أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-18
110
التاريخ: 8-12-2015
15701
التاريخ: 24-09-2014
17774
التاريخ: 24-09-2014
18065
|
هل النار مختصة بالكافرين ام تشمل غيرهم؟
قال تعالى : {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [آل عمران : 131، 132].
قال الشيخ الطوسي : فإن قيل كيف قال : وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وعندكم يجوز أن يدخلها الفساق أيضا . وعند المعتزلة كلهم يدخلها الفساق قطعا . وهلا قال ؛ أعدت للجميع ؟ قلنا : أما على ما نذهب إليه ، ففائدة ذلك أعلامنا أنها أعدت للكافرين قطعا . وذلك غير حاصل في الفساق ، لأنا نجوز العفو عنهم . ومن قال أعدت للفساق قال أضيفت إلى الكافرين ، لأنهم أحق بها . وإن كان الجميع يستحقونها ، لأن الكفر أعظم المعاصي فأعدت النار للكافرين . ويكون غيرهم من الفساق تبعا لهم في دخولها .
فإن قيل : فعلى هذا هل يجوز أن يقال : إن النار أعدت لغير الكافرين من الفاسقين ؟
قلنا عن ذلك أجوبة :
1 - قال الحسن : يجوز ذلك ، لأنه من الخاص الذي معه دلالة على العام ، كما قال : {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران : 106] وليس كل من دخل النار كفر بعد إيمانه . ومثله قوله ؛ {أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} [الملك : 8]
وليس كل الكفار يقول ذلك . ومنه قوله : {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء : 94 - 98] وليس كل الكفار سووا لشياطين برب العالمين .
2 - أنه لا يقال أعدت لغيرهم من الفاسقين ، لأن إعدادها للكافرين من حيث كان عقابهم هو المعتمد وعقاب الآخرين له تبع ، كما قال : {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران : 133] ولا خلاف أنه يدخلها الأطفال والمجانين إلا أنهم تبع للمتقين ، لأنه لولاهم لم يدخلوها . ولا يقال : إن الجنة أعدت لغير المتقين .
3 - أن تكون هذه النار نارا مخصوصة فيها الكفار خاصة دون الفساق وإن كان هناك نار أخرى يدخلها الفساق ، كما قال : {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15، 16] وكما قال : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } [النساء: 145] .
واستدل بهذه الآية على أن الربا كبيرة ، لأن تقديره {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ }أن يأكلوا الربا ، فيستحقونها ، والإجماع حاصل على أن الربا كبيرة ، فلا يحتاج إلى هذا التأويل ، لأن الآية يمكن أن يقول قائل : إنها بمعنى الزجر والتحذير عن الكفر ، فقط .
وقوله « أُعِدَّتْ » فالإعداد هو تقديم عمل الشيء لغيره مما هو متأخر عنه وقد قدم فعل النار ليصلاها الكفار . والإعداد والإيجاد والتهيئة والتقدمة متقاربة المعنى .
وقوله : « وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ » : أمر بالطاعة للّه ورسوله . والوجه في الأمر بالطاعة للّه ورسوله مع أن العقل دال عليه يحتمل أمرين :
1 - أن يكون ذلك تأكيدا لما في العقل ، كما وردت نظائره ، كقوله :
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى : 11] {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام : 103] وغير ذلك .
2 - لاتصاله بأمر الربا الذي لا تجب الطاعة فيه إلا بالسمع ، لأنه ليس مما يجب تحريمه عقلا كما يجب تحريم الظلم بالعقل .
فإن قيل : إذا كانت طاعة الرسول طاعة اللّه فما وجه التكرار ؟ قلنا عنه جوابان :
1 - المقصود بها طاعة الرسول فيما دعا إليه مع القصد لطاعة اللّه تعالى .
2 - ليعلم أن من أطاعه فيما دعا إليه كمن أطاع اللّه ، فيسارع إلى ذلك بأمر اللّه . والطاعة موافقة الإرادة الداعية إلى الفعل بطريق الرغبة ، والرهبة . ولذلك صح أن يجيب اللّه تعالى عبده ، وإن لم يصح منه أن يطيعه ، لأن الإجابة إنما هي موافقة الإرادة مع القصد إلى موافقتها على حد ما وقعت من المريد .
وقوله : لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يحتمل أمرين :
1 - لترحموا ، وقد بينا لذلك نظائر .
2 - أن معناه ينبغي للعباد أن يعملوا بطاعة اللّه على الرجاء للرحمة بدخول الجنة ، لئلا يزلوا فيستحقوا الإحباط والعقوبة أو يوقعوها على وجه لا يستحق به الثواب ، بل يستحق به العقاب ، وفيها معنى الشك ، لكنه للعباد دون اللّه تعالى .
النظم : وقيل في وجه اتصال هذه الآية بما قبلها قولان :
1 - لاتصال الأمر بالطاعة بالنهي عن أكل « الربا أضعافا مضاعفة » كأنه قال وأطيعوا اللّه فيما نهاكم عنه من أكل الربا ، وغيره لتكونوا على سبيل الهدى .
2 - قال ابن إسحاق : أنه معاتبة للذين عصوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، بما أمرهم به يوم أحد : من لزوم مراكزهم ، فخالفوا واشتغلوا بالغنيمة إلا طائفة منهم قتلوا . وكان ذلك سبب هزيمة أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم « 1 » .
_____________
( 1 ) البيان : ج 2 ، ص 588 - 590 .
------------------------------
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|