أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2017
1743
التاريخ: 2024-03-09
845
التاريخ: 2024-06-11
715
التاريخ: 2024-01-29
1029
|
ولا شك في أن موضوع تولي قائد الجيش أعظم سلطة في البلاد يكون مثارًا للدهشة والعجب عندما يستعرض الإنسان أمامه الدور الضئيل الذي كان يقوم به كل من الجندي وقائده في بناء مجد المملكة المصرية الداخلي؛ فقد كانت حكومة الأسرة الثامنة عشرة تعتنق مذهب الحكم «البيروقراطي»، وبعبارة أوضح كانت حكومة البلاد وقتئذٍ تتركز في يد سلسلة من طوائف الموظفين درجات بعضها فوق بعض كل منها مسئولة أمام رؤسائها وحدهم، بيد أنهم كانوا يقبضون في الوقت نفسه على كل صغيرة وكبيرة ماسة بحياة القوم العامة والخاصة. ولم يكن في يد الأشراف في هذه الفترة أية سلطة لمناهضة هذا النظام البيروقراطي؛ ويرجع السبب في ذلك إلى أن الفراعنة الأوائل من الأسرة الثامنة عشرة قد أجهزوا على معظم فئة الأشراف من حكام المقاطعات، أما البقية الباقية الذين أفلتوا من أيديهم، فقد تلاشوا تدريجًا على كرِّ الأيام، ومن ثم أصبحت طبقة الموظفين تُعَدُّ أعلى طبقة بين أفراد الشعب في كل البلاد؛ ولذا كان يُنظر إليها بعين التبجيل والاحترام، أما الطبقات الأخرى من الشعب فقد كان يُنظر إليها بعين الاحتقار والامتهان، ولا غرابة إذا رأينا أن الكتاب والموظفين كانوا يقبضون على زمام البلاد وحدهم فيما بعد، ويحتلون مكانة ممتازة فيها. وقد بقي لنا صدى منزلتهم الرفيعة فيما دُوِّن في كراسات تلاميذ من عهد «الرعامسة» فقد دافع حملة الأقلام عن هذه الفئة دفاعًا مجيدًا، على حين أنهم كانوا يحتقرون وظيفة الجندي وغيرها من الحرف (1)، ولا شك في أن هذه ظاهرة تدل صراحة على مهاجمة مكانة الجندي والطبقة التي ينتسب إليها، وقد كان هذا الروح العدائي بين طبقة الموظفين وطبقة الجند سائدًا في عهد الأسرة الثامنة عشرة حتى عصر «إخناتون»، هذا على الرغم من أن الروح العسكري كان سائدًا في عهد التحامسة الأول؛ إذ على أعناق رجال الجيش وبحد سيوفهم تبوَّأت مصر المكانة الرفيعة بين دول العالم بعد أن استردت استقلالها وطردت الغزاة الغاصبين من عقر دارها، غير أنه لم يكن يدور بخلد أحد في هذه الفترة أن هذه القوة العسكرية سوف تناهض السلطة البيروقراطية، وتحتل مكانتها، إلا أن الأقدار شاءت أن تتكون رابطة قوية بين الفرعون وبين جنوده الذين خاضوا جنبًا لجنب معه غمار الحروب الطاحنة التي شنوها على الممالك المجاورة، وهي التي أسفرت عن تكوين إمبراطورية مصرية مترامية الأطراف أغدقت على الشعب المصري الخير العميم، والأرزاق الوفيرة. ولقد كان من نتائج تكوين هذه العلاقات بين الفرعون وجنوده أن انتقلت السلطة الحكومية الفعلية تدريجًا إلى يد القواد الحربيين في هذه الفترة، ولا بد لنا الآن من أن نبحث هنا الأسباب التي أدَّت إلى هذا الانتقال، ونعرض صورة العصر الذي بدأ يظهر فيه اندماج الوظائف الحربية بالوظائف المدنية، وكذلك يجب علينا أن نبحث الدور الحقيقي الذي لعبه القائد الحربي قبل انتقال السلطة المدنية إلى يده، وما كان يقوم به خلال التمتع بها، ولكن قبل أن نقف على حقيقة ذلك لا بد من الإجابة على السؤال التالي: من هو الموظف الخارج عن هيئة السلك العسكري الذي يقوم بأعباء وظيفة لها ارتباط بالجيش؟ ثم نتساءل كذلك كيف كان تدرج تلك الوظيفة؟ والجواب على ذلك هو أن رجال السلك العسكري كانوا ينقسمون طائفتين؛ طائفة الموظفين الحربيين، (أي رجال الإدارة) وطائفة الجند العاملين، وكان لكل من الموظفين الحربيين وضباط الميدان عمل خاص بهم. ولما كان بعض هذه الوظائف حربيًّا محضًا وبعضها الآخر يجمع بين العمل الحربي والعمل المدني أصبح من الضروري أن نحدد أوَّلًا الفرق بين عمل الموظف الحربي، وعمل الجندي المقاتل، وعلى هذا يمكن وضع حد فاصل بينهما نعرف به الموظفين الذين كانوا في زمرة الجنود العاملين في الميدان ثم تقلدوا فيما بعد وظائف مدنية، وبهذه الكيفية يمكننا أن نحدد الرقعة التي يمتد عليها هذا البحث، ثم نعرف التأثير الذي أحدثه هؤلاء الموظفون في قلب كيان الأداة الحكومية في نهاية الأسرة الثامنة عشرة. وأخيرًا لا بد أن نجيب عن سؤال آخر وهو: من أية طبقة من طبقات الشعب نشأ القائد الحربي؟
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|