تعددت النظريات التي حاولت تفسير نشأة الأرض على الرغم من عدم وجود نظرية متكاملة تفسر كيفية نشأتها، وفيما يأتي عرض موجز لعدد من هذه النظريات: -

1- النظرية السديمية:

تقدم بهذه النظرية العالم الفرنسي لابلاس عام 1796م ، وتتلخص هذه النظرية في ان المجموعة الشمسية كانت عبارة عن كتلة هائلة من الغازات المتوهجة تدور حول نفسها بعكس اتجاه عقرب الساعة ، واخذت هذه الكتلة السديمية تتقلص بسبب فقدان الحرارة فانكمش حجمها وزادت سرعة دورانها وانبعجت عند المنطقة الاستوائية وتفلطحت عند القطبين ، ونتيجة للقوة الطاردة عن المركز والدوران السريع انفصلت من السديم كتل غازية على شكل اقراص اخذت تدور حول نفسها وحول السديم في نفس الوقت وفي نفس الاتجاه للسديم الاصلي، ثم ما لبثت هذه الكتل الغازية ان اخذت تفقد حرارتها وتصلبت اجزاؤها الخارجية فانكمشت وتجمعت مادتها وكونت اجساماً كروية هي الكواكب السيارة ، وقد وجهت انتقادات كثيرة الى هذه النظرية اثبتت عدم صحتها ومن أبرز هذه الانتقادات ما يأتي : ـ 

أ- افترض لابلاس أن حركة السديم اصبحت سريعة جداً بعد فقدانه للحرارة وانكمشت مادته وتقلص حجمه، فلو كانت هذه الفرضية صحيحة لكانت حركة الشمس حول نفسها سريعة ايضاً ولكن الحقيقة عكس ذلك.

ب ـ لا يمكن الاثبات بصورة علمية بانفصال الكتل الغازية من السحابة على شكل حلقات ومن ثم تحول هذه الحلقات الى كواكب كروية الشكل.

ج- افترضت هذه النظرية أن حرارة الأرض تتناقص باستمرار ولكن الحقائق العلمية اثبتت عدم ذلك.

2- نظرية الكويكبات :

تقدم بهذه النظرية العالمان الامريكيان تشمبرلن ومولتن، وافترضا أن الشمس موجودة في الأصل على شكل غازات وفي حركة دائمة وتندلع منها السنة من الغازات المتوهجة ، وقد مر بالقرب منها نجم أكبر منها حجماً، مما نجم عن قوة جاذبيته حدوث بروز من سطح الشمس المقابل له وبسبب جاذبية النجم القوية، فضلاً عن الانفجارات الشمسية داخل الشمس وبزيادة اقتراب النجم منها انفصلت اجزاء من ذلك البروز الشمسي وتناثرت في الفضاء ثم تجمعت مكونة الكواكب السيارة ومنها الأرض، وافترض العالمان ان الأرض بردت بسرعة بعد انفصالها عن الشمس ثم اجتذبت العديد من الكويكبات خلال ملايين السنين مما ادى الى زيادة حجمها وقوة جاذبيتها وقد وجهت انتقادات لهذه النظرية منها ما يأتي:-

أ- لم تعط تفسير عن سبب وجود جميع الكواكب السيارة في مستوى واحد.

ب ـ لم توضح النظرية تفسير الخصائص المعدنية التي تتكون منها الأرض وسبب زيادة كثافة موادها كلما تعمقنا نحو المركز.

3- نظرية فيسنكوف :

تقدم بهذه النظرية العالم فيسنكوف عام 1945م ، وترى هذه النظرية ان نشأة الأرض مرت بمراحل عديدة منذ بدء تكوينها حتى بردت وهذه المراحل هي :

أ- انفصلت الأرض من الشمس على هيئة حلقة من السديم تجمعت فيها دقائق الغبار والغازات مكونة كتلة صلبة لا يوجد حولها غلاف غازي.

ب ـ ارتفعت درجة حرارة الحلقة السديمية مما ادى الى انفصالها واعادة ترتيب مكوناتها حسب الكثافة النوعية للمواد فالأكثر كثافة الى الداخل والأخف الى الخارج  وقد برز من هذا المكون الخفيف غازات وابخرة احاطت بكوكب الأرض مكونة غلافاً غازياً يحتوي على نسبة ضئيلة من بخار الماء.

ج ـ بردت الأرض وتكاثف بخار الماء على هيئة سحب وهطل المطر على سطحها وبعد ذلك برز اليابس الأرضي على هيئة جزر بركانية متباعدة ثم تقاربت بفعل عوامل النحت والتعرية وانتظمت مواد القشرة الأرضية وظهرت مختلف الصخور.

د ـ قدرت هذه النظرية تاريخ الكون بحوالي 20 بليون عام وتعود نشأت الشمس الى 16 بليون عام والأرض الى حوالي 6,4 بليون عام ، واما تاريخ المياه على الأرض فهو حديث نسبياً لا يزيد عن 2 بليون عام.

هـ - تأثرت الأرض بعد ذلك بقوى عديدة ادت الى تمزقها ونتج عن ذلك القارات والمحيطات والتضاريس المختلفة.

4 ـ نظرية الانفجارات النووية:

اقترح هذه النظرية العالم الفلكي جورج لاميتر عام 1931 وايدها العالم الروسي جورج جامو عام 1946م ، وافترضت ان قسماً من الفضاء الكوني كان يقع بين مدار الأرض حول الشمس يتألف من غازات كثيفة وبمرورالزمن اتحدت ذرات تلك الغازات مع بعضها وكونت الخلايا النووية، وقد صاحب تكوين تلك الخلايا انفجارات عظمى ادت الى تناثر الأجزاء الكونية في محيط أكبر حجماً من المحيط الذي كانت تشغله الغازات من قبل وبعد عملية الانفجارات النووية بدأت تتكثف الغازات من جديد وتولدت كواكب جديدة في الفضاء الخارجي ومن بينها كوكب الأرض.