المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28

Insulinoma
3-10-2018
قلوب الحجارة
2024-08-10
Direction of arrival of the radiation
14-7-2020
Shuffle
22-3-2021
العوامل البشرية المؤثرة في النقل- رأس المال
10/12/2022
مشايخ الثقات .
17-8-2016


التدبر في وصية الإمام علي (عليه السلام)  
  
140   11:21 صباحاً   التاريخ: 2024-09-28
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص172ــ175
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو من يتدبر بإمعان في تلك الوصية العظيمة التي خاطب بها أمير المؤمنين (عليه السلام) ولدة الإمام الحسين الشهيد المظلوم (عليه السلام)، فقد جاء

في كتاب تحف العقول قوله (عليه السلام) لولده (عليه السلام):

يا بني: أوصيك تقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحق في الرضى والغضب والقصد في الغنى والفقر وبالعدل على الصديق والعدو وبالعمل في النشاط والكسل والرضى عن الله في الشدة والرخاء.

أي بني ما شر بعده الجنة بشر ولا خير بعده النار بخير وكل نعيم دون الجنة محقور وكل بلاء دون النار عافية.

واعلم أي بني: أنه من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره، ومن تعرى من لباس التقوى لم يستتر بشيء من اللباس. ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته. ومن سل سيف البغي قتل به. ومن حفر بئراً لأخيه وقع فيها. ومن هتك حجاب غیره انكشفت عورات بيته، ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره. ومن كابد الأمور عطب. ومن اقتحم الغمرات غرق. ومن اعجب برأيه ضل. ومن استغنى بعقله زلَّ. ومن تكبر على الناس ذلَّ.

ومن خالط العلماء وقر. ومن خالط الأنذال حقر. ومن سفه على الناس شتم. ومن دخل مداخل السوء أتّهم. ومن مزح استخف به. ومن أكثر من شيء عرف به. ومن كثر كلامه كثر خطائه، ومن كثر خطاؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار.

أي بني: من نظر في عيوب الناس ورضي لنفسه بها فذاك الأحمق بعينه ومن تفكر اعتبر، ومن اعتبر اعتزل، ومن اعتزل سلم. ومن ترك الشهوات كان حرّاً. ومن ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس.

ـ أي بني: عزّ المؤمن غناه عن الناس. والقناعة مال لا ينفد. ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير. ومن علم أنَّ كلامه من عمله، قل کلامه إلا فيما ينفعه.

ـ أي بني العجب ممن يخاف العقاب فلم يقف؛ ورجا الثواب فلم يتب ويعمل.

ـ أي بني: الفكره تورث نوراً والغفلة ظلمة والجدال ضلالة. والسعيد من وعظ بغيره. والأدب خيرُ ميراث، وحسن الخلق خير قرين. ليس مع قطيعة الرحم نماء، ولا مع الفجور غنى.

ـ أي بني: العافية عشرة أجزاء تسعةٌ منها في الصمت إلا بذكر الله وواحد في ترك مجالسة السفهاء.

ـ أي بني: من تزيّا بمعاصي الله في المجالس أورثه الله ذلاً؛ ومن طلب العلم علم.

ـ أي بني: رأس العلم الرفق وآفته الخرق. ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب والعفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى. كثرة الزيارة تورث الملالة والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم. واعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله.

ـ أي بني: كم نظره جلبت حسرة. وكم من كلمة سلبت نعمة.

ـ أي بني: لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى. ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة. ولا لباس أجمل من العافية. ولا مال أذهب بالفاقة من الرضى بالقوت. ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة وتبوء خفض الدعة.

ـ أي بني: الحرص مفتاح التعب ومطية النصب وداع إلى التقحم من الذنوب والشرة جامع لمساوي العيوب وكفاك تأديباً لنفسك ما كرهته من غيرك. لأخيك عليك مثل الذي لك عليه. ومن تورط في الأمور بغير نظر في العواقب فقط تعرض للنوائب. التدبير قبل العمل يؤمنك الندم. من استقبل وجوه الأراء عرف مواقع الخطأ. الصبر جنةٌ من الفاقة. البخل جلباب المسكنة. الحرص علامة الفقر. وَصولٌ معدمٌ خيرٌ من جاف مكثر. لكل شيء قوتٌ وابن آدم قوت الموت.

ـ أي بني: لا تؤيس مذنباً، فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير، وكم من مقبلٍ على عمله مفسد في آخر عمره، صائر إلى النار، نعوذ بالله منها.

ـ أي بني: كم من عاص نجا، وكم من عامل هوى. من تحرى الصدق خفت عليه المؤن. في خلاف النفس رشدها. الساعات تنتقص الأعمار. ويلٌ للباغين من أحكم الحاكمين وعالم ضمير المضمرين.

ـ أي بني: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. في كل جرعةٌ شرقٌ وفي كل أكلة غصص. لن تنال نعمة إلا بفراق أُخرى. ما أقرب الراحة من النصب، والبؤس من النعيم، والموت من الحياة، والسقم من الصحة.

فطوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه وحبه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته وفعله وقوله. وبخَّ بخَّ لعالم عمل فجدَّ وخاف البيات فأعد واستعد، إن سئل نصح وإن ترك صمت، كلامه ثواب وسكوته من غير عي جواب. والويل لمن بلى بحرمان وخذلان وعصيان فأستحسن لنفسه ما يكرهه من غيره وأزرى على الناس بمثل ما يأتي.

ـ واعلم أي بني: إنه من لانت كلمته وجبت محبته، وفقك الله لرشده وجعلك من أهل طاعته بقدرته أنه جواد كريم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.