أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-22
792
التاريخ: 2024-05-24
751
التاريخ: 11-1-2017
3838
التاريخ: 2024-03-03
777
|
يدل ما خلفه لنا هذا الفرعون في «الكرنك» على مقدار طموحه، وطول باعه في فن العمائر، وأعني بذلك؛ قاعة العمد الضخمة القائمة إلى الآن في معبد الكرنك، وهذه القاعة الفخمة تُعد بحق أكبر قاعة في عمائر مصر كلها، ويبلغ طولها نحو سبعين ومائة قدم، وعرضها نحو ثمانية وثلاثين وثلاثمائة قدم، ومجموع مساحتها حوالي ستة آلاف ياردة مربعة، نظمت عمدها ستة عشر صفًّا، يمتاز الصفان اللذان يتوسطانها بارتفاعهما عن الصفوف الأخرى، ولعمدهما تيجان على هيئة زهرة البردي المُفتحة، ويبلغ أعلى هذه العمد النباتية الشكل، الشاهقة الطول نحو تسع وستين قدمًا، أما تاج كل منها فيبلغ ارتفاعه نحو إحدى عشرة قدمًا، ومحور ساق كل عمود حوالي إحدى عشرة قدمًا وثلاثة أرباع القدم، أما محيط العمود فيبلغ حوالي ثلاث وثلاثين قدمًا، ويمكن للإنسان أن يتصور ضخامة هذه العمد عندما يعلم أنه يلزم لقياس محيط الواحد منها ستة رجال واقفين ناشرين أذرعتهم حوله. أما سائر العمد الأخرى غير ما ذكرنا فيبلغ ارتفاع كل منها اثنتين وأربعين قدمًا ونصف قدم، ومحيطه نحو سبع وعشرين قدمًا ونصف قدم، وهذه القاعة الجميلة الأخاذة قد أقيم أمامها بوابة تُعرف الآن بالبوابة الثانية، يشاهد على كل من جانبيها أربع قنوات محفورة، كان مثبتًا فيها عمد أعلام ترفرف في أعلاها أيام الأعياد والأحفال الرسمية. وطبعي أن إنجاز مثل هذا العمل الضخم لا يتسع له عمر ملك كان قد بلغ من العمر أرذله؛ ولذلك ترك إتمامه لابنه ثم حفيده من بعده. وإذا أردنا أن نفهم مقدار العمل الذي أنجزه «رعمسيس الأول» في قاعة العمد هذه فلا بد لنا أن نتصور هذا الجزء من معبد الكرنك كما كان عليه عند نهاية حكم الفرعون «حور محب» الذي يُعد المؤسس الأول للبوابة الثانية، وقد كانت وقتئذ تعد جزءًا خارجيًّا بالنسبة لمعبد الكرنك، وكانت هذه البوابة مزينة بنقوش غائرة كما كانت العادة في مثل هذه المباني، وكانت متصلة بالبوابة الثالثة التي أقامها «أمنحتب الثالث» بصفين من العمد الضخمة كما كان يكنفها جدران، فتألفت بذلك قاعة عمد ضيقة طويلة، ويظن البعض أن هذا البناء كان تقليدًا لقاعة العمد العظيمة التي أقامها «أمنحتب الثالث» في معبد الأقصر،(1) ويعد اتخاذ «حور محب» هذا التصميم في معبد الكرنك دليلًا آخر على أن هذا الفرعون كان يريد منافسة أعمال سلفه العظيم في فن العمارة، ويدل تزيين البوابة الثانية بنقوش غائرة على يد «حور محب» — وهو طراز كان يستعمل عادة في الزينة الخارجية — على أن «حور محب» لم يكن له دخل في تغيير التصميم العام (2)؛ ولذلك يجب أن يُنسب للفرعون «رعمسيس الأول«. ومن المدهش إذن أن ترى رجلًا قد أثقلته السنون يقدم على القيام بمشروع ضخم مثل هذا مع أنه لم يكن قد بدأ بعد إقامة معبده الجنازي، ويظن الأثري «كيث سيلي» أن «رعمسيس الأول» ربما كان مدينًا بعرشه إلى مساعدة كهنة الإله «آمون»، وأنه قد شرع في إقامة أضخم قاعدة عمد في مصر وفاءً للدين الذي يثقل كاهله، وفي الوقت نفسه ليوطد أركان أسرته الجديدة التي لم يكن لها من المبررات الشرعية ما يخولها تسنم عرش مصر كما أسلفنا، ومهما تكن مقاصد «رعمسيس الأول» فإنه لم يعِش طويلًا ليرى مشروعه العظيم منفَّذًا، بل لم يمتد أجله حتى يرى اسمه منقوشًا على جدران هذه القاعة العظيمة التي بدأها.
...............................................
1- راجع: Seele; Coregency p. 2. Note. 8.
2- ويلاحظ أن هذه النقوش قد كشطت فيما بعد في كل مكان يمكن رؤيتها فيه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|