المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Thomas George Cowling
14-11-2017
التراضي في عقد التأمين
28-4-2019
اجتماع الحكمين
9-4-2016
Starch gel electrophoresis
19-4-2016
انحرافات الوليد
10-04-2015
نسبية الزمن
24-7-2016


الميول الخاصة بالإنسان  
  
213   09:45 صباحاً   التاريخ: 2024-09-30
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 140 ــ 141
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-06 698
التاريخ: 26/11/2022 1410
التاريخ: 15/11/2022 1267
التاريخ: 13/11/2022 1271

من الميول القوية الموجودة في ضمير الإنسان حب الجاه، اكتساب العاطفة، الزعامة والرئاسة، لفت أنظار الآخرين والشهرة، القوة والقدرة، جمع المال والثروة، التدمير والتهاجم، وامنيات اخرى شبيهة لذلك. فعندما يشبع الإنسان ويقضي رغبته الجنسية، يبدأ نشاطه للحصول على الرغبات الأخرى، ويسعى جهده لتحقيق ذلك.

(يقول راسل: توجد اختلافات كثيرة بين الإنسان والحيوانات، بعضها يتعلق بالقوى العقلية وبعضها الآخر بالقوى الحسية. إن أحد أهم الإختلافات الأساسية بين الإنسان والحيوان هو أن الرغبات الإنسانية، خلافاً للرغبات الحيوانية، غير محدودة، ولا يمكن إشباعها تماماً. إن أفعى (البوا)، التي تهضم طعامها بواسطة انقباض العضلات الداخلية، تنام بعد تناولها الطعام، ولا تستيقظ حتى تشعر بالجوع مرة أخرى، وإذا كانت بقية الحيوانات لا تعيش كهذه الأفعى فلأن كيفية تناولها للطعام تختلف، أو أنها تخشى من أعدائها وبشكل عام فإن نشاط الحيوانات مصدره الحاجة الأولية لاستمرار الحياة، وتوليد النسل، وهذه النشاطات لا تتجاوز أبداً حدود إشباع احتياجاتها هذه. أما بالنسبة للإنسان فإن القضية تختلف، ولم يكن دافع الملك (خشايار) عند تحرك اسطوله - لقتال اليونانيين، حاجته للطعام أو اللباس أو الجنس. لا توجد حدود لتحقيق الانتصارات الخيالية في أحلام اليقظة. والأحلام الوهمية تحرك الإنسان لأن يفرط في نشاطه أكثر، رغم إشباع ميوله الأساسية.

إن آمال الإنسان ورغباته واسعة وغير محدودة، وربما حصل في حدود اللانهاية على الراحة والهدوء، حيث هناك تقنع الحيوانات بالعيش والتناسل، فتكون هناك نقطة بداية الآمال الإنسانية) (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ كتاب القدرة، ص 19. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.