أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-30
![]()
التاريخ: 2023-09-13
![]()
التاريخ: 2024-09-10
![]()
التاريخ: 31-3-2016
![]() |
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36]
الشَّهرُ: مَأَخُوذٌ مِن شُهرَةِ الأَمرِ؛ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَیهِ في مُعَامَلَاتهِم، وَمَحلُّ دُیُونَهُم، وَحَجَّهُم وَصَومَهُم، وَغَیرُ ذَلِكَ مِن مَصَالِحَهُم الـمُتعَلِّقَةِ بِالشُّهُورِ، وَقَولُهُ تعَالَى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّـهِ} أَي: عَدَدِ شُهُورِ السَّنَةِ: {فِي كِتَابِ اللَّـهِ} أَي: في اللَّوحِ الـمَحفُوظِ، أَو: في القُرآنِ، أَو: فِیمَا أَثبَتَهُ في حُکمِ اللَّـهِ وَفي تَقدِیرِه إِثنَا عَشَرَ شَهرَاً؛ وَإِنَّمَا جَعَلَ السَّنَة علَى إِثنَي عَشرَ شَهرَاً وَیُعبَدُ اللهُ فِیهَا، لِیُوافِقَ ذَلِكَ عَدَدَ الأَهِلَّةِ، وَمَنَازِل القَمَرِ، دُونَ مَا دَانَ بِهِ أَهلُ الکِتَابِ [1].
{يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ} هَذَا مُتَصِلٌ بِقَولِه: {عِندَ اللَّـهِ} وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ یَومَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ أَجرَى فِیهَا الشَّمسَ وَالقَمَرَ، وَبِسَيرِهُمَا تَکُونُ الشُّهُور وَالأَعوَامِ: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} أَي: مِنَ الأَعوَامِ الإِثنَي عَشَر أَربَعَةُ أَشهُرٍ حُرمٌ، وَهي مَعرُوفَةٌ [2].
وَمِنهُ قَولُه وَفي خُطبَتهِ في حَجَّةِ الوَدَاعِ: (أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَد استَدَارَ کَهَیئةِ یَومَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ، السَّنَةُ إِثنَي عَشَرَ شَهرَاً، مِنهَا أَربَعَةٌ حُرُمٌ) [3].
والـمَعنَى: رَجعَت الأَشهُر إلى مَا کَانَت عَلَیهِ، وَعَادَ الحَجُّ في ذِي الحجَّةِ، وَبَطُلَ النَّسِيء الَّذِي کَانَ في الجَاهِلیَةِ ذَلِكَ؛ أَي: الأَشهُر الأَربَعَة: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} الـمُستَقِیمُ مِن إِبرَاهِیمَ وَإِسمَاعِیلَ، وَکَانَت العَرَبُ قَد تَمَسَّکَت بِهِ، وَکَانُوا یُعَظِّمُونَ الأَشهُر الحُرُم، وَیُحَرِّمُونَ فِیهَا القِتَالَ، حَتَّى لَو لَقِي الرَّجُلُ قَاتِلَ أَبِیهِ لَم یُهِجهُ [4].
وَشُهُورُ السَّنَةِ: الـمُحَرَّمُ؛ سُمِّي بِذَلِكَ لِتَحرِیمِ القَتلِ، وَصَفَر؛ لأَنَّ مَکَّةَ تَصفُرُ مِنَ النَّاسِ فِیهِ؛ أَي: تَخلُو، وَقِیلَ: لأَنَّهُ وَقَعَ وَبَاءٌ فِیهِ، وَاصفَرَّت وُجُوهَهُم، وَشَهرَا رَبِيعٍ؛ سُمِّیَا بِذَلِكَ لإِنبَاتِ الأَرضِ، وَإِمرَاعهُما فِیهِمَا، وَجَمَادَانِ؛ سُمِّیَا بِذَلِكَ لِجُموُدِ الـمِیَاهِ فِیهمَا، وَرَجَب؛ لأَنَّهُم کَانُوا یُرجِبُونَهُ؛ أَي: یُعَظِّمُونَهُ، وَقِیلَ لِتَركِ القِتَالِ فِیهِ، مِن قَولهُم: رَجُلٌ أَرجَبٌ؛ إِذَا کَانَ أَقطَع، لَا یُمکِنُهُ العَمَلُ، وَشَعبَانٌ: سُمِّي بِهِ لأَنَّهُ یُشعَبُ فِیهِ خَیرٌ کَثِیرٌ، وَرَمَضَانٌ: سُمِّي بِه لأَنَّهُ یَرمِضُ الذُّنُوبَ، وَقِیلَ: لِشِدَّةِ الحَرِّ، وَقِیلَ: إِنَّ رَمَضَان مِن أَسمَاءِ اللَّـهِ، وَشَوَّالٌ: سُمِّي بِه لأَنَّ القَبَائلَ کَانَت تَشوُلُ فِیهِ؛ أَي: تَبرَحُ عَن أَمکِنتِهَا، وَقِیلَ: لَشَوَلَانِ النُّوقِ أَذنَابِهَا فِیهِ [5] وَذُو القِعدَة: سُمِّي بِذَلِكَ لِقُعُودَهُم فِیهِ عَن القِتَالِ، وَذُو الحجَّة: لِقَضَاءِ الحَجِّ فِیهِ [6]: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ} أَي: في هَذِهِ الأَشهُرِ أَنفُسَکُم.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|