أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-29
792
التاريخ: 2023-10-30
1059
التاريخ: 2024-09-22
227
التاريخ: 2023-10-15
1008
|
ارتبطت عملية التبدل في جوهر العلاقات الاجتماعية التي عرفتها اوروبا خلال العصور الوسطى بجملة من العوامل امتد بعضها من القرن الثاني عشر حتى القرن الثامن عشر. وان اختلفت هذه العوامل بين مكان وآخر الا أنها في مجملها حطمت اقطاعية القرون الوسطى وما تفرّع عنها وما ارتبط بها من مؤسسات وايديولوجيات سياسية ودينية واقتصادية وأحلت مكانها مؤسسات بورجوازية تختلف عنها في هيكلها وبنيتها وغايتها. ومن أهم هذه العوامل : ترتب على ازدهار التجارة في اوروبا منذ القرن الثاني عشر استخدام النقد بشكل واسع. ومع ازدياد حاجة الاسياد الى النقود لشراء حاجياتهم التجارية والصناعية (توابل - نسيج - أسلحة - حرير - فراء - عطور ...) ومع انتقال السلطة الى الملوك واستغنائهم عن استخدام الجيوش الاقطاعية لقاء دفع ضرائب نقدية اخذ الأسياد ببيع اقنانهم واستبدالهم بعمال مأجورين. كما ادى انتعاش المدن وظهور الاسواق التجارية الى نزوح عدد كبير من الاقنان هرباً من جور الاسياد وطلباً لإيجاد وسيلة للعيش في أحضان الحرية. وهكذا اخذ الاقتصاد النقدي يحل تدريجياً محل الاقتصاد العيني عجل في انهيار الاسس التي قامت عليها الضيعة الاقطاعية التي تعتبر من اهم الاركان التي قام عليها النظام الاقطاعي.
- ادت الحروب الصليبية وما نتج عنها من اعباء مادية (تجنيد المرتزقة وتقديم الاسلحة واجور النقل البحري (ونقص هائل في اعداد الاقنان الى اضعاف الاقطاعيين، خاصة الذين لاقوا الهزيمة الحربية منهم في الشرق وعادوا الى اوروبا لينهضوا باقطاعتهم من جديد.
- ساهمت حركة الكشوف الجغرافية في انتعاش البورجوازية التجارية من جراء استثمار الشعوب واتساع حركة التجارة العالمية. كما أدت ايضاً الى تفكك الاقتصاد الطبيعي وقيام الانتاج الرأسمالي نظراً لتدفق الذهب والفضة على أوروبا وتوفر النقد المتداول. وكان للقوة والنفوذ العظيمين اللذين تمتعت بها هذه الفئة من جراء تراكم الأرباح في ايديها وسيطرتها على المقاليد الاقتصادية ان بدأت تتطلع الى الحكم لحماية مصالحها التجارية فيما وراء البحار وفي قلب اوروبا فساندت الحكومات الاستبدادية في تدعيم نفوذها على حساب الارستقراطية كما حصلت على تأييد الطبقة الثالثة لها واحتكرت تمثيلها في البرلمانات والمجالس بفضل نفوذها المادي وبراعتها الكلامية.
- أدى التطور الصناعي واشتداد الطلب على الصناعات في الاسواق العالمية الى الانتقال من الانتاج الحرفي البسيط الى الانتاج الضخم لتلبية حاجات السوق من السلع وهكذا تطورت العلاقات السلعية فأصبح المنتج الصغير مرتبطاً بالتاجر بدل الاقطاعي، مما أضعف سلطة هؤلاء تدريجياً.
- برزت مع الملوك الاقوياء ظاهرة تدعيم السلطة المركزية في الدول التي اخذت تجنح نحو تثبيت سيادتها وحدودها القومية. فاخذ الملوك بالاستغناء عن جيوش الاقطاع واستخدام الجيوش النظامية لضربهم، وتجريدهم ايضاً من السلطات القضائية بإقامة محاكم ملكية بدل محاكمهم. ولما كان من مصلحة البورجوازية تحطيم الحواجز الاقتصادية التي اوجدها الاقطاع واقامة توازن سياسي في القضاء على الامتيازات التي يتمتع بها النبلاء دونهم، وفك ارتباط الاقنان بالأرض لكونه يمدهم باليد العاملة الرخيصة، فقد تحالفت هذه الفئة مع الملوك وقدمت لهم كل العون والمساندة المالية والدعم السياسي بأقلام فلاسفتها وصالوناتها. واتخذ نضال البورجوازية ضد الارستقراطية الاقطاعية طيلة عصر النهضة عدة اشكال ثورية ظهرت في الثورات الفلاحية التي قامت في انكلترا وفرنسا والمانيا وروسيا وفي حركة الاصلاح البروتستانتي واخيراً في ثورة 1789 الفرنسية التي كنست بقايا الاقطاع في فرنسا وزعزعت كيانه في جميع اقطار دول اوروبا (1).
.........................................
1- من الكتب المهمة التي تناولت موضوع الانتقال من الاقطاع الى الرأسمالية . هي المناظرة التي اشترك فيها مجموعة من المؤرخين وترجمت الى العربية تحت هذا الاسم ترجمة عصام الخفاجي دار ابن خلدون بيروت 1979.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|