أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-09
786
التاريخ: 2024-04-26
687
التاريخ: 2024-09-01
366
التاريخ: 11-1-2017
1750
|
والظاهر أن موضوع زواج «رعمسيس الثاني» من ابنة ملك «خيتا» كان له أثر عظيم في نفوس الشعب المصري الذي لم يتعود أمثال تلك المناظر منذ عهد «أمنحتب الرابع»؛ مما جعل هذا الحادث ينتشر بينهم، وتتناقله الأجيال، وخلطوه بقصة زواج أخرى حدثت في عهد أسلافه خلال الأسرة الثامنة عشرة من أجنبية أيضًا؛ إذ الواقع أنه — كما ذكرنا من قبل — قد أرسل «دوشرتا» ملك «متني» إلى مصر الإلهة «عشتارت» إلهة «نينوي» في العام الخامس والثلاثين، أو السادس والثلاثين من زمن العاهل العظيم «أمنحتب الثالث» لتشفيه من سقامه (راجع ج5)، وكانت هذه الإلهة قد ذهبت إلى مصر في عهد جدِّ والد العاهل «دوشرتا»، وكذلك أرسل ملك «خيتا» يطلب إلى فرعونها الإله «خنسو» أن يشفي ابنته، وهي الأخت الصغرى للملكة «مات نفرو رع» زوج «رعمسيس الثاني»، وقد أجاب «رعمسيس» رغبة ملك «خيتا»، ولكن على الرغم من أن هذا الحادث لم يدوَّن في وثائق هذا العهد فإنه قد بقي تتناوله الألسن حتى صبح ضمن أساطير القوم وقتئذ. وبعد مضي ما يقرب من تسعة قرون على هذا الحادث؛ أي في العهد الفارسي. أراد كهنة الإله «خنسو» أن يعظموا من شأن إلههم، ويرفعوا مكانته الطيبة في أعين الشعب المصري الذي كانت الخرافات قد طغت عليه بدرجة عظيمة، وبخاصة في عهود الانحلال، كما يقول الأستاذ «إرمان»: فوضعوا لذلك قصة بلغة عتيقة بقدر ما سمحت لهم معلوماتهم؛ ليوهموا الشعب أنها وصلت إليهم باللغة القديمة نقشوها على لوحة من الحجر، وهي مصدرنا الوحيد (1). وقد درس الأثري «بوزنر» هذه اللوحة، وبعد بحث طويل يقترح أن هذه اللوحة قد كتبها الكهنة قاصدين إظهار ما كان لمصر من عظمة وقوة سلطان في الأزمان السالفة، وأنها كانت سيدة بلاد الفرس (بكتريان = «بختان») التي كانت تحكم مصر في ذلك العهد؛ وبذلك أيقظوا العزة القومية في نفوس الشعب المصري، وذكروهم بماضيهم المجيد (راجع B. I. F. A. O. Vol. 34 p. 75 ff.) على الرغم من حكم الفرس لهم، وفي اعتقادي أن هذا هو الرأي الصواب؛ لأن المصري يعتز دائمًا بقوميته، وماضيه المجيد في كل أطوار حياته، وفي كل مناسبة. وقد عثر عليها في معبد صغير من العهد الإغريقي الروماني كان قائمًا بجوار معبد «خنسو» في الكرنك، وكان أول من عرف حقيقة هذه اللوحة هو الأستاذ «إرمان»؛ إذ وجد أن الملك الذي يتحدث عنه في اللوحة هو «رعمسيس الثاني» محبوب «آمون»، غير أن الكهنة، لجهلهم على ما يظهر، لما أرادوا أن يضعوا ألقاب «رعمسيس» الرسمية قبل اسمه كما جرت العادة، وضعوا ألقاب «تحتمس الرابع»، وهو أول من تزوج بأجنبية بدلًا منها، هذا بالإضافة إلى أنهم لم يكونوا على علم بالتاريخ يؤهلهم لحذف المتناقضات في القصة، فقد قالوا: إن المدة اللازمة لقطع المسافة ما بين «مصر» و«بختان»، وهي بلاد غير معروفة لنا تستغرق نحو سبعة عشر شهرًا، ويحتمل أنها ضمن بلاد فارس القديمة؛ ولذلك كتبوا اسم الأميرة «نفرو رع» بدلًا من «مات نفرو رع»، وهو الاسم الذي أطلقه «رعمسيس» على ابنة ملك «خيتا»، وكذلك جعلوا زواج «رعمسيس» من هذه الأميرة قبل العام الثالث والعشرين، والواقع أن الزواج حدث في السنة الرابعة والثلاثين، وهذه الأغلاط وغيرها تجعلنا على حذر من قبول ما جاء على لسان أولئك الكهنة في العصر المتأخر، وبخاصة «منيتون» الذي كان يعيش في هذا العهد عندما كُتبت هذه الأقصوصة وأمثالها. أما اللوحة نفسها كما حاكها خيال الكهنة فتتألف نقوشها من جزأين: الجزء الأعلى، ويشغل ربع مساحة اللوحة، عليه منظر يتألف من قاربين مقدسين للإله «خنسو»، ثم رسم على كلا جانبي اللوحة، ويحمل كلًّا منهما عدد من الكهنة، فالقارب الذي على اليمين يُسمى خنسو في طيبة «نفر حتب»، ويحرق له «رعمسيس الثاني» البخور، أما القارب الذي على اليسار فيسمى «خنسو» واضع الخطة في «طيبة» الإله العظيم، ضارب الأرواح الشريرة، وأمامه كاهنه يطلق البخور، والنقش المفسر التالي: اسم خادم الإله كاهن «خنسو واضع الخطة في طيبة»، هو «خنسو حات نترنب» (ومعنى الاسم خنسو: سيد كل الآلهة). أما الجزء الثاني من اللوحة فيشمل المتن التالي: وهو القصة كما رواها كهنة العهد الفارسي.
........................................
1- راجع: A. Z. (1883) p. 54; A Propos de La Stele de Bentresh, B. I. F. A. O., 34 (1933), p. 75; Hermann Die Agyptische Konigsnovelle, Leipziger Agyptologische Studien, Helft, 10 (1938) p. 56; Chroniqu D’Egypte No. 38 (Juillet) 1944 p. 214.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|