أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-20
526
التاريخ: 2024-02-27
967
التاريخ: 2024-07-20
435
التاريخ: 3-10-2016
1531
|
لقد ذكرتُ في الجزء الثاني من هذا المؤلَّف كلَّ ما نعرفه عن بلاد «بنت»، وهو شيء ضئيل؛ إذ الواقع أن ما وصل إلينا عن ثقافتها يكاد يكون في حكم العدم، وذلك على الرغم من أن مصر كانت متصلةً بها منذ عهد الأسرة الخامسة، ولا بد أنها بلاد قد حمتها الطبيعة؛ إذ لا نجد ما يدل على ميل الأهالي للحروب، يضاف إلى ذلك أن البلدين كانا يشعران بقرابة بعيدة تصل بينهما، ممَّا جعل بلاد «بنت» مهيَّأة للتأثُّر بالنفوذ المصري، ولولا ما كان بين البلدين من بُعْد الشقة ووعورة المسالك لَأصبحت الروابط بينهما عظيمة جدًّا. وليس لدينا معلومات صريحة تحدِّثنا عن أن أهل «بنت» كانت لهم طرق تجارية بحرية، وإن كان ذلك من المحتمل؛ إذ نعلم من نقوش قبر رقم 143 في طيبة الغربية، أن بلاد «بنت» كانت لها سفن تجارة غريبة الشكل، ومن المحتمل أن هذه السفن الخشنة الصنع كانت ميزتها تنحصر في أنها تستطيع السير في الشواطئ المرجانية (Davies. M. M. A. XXX. (1935) Nov. II. p. 40–49).
هدايا بلاد بنت: ومن المعلوم أن أهم محصولات بلاد «بنت» الخاصة التي أغرت المصريين بالرحلات الخطرة إلى هذه الجهات؛ الصمغ الذكي الرائحة (عنتو)، وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم بلسم، دون أن نتعرف لاسم النبات الذي كان يُستخرَج منه، وقد كان أمل الملكة «حتشبسوت» أن تنقل هذا النبات الذي كان يُستخرَج منه هذا الصمغ إلى طيبة، وقد نقل فعلًا منه عدة شجرات. والظاهر أن مشروع توطينه في مصر لم يفلح تمامًا، غير أنه مع ذلك لم يهمل كليةً؛ إذ نجد نباتًا من هذه الفصيلة في قبر «رخ مي رع» (راجع: Paintrgs Pl. I.)، وقد كان يُجلَب هذا الصمغ إلى مصر في سلات، ويُكدَّس في أكوام أمام الكَتَبة، أو كان يُقدَّم في هيئة هرم أو مسلة تعظيمًا لمصر؛ وذلك لأن حبيباته الحمراء القاتمة تشبه إلى درجة كبيرة الجرانيت الأحمر. وكذلك من محصولات هذه البلاد الذهب، فنشاهد سلتين من هذا المعدن في هيئة حلقات، وفي سلة أخرى خواتم مطبوعة، ويوجد كذلك سلة مملوءة بمادة حمراء كُتِب عليه «حجر أسود» اسمه «كم كا»، وأخرى تحتوي على مادة بيضاء من المرجان (؟)، هذا إلى ثلاث سلات تحتوي وسطاها على مادة حمراء تُدعَى (خنت)، أما الأخريان فيضمان على ما يظهر بخورًا. أما المنتجات الأخرى فهي: الأبنوس، والعاج، وجلد الفهد، وزجاجة من الجلد، وريش نعام، وبيض نعام، وذيول زراف، وقلائد، وسيف من الخشب وهو السلاح القومي، هذا إلى حيوانات حية منها القردة والنسانيس والوعل وفهد (شيته) (راجع: Pl. XVII.)، أما الرجال الذي مثلوا في هذه الصورة من أهل «بنت»، فينقسمون قسمين، الأقلية منهم لهم لحًى طويلة حقيقية وشعور مرسلة بطولها الطبيعي، وقد لُفَّتْ بأشرطة بيضاء، وهذا الجنس هو نفس الجنس الذي نشاهده في رسوم حملة بلاد «بنت» التي رُسِمت على جدران معبد الدير البحري، أما القسم الثاني فيمثِّل الجنس الزنجي تقريبًا، وهو ذو شعر قصير مجعَّد، ويُحتمَل أن القسمين كانَا من الجنس الحامي الذي اختلط بالساميين، كما نشاهد الآن في بلاد الحبشة. وكلا الجنسين يلبس القميص القصير الذي يستر الوسط، وهو لباس يرتديه أقوام كثيرون، وذلك يرجع إلى بساطته على وجه عام، والمتن الذي نُقِش فوق هذا المنظر جميعه هو: وصول رؤساء «بنت» في سلام مطأطئين رءوسهم إلى مكان جلالته ملك الوجه القبلي والوجه البحري «منخبر رع»، ليته — يعيش مخلدًا — محضرين جزيتهم، وهي هدايا منوَّعة حسنة من بلادهم، وهي بلاد لم تطأها قدم أحد آخَر — وذلك بسبب عظيم قوته في كل بلادهم؛ لأن كل أرض خاضعة لجلالته. وقد كان «رخ مي رع» الأمير الوراثي هو الذي تسلَّمَ الجزية المختلفة الأنواع التي أُحضِرت لجلالته من كلِّ الأقطار بسبب انتصاراته، وكل قطر كان خاضعًا لجلالته. وأمثال هذا المتن يجعل القارئ يفهم أن بلادًا «كبنت» لم يفتحها الفرعون بحد السيف، ضمن المستعمرات التي أخضعها الفرعون مثل بلاد «سوريا» وأقاليم السودان، والواقع أنها ليست من هذا النوع.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|