المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الموارد التي يجوز فيها قطع الصلاة
2024-06-02
الترك العمدي لاحد افعال الصلاة
2024-06-02
اعداد الصلوات اليومية و نوافلها
2024-06-02
احكام السهو في الصلاة
2024-06-02
تقدير الشهادة
2024-06-02
تعريف القرينة
2024-06-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


منزلة الولد ومسؤولية الوالدين  
  
155   08:11 صباحاً   التاريخ: 2024-05-20
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص13ــ18
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016 1311
التاريخ: 12-1-2016 1755
التاريخ: 7-12-2016 1771
التاريخ: 18-11-2021 1423

لعل الكثير من الآباء والأمهات لم يعرفوا أبناءهم كما ينبغي بحيث لا يعطون الأهمية الكافية لأمر تربيتهم؛ فإنّ من البديهي أنّ الإنسان مالم يعلم حقيقة وكنهَ الشيء كما ينبغي لم يُعطِه الأهمية والقيمة التي يستأهلها، ذلك أنّ ((الناس أعداء ما جهلوا))(1).

من هنا قد يتصوّر بعض الآباء - وبسبب عدم المعرفة التامة لشخصيات أبنائهم والمسامحة في تربيتهم - أنّ أبناءهم أعداء لهم، ولذا فمن الضروري أن نعرف منزلة أبنائنا على ضوء ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة، لنقف على أهمية وظائفنا تجاههم.

لقد وردت في القرآن الكريم تعابير مختلفة بالنسبة للأبناء، فتارة: ورد إنهم {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74]، وأخرى: {زِينَةُ الْحَيَاةِ} [الكهف: 46] وثالثة: التعبير بأنهم {فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] {فِتْنَةٌ} [التغابن: 15].

إن الأولاد أُنس الوالدين وأملهم في الحياة، وهذا ما نادى به زكريا ربّه إذ قال:

{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89].

الولد في الروايات

وردت روايات كثيرة عن الأئمة (عليهم السلام) في هذا المجال تبين تأثير وجود الولد في الحياة، ومن المناسب جداً أن يقف الآباء عندها وقفة تدبّر وإمعان، وهى:

1ـ نعم الشيء الولد

قال الحسن البصري: (بئس الشيء الولد، إن عاش كدّني، وإن مات هدّني) فبلغ ذلك علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال: ((كذب والله نعم الشيء الولد، إن عاش فدعاء حاضر(2)، وإن مات فشفيع سابق))(3).

2ـ لا بركة في بيت لاصبيان فيه

ورد عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال له: ((يا ابن عباس بيت لاصبيان فيه لابركة فيه))(4).

3ـ الولد منك ومنسوب إليك

عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) في رسالة الحقوق: ((... وأما حق ولدك، فأن تعلم أنه منك ومضافُ إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره))(5).

4ـ الولد الصالح ريحانة

عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((ولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة))(6).

5ـ الولد كبد المؤمن

وعنه (صلى الله عليه وآله): ((ولد كبد المؤمن إن مات صار شفيعاً، وإن مات بعده يستغفر الله له فيغفر له))(7).

تقبيل الأولاد سبيل إلى الجنة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((قبلوا أولادكم، فإنّ لكم بكل قبلةٍ درجةً في الجنّة، وما بين كلّ درجتين خمسمائة عام))(8).

7ـ ثواب سقي الماء الولدَ

روى ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه قال: ((من سقى ولدَه شربة ماء في صغره سقاه الله سبعين شربةً من ماء الكوثر يوم القيامة))(9).

8ـ إدخال السرور على الولد

قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((... ومن فرّحه (أي الولد) فرّحه الله يـوم القيامة))(10).

9ـ البر بالولد بر للوالدين

قال رجل لجعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): من أبر؟ قال: (والديك)، قال: قد مضيا، قال: (برَّ ولدَك)(11).

10ـ الرحمة بالولد توجب الرحمة الإلهية

عن الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: ((إنّ الله ليرحم الوالد لشدة حبه لولده))(12).

11ـ نظر الوالد إلى ولده عبادة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((نظر الوالد إلى ولده حبّاً له عبادة))(13).

12ـ ثواب النظر إلى الولد

وعنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((إذا نظر الوالد إلى ولده نظرةً كان للوالد عدلُ عتق نسمة))، قيل: يا رسول الله وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة؟ قال: ((الله أكبر))(14).

والذي يستفاد من مجموع الآيات والروايات المتقدّمة أن الولد موهبة، ونعمة إلهية تكــون بنفسها منشأ للنعم الأخر؛ فإن وجود الولد في الأسرة يضفي على الجو العائلي الخير والبركة والمحبة، والعلاقة بين الأبوين والأولاد هي بحدّ ذاتها من النعم الإلهية العظيمة، فإنّ الولد الصالح أُمنية الأنبياء، كإبراهيم الخليل (عليه السلام) الذي طلب الولد من ربه، فاستجاب دعوته.

نعم، إن الولد ريحانة من رياحين الجنّة، وقطعة من أفلاذ الأبوين، يكون في موته شفيعاً، وفي دعائه مستجاباً، وفي استغفاره مغفوراً لأبويه، وموجباً لرفع العذاب عنهما في عالم البرزخ والقبر، فمع وجود مثل هذه النعم كيف يمكن التغافل عن إدراك شخصية الولد وحاجاته وتربيته والغفلة. عن استعداده؟

حقوق الولد على أبويه

دعتِ الروايات المتقدمة في تربية الولد الأبوين إلى الشعور بالمسؤولية، وهذه المسؤولية الخطيرة لا يمكن التغافل عنها بحالٍ أو التقصير في أدائها.

لعل بعض الآباء يعتقد أنّ لهم الحق المفروض في رقبة أبنائهم وأمّا أبناؤهم، فلا حق لهم قبال آبائهم، ولكن نقول لمثل هؤلاء الآباء: إنّ حق أبنائهم عليهم لا يقل عن حقهم على أبنائهم.

وفي الواقع يبني الآباء حياة أولادهم، ويضمنون سعادتهم بالتربية الصحيحة. وقد كان هذا النوع من التفكير سائداً في صدر الإسلام لدى بعض الصحابة حيث كانوا لا يعتقدون بأنّ لأبنائهم حقاً عليهم، قال أبو رافع للنبي (صلى الله عليه وآله): أوَلَهم علينا حق كما لنـا عليهم؟ قال: ((نعم، حق الولد على الوالد أن يُعَلِّمه كتاب الله، والرمي والسباحة، وأن يورثه طيباً))(15)، أي مالاً حلالاً.

إن وظيفة الأب هي المحاولة الجادة في تربية وأدب الولد، فيعلمه القراءة والكتابة، ويختار له المُرضِعة والمُعلّم الجيّد، فإن كان ابنه ذكراً علمه السباحة والرمي، وسهل له أمرَ زواجه، وأعانه على طاعة ربه.

الآثار السلبية لترك المسؤولية

كما أن للاهتمام والرعاية الكثيرة بأمور الأبناء آثاراً إيجابيةً مطلوبةً في الحياة الدنيا والآخرة، كذلك لهما نفس الأثر السلبي بترك ذلك، فإنّه ليس للتقصير في أداء حقوق الأبناء وترك المسؤولية تجاههم وعدم الجدية في تربيتهم وبلوغهم الفكري إلا التخلّف والانحراف، وفقدان الهوية، وسوء السمعة للأبوين، وسوء العاقبة لهم.

فقد ورد التعبير عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) في رسالة الحقوق الإشارة إلى هذه الوظيفة الخطيرة حيث قال: ((فاعمل في أمره عملَ مَن يَعلم أنه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه))(16).

بل يستفاد مما رواه المتقي الهندي(17) أنّ الولد أو البنت لو بلغا مبلغ الزواج وكــان للأب مكنةٌ مالية فلم يُوَفِّر لهما جهازَهما، ولم يعمل بمسؤوليته تجاههما لأعذار واهية، فارتكبا ذنباً، كتب ما ارتكباه في صحيفة أعمال الأب، بل حتى إن بعض الآباء يكونون عاقين لأبنائهم بدل أن يكون العكس(18).

___________________________

(1) بحار الانوار، ج 78، ص 14.

(2) أي مستجاب الدعوة في حق والديه.

(3) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 112.

(4) كنز العمال، ج 16، ص 281.

(5) مكارم الأخلاق، ص 421.

(6) كنز العمال، ج 16، ص 273.

(7) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 112.

(8) مكارم الأخلاق، ص 220.

(9) كنز العمال، ج 16، ص 443.

(10) عدة الداعي، ص 79.

(11) وسائل الشيعة، ج 15، ص 202؛ عدة الداعي، ص 78.

(12) مكارم الأخلاق، ص 219.

(13) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 170.

(14) كنز العمال، ج 16، ص 472.

(15) نفس المصدر، ص 444.

(16) مكارم الأخلاق، ص 421؛ مستدرك الوسائل، ج 15، ص 168.

(17) كنز العمال، ج 16، ص 442.

(18) مكارم الأخلاق، ص220. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.