أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-29
886
التاريخ: 3-10-2016
2131
التاريخ: 2024-09-25
145
التاريخ: 2024-04-26
678
|
ونعود الآن إلى وصف أجزاء المعبد مبتدئين بالبوابة وقد غُطيت بالمناظر والنقوش التي تخلد أعمال الفرعون الحربية، فعلى جدار البرج الأيمن من جهة اليمين نشاهد الملك أمام الإله «آمون رع-حوراختي» قابضًا على طائفة من الأعداء من نواصيهم يضربهم بمقمع، في حين أن الإله الذي مُثل برأس صقر يقدم له سيفًا معقوفًا، ويقود له بحبل الأراضي التي استولى عليها، وقد مُثلت بالطريقة المألوفة وهي صور جدران مستديرة نُقش في وسطها أسماء البلدان المقهورة يعلوها الأعداء المغلولون، وتحت هذا المنظر نشاهد صفين آخرين من أسماء البلاد المغلوبة على أمرها، وفي الجهة اليسرى نرى بين قناتين حُفرتا لعمودي الأعلام منظرًا مشابهًا، ولكنه أصغر منه، وفي أسفله نُقش متن طويل يتحدث عن انتصارات «رعمسيس الثالث» في الحروب التي شنها على «لوبيا» في السنة الحادية عشرة من حكمه، وقد أوردناه فيما سبق. وفي الأسفل نشاهد الإله «آمون» جالسًا على اليسار، والإله «بتاح» واقفًا خلفه يكتب عدد سني حكم الملك على جريدة نخل، والملك راكعًا أمام «آمون» تحت الشجرة المقدسة يتسلم من الإله رموز الحكم الطويل مدلاة من جريدة نخل، وكذلك نشاهد الإله «تحوت» يكتب اسم الفرعون بين أوراق الشجرة، وبجانبه إلهة الكتابة، وبجانب الباب في أسفل لوحة مؤرخة بالسنة الثانية عشرة من حكم هذا الفرعون، تحدثنا عن «بركات بتاح» وهي تقليد للوحة التي أقامها «رعمسيس الثاني» في العام الخامس والثلاثين لنفس هذا الغرض في معبد «بوسمبل» (راجع جزء 6) ويُلاحَظ أن جدران البرج الأيسر قد نُقش عليها مناظر مشابهة للتي على البرج الأيمن.
وبعد ذلك نصل من الباب الأوسط المزينة جدرانه من الداخل ومن الخارج بنقوش تمثل الفرعون يتعبد للآلهة إلى الردهة الأولى وهي تؤلف مربعًا مساحته 115 قدمًا، وجانب البوابة الداخلي مُحلى بمناظر تمثل حملة «رعمسيس الثالث» على بلاد لوبيا، وإلى الجنوب نشاهد موقعة حربية يساعد فيها جنود الشردانا المصريين وهم مميزون بقبعاتهم المستديرة الشكل، والمزينة بقرون. وإلى الشمال نشاهد أسرى اللوبيين مسوقين أمام الملك، وعليهم نقوش مفسرة، والردهة يكنفها من اليمين ومن الشمال طرقات ذات عمد، وسقف الممر الذي على اليمين محمول على سبعة عمد مضلعة يرتكز عليها تماثيل ضخمة للملك في صورة «أوزير». أما الممر الذي على اليسار فسقفه محمول على ثمانية عمد بردية الشكل، والتيجان على هيئة غلاف الزهرة الخارجي. وهذه العمد الأخيرة خاصة بواجهة القصور الفرعونية التي أُقيمت في الجهة الجنوبية من المعبد، وتتصل بالردهة الأولى بوساطة ثلاث أبواب وشرفة كبيرة على هيئة نافذة، وعلى يمين وشمال هذه النافذة يُشاهد الفرعون واقفًا على طوار مقام من رءوس معادية وهم يقتلهم، وتحت النافذة نشاهد راقصين ومصارعين ومهرجين، وقد مُثلوا يرحبون بالفرعون عند ظهوره في النافذة مطلًّا عليهم، والفرح يغمرهم بدرجة لا حد لها. (راجع مصر القديمة الجزء السادس).
أما المناظر التي على جدران الطرق ذات العمد فقد مُثل عليها حروب «رعمسيس الثالث» وانتصاراته وأسراه، كما فصلنا القول في ذلك عند التحدث على حروبه، وفي نهاية ذلك نشاهد الفرعون في طريقه إلى عيد الإله «مين» يسير في ركابه حاملو المراوح.
والنقوش والمناظر المحفورة على البوابة الثانية أهم من المسابقة؛ فعلى البرج الأيمن نقش طويل سُجل فيه الانتصار الذي أحرزه الفرعون في السنة الثامنة من حكمه على الحلف الذي كونه أهل البحار عليه، وقد هددوا مصر من طريق البحر والبر من جهة «سوريا»، وعلى البرج الشمالي يُرى الفرعون وهو يقود أمام الإلهين «آمون» و«موت» ثلاثة صفوف من الأسرى يمثلون المقهورين في هذه الحملة، وهؤلاء كانوا محلقين رءوسهم ويلبسون قبعات غريبة محلاة بريش، وكانت ثيابهم المدببة محلاة بهدابات مما ميزهم عن المصريين، وتقول عنهم النقوش إنهم من قبائل «دننونا» و«برست» — الفلسطينيون.
ويؤدِّي مدخل البوابة الثانية المصنوع من الجرانيت — ويصل الإنسان إليه بمنحدر — إلى الردهة الثانية، ويبلغ عمقها حوالي 125 قدمًا وعرضها 138 قدمًا، وهذه الردهة كما قلنا كانت قد حُوِّلت إلى كنيسة في العهد المسيحي، وقد أزيلت بقاياها في العهد الحديث. وقد كانت بطبيعة الحال صورة مطابقة لردهة معبد «الرمسيوم» وحتى بعض رسوم السقف قد نُقل من هناك، غير أنها أكثر حفظًا في معبد مدينة «هابو». هذا ويُشاهد على كل الجهات الأربع لهذه الردهة طرقات ذات عمد. «والطرقتان» الشمالية والجنوبية محمولتان على عمد تيجانها برعومية الشكل، والشرقية عمدها مربعة، ويرتكز عليها تمثال يبرز الفرعون في صورة «أوزير» وفي الغربية طوار يشمل ثمانية عمد أوزيرية، أُقيمت في الأمام ومثلها في الخلف. وقد مُثل الملك على هذه العمد الأسطوانية والمضلعة وهو يقدم القربان للآلهة. والنقوش التي على الجدران الخلفية للطرقات ذات العمد توضح لنا حوادث في حياة «رعمسيس الثالث»؛ فبعضها يمثل أعيادًا عظيمة اشترك فيها الفرعون، وأخرى تصور لنا أعمال الفرعون الحربية، وما أظهره جنوده من شجاعة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|