المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



من آداب عصر الغيبة: الشوق والحنين اليه  
  
463   02:06 صباحاً   التاريخ: 2024-07-02
المؤلف : الشيخ حسين كوراني
الكتاب أو المصدر : آداب عصر الغيبة
الجزء والصفحة : ص59-56
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى /

« قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين » . التوبة - 24

إن الحب حق لله تعالى لا يشاركه فيه على وجه الاستقلال أحد . . .

ومن حب الله تعالى يتفرع حب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام .

« قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى »

الشورى - 23

والمسيرة التوحيدية المباركة حافلة بالنماذج الراقية لحب الله تعالى . . .

وتاريخ الإسلام حافل أيضاً بذلك وبنماذج مشرقة لحب المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم . . .

وحيث أن المهدي المنتظر هو القائد الإلهي العظيم الذي يصلي خلفه نبي الله عيسى عليه السلام وهو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . . .

وحيث أن له الفضل علينا ما يشير إليه من بعيد فضل الشمس علينا . . .

فمن الطبيعي جداً أن يعمر قلوبنا الشوق والحنين إليه . . . صلوات الله عليه . . .

فنردد بلسان الحال والمقال :

هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى . . . هل يتصل يومنا منك بعدة فنحظى . . .

متى نغاديك ونراوحك فنقر عيناً . . .

متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر . . .

ترى . . . أترانا نحف بك وأنت تؤم الملا . . . وقد ملأت الأرض عدلاً[1].

إنه ولي الله الأعظم في زمنه . . . .

ومن أحب الله أحب وليه . . . وبهذا أمرنا . . .

في حديث طويل عن ليلة الإسراء يتضمن أن المصطفى رأى علياً وفاطمة والأئمة من ذريتهما صلوات الله عليه وعليهم ورد قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

« فقلت يا رب من هؤلاء ؟

قال : هؤلاء الأئمة وهذا القائم يحل حلالي ويحرم حرامي وينتقم من أعدائي ، يا محمد أحِبًّه . . . فإني أحبه وأحب من يحبه »[2].

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ذكر فيه أسماء الأئمة عليهم السلام إلى أن قال : من أحب أن يلقى الله وقد كمل إيمانه ، وحسن إسلامه فليتول الحجة صاحب الزمان المنتظر فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى وأعلام التقى من أحبهم وتولاهم كنت ضامناً له على الله الجنة[3].

* كما ورد في حديث طويل أن سائلاً سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن المهدي . . . فأخبره الإمام بصفاته الحميدة إلى أن قال :

اللهم فاجعل بيعته خروجاً من الغمة وأجمع به شمل الأمة ( . . . ) شوقاً إلى رؤيته . . .

* ويدل على مدى الحنين الذي ينبغي للموالي تجاهه عليه السلام . . . ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام الله تعالى . . .

قد روى الشيخ الطوسي رحمه الله في حديث طويل أن بعض أجلاء أصحاب الإمام الصادق دخلوا عليه فرأوه يبكي وهو يقول :

« غيبتك نفت رقادي . . . وضيقت علي مهادي وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك وصلت مصائبي بفجائع الأبد . . . . » .

ولما سئل عليه السلان عن سبب حزنه البالغ وبكائه المرير قال :

« إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا والمنايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمداً والأئمة من بعده عليهم السلام وتأملت في مولد قائمنا عليه السلام وغيبته وإبطائه وطول عمره وبلوى المؤمنين من بعده ( . . . ) فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان »[4].

والنصوص المؤكدة على ذلك كثيرة . . . تهدف جميعاً إلى إيضاح علاقة الحب العام التي ينبغي أن تكون قائمة بين الأمة وإمامها عليه صلوات الله وسلامه .

اللهم أرنا الطلعة الرشيدة . . . واجعلنا من أنصاره وأعوانه . . . والمستشهدين بين يديه . . .

 

 

[1] من دعاء الندبة المعروف .

[2] مكيال المكارم 2 / 138 .

[3] نفس المصدر نقلاً عن بحار الأنوار 36 / 296 .

[4] الغيبة / 105 - 106 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.