المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دوافع طول الأمل وأسبابه  
  
139   02:17 صباحاً   التاريخ: 2024-12-14
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص118-120
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / البخل والحرص والخوف وطول الامل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2016 2019
التاريخ: 26-2-2021 2504
التاريخ: 22-9-2016 2735
التاريخ: 2024-12-15 87

إن العمدة في دوافع طول الأمل هو الجهل وعدم الإطلاع على حال الدنيا وما فيها من التغيرات والابتلاءات وعناصر التضاد في حركة الحياة ، وكذلك الجهل بقدرة الله ولطفه وثوابه العظيم في الآخرة ، فمجموع هذه الجهالات تدفع الإنسان إلى منزلقات طول الأمل والتمنيات العريضة.

وتوضيح ذلك : إن الإنسان وبسبب جهله بنفسه وعدم الإلتفات إلى هذه الحقيقة وهي أنّه قد يحين أجله في كلّ لحظة ويرحل عن هذه الدنيا ، فقد تعترض جلطة من الدم في شرايين قلبه أو دماغه فيُصاب بالسكتة القلبية أو الدماغية أو يُصاب بزلزلة أو حريق أو حادثة سيارة وأمثال ذلك ممّا يُنهي حياته الدنيوية ، نعم وبسبب جهله بهذه الامور فإنه يتورط في شراك الآمال والتمنيات البعيدة ويحسب أنّ عمره طويلٌ جداً ثمّ يحيط نفسه بطائفه من التصورات الواهية والآمال البعيدة الّتي لا تسمح له أن يفكر بالواقع وبالحقائق المحيطة حوله في واقع الحياة.

وهكذا بالنسبة إلى جهله بحال الدنيا وعدم وفائها لا بالصغير ولا بالكبير ، ولا بالشاب ولا بالشيخ ، فنرى أحياناً أنّ مئات الصبيان يموتون قبل أن يموت شيخ واحد ، واخرى قبل أن يموت المريض بالسرطان يموت عشرات الأشخاص السالمين. وأحياناً تجر السلاطين إلى أن يعيشوا الذلّة والمهانة ويستبدلوا عروشهم وقصورهم بزنزانات السجن ، وقد يصبح الثري الغارق في النعمة بين عشية وضحاها فقيراً معدِماً لا يجد عشاء يومه ، أجل فالجهل بهذه الامور من شأنه أن يوقع الإنسان في دوامة طول الأمل.

وهنا يقول سلمان الفارسي التلميذ الكبير لمدرسة الوحي : «ثَلَاثٌ اعْجَبَتْنِي حَتَّى اضْحَكَتْنِي : مُؤَمِّلُ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلِبُهُ ، وَغَافِلٌ لَيْسَ بَمَغْفُولٍ عَنْهُ ، وَضَاحِكٌ بمل فِيهِ لَا يَدْرِي أَسَاخِطٌ رَبُّ الْعَالَمِينَ عَلَيْهِ امْ رَاضٍ عَنْهُ» ([1]).

وفي الروايات الإسلامية اشارات واضحة على هذا المعنى حيث يقول أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) : «مَنْ ايْقَنَ انَّهُ يُفَارِقُ الْاحْبَابَ وَيَسْكُنُ التُّرَابَ وَيُوَاجِهُ الْحِسَابَ وَيَسْتَغْنِي عَمَّا خَلَّفَ ، ويَفْتَقِرُ الَى مَا قَدَّمَ كَانَ حَرِيّاً بِقَصْرِ الْامَلِ وَطُولِ الْعَمَلِ» ([2]).

وجاء في حديث آخر عن هذا الإمام أيضاً : «اتَّقُوا خِدَاعَ الْآمَالِ ، فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلِ يَوْمٍ لَمْ يُدْرِكْهُ ، وَبَانِي بَنَاءٍ لَمْ يَسْكُنْهُ ، وَجَامِعِ مَالٍ لَمْ يَأْكُلْهُ» ([3]).

وأحياناً يكون الجهل بالآخرة والثواب العظيم الخالد الّذي أعدّه الله للمؤمنين سبباً في أن يتصور الإنسان الخلود لهذه الحياة الدنيا ويغرق في الأوهام والتمنيات والآمال الدنيوية وأحياناً يتسبب جهله بالسعادة الكامنة في الزهد والتحرر من أسر الشهوات والنوازع الدنيوية إلى أن يُحرق نفسه بنار طول الأمل.

وقد ورد في الحديث عن الإمام الباقر (عليه‌ السلام) قوله : «اسْتَجْلِبْ حَلَاوَةَ الزَّهَادَةِ بِقَصْرِ الْامَلِ» ([4]).

وأحياناً يغفل الإنسان عن قدرة الله تعالى وينسى هذه الحقيقة الحاسمة في واقع الحياة أو يكون جاهلاً بها ولا يعلم أنّ الله تعالى ومنذ انعقاد نطفته في رحم امّه فإنه بعين الله ومحطُّ عنايته ورعايته في كلّ اموره في حين انه كان يعيش الضعف بمنتهاه ولا تصل إليه يد أحد من الناس لتُعينه وتوصل إليه رزقه في ظلمات الرحم ، وتستمر عناية الله به إلى آخر حياته ، وكذلك حال أولاده إذا كانوا يسيرون في خط الإيمان والصلاح فإنّ الله تعالى لا يتركهم لوحدهم ، وإن كانوا من أعداء الله فلا مسوّغ لأن يتعب الإنسان نفسه في سبيلهم وخدمتهم.

أجل فإنّ الجهل بهذه الامور يؤدي بالإنسان إلى أن يُسجّل اسمه في دائرة (التأمين على الحياة له ولأبنائه) وهكذا يتورط بمصيدة طول الأمل.

إن جميع حالات الجهل هذه (جهل الإنسان بنفسه ، جهله بالدنيا ، جهله بقدرة الله تعالى، جهله بالآخرة ونعيمها الخالد) يتسبب في أن يعيش الإنسان الحيرة والضياع في صحراء الحياة المحرقة أسير الآمال والتمنيات العريضة.


[1] المحجّة البيضاء ، ج 8 ، ص 246.

[2] بحار الأنوار ، ج 70 ، ص 167.

[3] تصنيف غرر الحكم ، ص 313.

[4] تحف العقول ، ص 207.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.