، وكان يُدلى كل تابوت على حدة، ولم يُعِر الكهنة اهتمامهم بدَقِّ دُسُر التابوت الثاني بعد إنزاله، وقد كان أمر حراسة هذه التوابيت موكلًا إلى خفراء الآثار بالقرنة، وإلى بحارة سفينة مصلحة الآثار والكاشف نفسه.
وقد بدأ إخراج الآثار في الخامس من فبراير، وقد دون الكاشف هذه التوابيت بأرقام استعملها المؤرخون مراعاة للاختصار عند التحدث عن هذه الموميات ومحتوياتها. وقد نُظفت الحجرة العلوية ولم يوجد فيها إلا بعض بقايا تابوت من عهد الأسرة التاسعة عشرة، والمفروض أن هذه البئر قد حفرت في هذا العهد. وقد استفاد منها الخلف فعمقوها ونقروا الدهليز الذي يؤدي إلى حجرة كان مصيرها لأسرة الكاهن الأكبر «منخبر رع»، ولكن بعد ذلك تغيرت الفكرة وأصبح هذا المدفن الذي تحت الأرض، بعد أن كبر، مأوى لأعضاء كهنة «آمون» بدون تمييز؛ وهؤلاء هم الذين لم يكن لديهم موارد لإعداد قبر خاص لكل أولئك الذين رغبوا في حماية مومياتهم من سطو اللصوص الذين كانوا يعيشون في المقابر فسادًا طلبًا للثروة.
ويتلخص ما استخرج من هذه الخبيئة فيما يأتي:
(1) 153 تابوتًا منها عشرة ومائة تابوت مزدوج واثنان وخمسون منفردًا.
(2) عشرة ومائة صندوق من التماثيل الجنازية.
(3) سبعة وسبعون تمثالًا «أوزيري» الشكل من الخشب معظمها مجوف ويحتوي على بردي.
(4) ثمانية لوحات من الخشب.
(5) تمثالان من الخشب (إزيس ونفتيس).
(6) ست عشرة آنية أحشاء.
(7) خشب سرير واحد.
(8) عشر سلات من البوص.
(9) خمس سلات مستديرة من سيقان البوص مجدولة.
(10) مروحتان.
(11) خمسة أزواج من الأخفاف.
(12) أحد عشر مقطفًا من المأكولات (لحمة وفاكهة … إلخ).
(13) ستة مقاطف من الفاكهة والأكاليل.
(14) خمسة أوانٍ كبيرة.
(15) خمسة صناديق فخار.
(16) صندوق (يد) ولحى من الخشب مفصولة من التوابيت، ولم يُكشف عن أي متن لا في البئر ولا على جدران المخبأ السفلي، وقد وُجد في هذا المكان كوَّات مساحة الواحدة متر ونصف متر، وارتفاعها على قدر ارتفاع مصباح. وقد وجدت مادة بيضاء تشبه الشمع سائلة على طول الجدران، وبالتحليل الكيمائي أمكن معرفة المادة التي كان يستعملها المصريون للإضاءة في هذه المقابر السفلية. وعند دخول هذه الممرَّات التي كانت مسدودة منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة كانت الحرارة خانقة؛ غير أنه لم يتصاعد منها رائحة كريهة. وقد أثر تغيير الجو في سطح التوابيت؛ إذ أخذ الجبس الذي عليها يتفكك. وقد وصلت هذه التوابيت إلى متحف القاهرة في أوائل مايو، ولم تُعرض إلا في شتاء سنة 1892، وكان قد فحصها الدكتور «فوكيه» من قبل وكتب عنها تقريرًا (A. S. Vol. I. p. 14. ff).
وقد كُتب على لفائف موميات هؤلاء الكهنة بعض حقائق تاريخية، نعرف منها أن «منخبر رع» قد خلف في رياسة كهانة «آمون» آخر يدعى «نسبا نبدد»، الذي عرفنا من منشور الكرنك أنه ابن «منخبر رع» (راجع Rev. Archeol. P. 28 Térage à Part 9, 10).
وقد خلف «نسبا نبدد» هذا ابنًا آخر «لمنخبر رع» يدعى «بينوزم الثاني» في رياسة كرسي الكهانة «لآمون»، وذلك في عهد ملك «تانيس» (أمنمأبت)، ويحتمل أن ذلك قبل السنة الثانية والعشرين كما تبرهن على ذلك السجلات التالية. وقد كانا يقومان بإدارة الملك له في «طيبة» حتى السنة العاشرة من عهد الملك «سيآمون».
|
|
أكبر مسؤول طبي بريطاني: لهذا السبب يعيش الأطفال حياة أقصر
|
|
|
|
|
طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية: تطبيق حقيبة المؤمن حقق أكثر من 100 مليون تحميل في 59 دولة
|
|
|