أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-05
![]()
التاريخ: 2024-12-26
![]()
التاريخ: 2024-12-23
![]()
التاريخ: 2024-05-07
![]() |
هذا وقد عُثِر على صندوقٍ نُقِش عليه طغراءات الملكة في خبيئة الدير البحري، ولكن لما كان اسم «آمون» قد مُحِي منه، فلا بد أن هذا القبر كان يمكن الوصول إليه في عهد «أخناتون»، ولم يكن وقتئذٍ في قبر الملكة، وعلى ذلك فقد ظنَّ البعض أن الكلية التي وُجِدت في هذا الصندوق كانت لملكة تُدعَى «ماعت كارع» من عهد الأسرة الواحدة والعشرين، على أنه قد تكون من الصدف السعيدة إذا كان هذا الصندوق قد استُعمِل ثانيةً بعد صنعه بعدة قرون، وتكون التي استعملته ملكة تحمل اسم ملكتنا «حتشبسوت«(1)، ولدينا بعض آثارها الخاصة، منها إستركون من الحجر الجيري الأبيض، كُتِب عليها اسم «سات رع» مربية «حتشبسوت» الأولى، فنشاهدها تدعو لمليكتها بقربان ملكي بوصفها إلهة، وهذه المربية كانت تُعرَف باسم «ين» أيضًا(2)، وكذلك وُجِد تمثال لشخص يُدعَى «أنيبي» بالمتحف البريطاني يمدح الملكة «حتشبسوت» و«تحتمس الثالث«(3)، وقد عُثِر على بعض قِطَع من الآثار في مدفنها، وأهمها جزء من إناء منقوش عليه اسم الملكة، والكلمات التي تلي الاسم تدل على أنها قد توفيت عندما نُقِش هذا الإناء(4)؛ ولذلك يُعتقَد أن بعض الأشياء وُجِدت بالقرب من قبرها يحتمل أنها كانت جزءًا من أثاثها الجنازي. والواقع أن هذه الآثار تُعَدُّ ذات أهمية عظيمة(5)، ويحدثنا الأستاذ «بتري» عن هذه الأشياء حديثًا ممتعًا، وعن الملابسات التي أدَّتْ إلى كشفها نقلًا عن «جرفيل شستر» الذي أهداها للمتحف البريطاني؛ فيقول لنا: إن مستر «شستر» كان قد أخبره لصوص الآثار أنه توجد مجموعة من الآثار تحتوي على عرش ورقعة «ضامة»، وأحجار «ضامة» عدة، وقطعة من خرطوش من الخشب، وقد وُجِدت كلها مخبَّأة في إحدى الحجرات الجانبية لمعبد الفرعون «رعمسيس التاسع» تحت حجر غير مثبت يسد المكان، وقد أرشد أحدُ تجارِ آثارِ الأقصر المسترَ «شستر» إلى هذه البقعة، أما عن المكان فلا يمكننا إثباته أكثر من أنه كان في بداية تلك الناحية من الوادي التي تقع بالقرب من الصخرة خلف معبد «حتشبسوت»، وهي التي كان فيها قبرها. على أن الآثار التي خبئت بهذه الكيفية تشعر بأن قبرها كان قد سُرِق في الأزمان القديمة، وحمل اللصوص معهم كلَّ ما خفَّ حمله من أشياء حتى يمكنهم أن ينقلوها إلى حيث شاءوا على مهل، بعد أن لفت نظر رجال الحراسة إلى ما حلَّ بقبر الملكة، ولا بد أن اللصوص قد دفنوا الأشياء التي ليس لها قيمة عظيمة في مقبرة «رعمسيس التاسع» التي كانت بدورها قد نُهِبت فعلًا وتُرِكت مفتوحة، وتقع عند فم الوادي، إلى أن يجدوا الوقت المناسب لنقلها، ويظهر أن القطع التي تتألف منها المجموعة كانت في الواقع مرتبطة، فجزء الطغراء المصنوع من الخشب لم يكن من السهل قراءة ما عليه من النقوش إلا لمَن عرف إشارات اسم الملكة، عن ظهر قلب، كما أن التاجر الذي باعها لم يكن يعرف الاسم، وعلى ذلك لم يحاول أحد في ذلك الوقت نسبة هذه الأشياء لهذه الملكة، غير أن قطع «الضامة» المصنوعة من الخشب التي كانت كلها في صور رءوس أسود هي من طراز قطعة «الضامة» الجميلة المصنوعة من حجر اليشب الذي يحمل اسم الملكة على الرأس والطوق(6)، وهذه القطعة محفوظة الآن في المتحف المصري، ولا يمكن أن تكون قد استُعمِلت نموذجًا للمقلدين الأحداث للآثار؛ وعلى ذلك نجد أن القطعة الموجودة بالمتحف تؤرِّخ لنا القِطَع التي توجد في مجموعتنا هذه وتؤكِّد أثريتها؛ وعلى ذلك يمكن القول بأن هذه القِطَع مرتبطةٌ بقطعة الطغراء التي وُجِد عليها اسم الملكة، وكذلك يُحتمَل كثيرًا أن رقعة الضامة هي التي كان عليها هذه القطع، ومن ثَمَّ لدينا دليل على صدق قصة هذه الآثار، هذا إلى أن أسلوب صناعة العرش المصنوع من خشب نادر مطعَّم بدقة بالسام (يُضاف إلى ذلك أن الصل الذي عليه مصنوع من نفس خشب الطغراء)، وشكله الدقيق الجميل المنظر يتفق مع ذوق صناعة العهد الأول من الأسرة الثامنة عشرة، ولا يوجد سبب يدعو إلى الشك في هذه القصة على حسب ما أمكننا أن نصل إليه في ظلِّ نظامٍ يسوده الإخفاء والسرية، فرضه قانون مصلحة الآثار المصرية(7). والواقع أن ما يلفت النظر في هذه القصة الطريفة هو إلقاء اللوم على قانون الآثار المصرية، وعدم إلقاء أية مسئولية على جامعي الآثار من الإفرنج ممَّا يشجع اللصوص على الاستمرار في سرقة الآثار، وإخفاء مكان وجودها، وذلك ما يجعل قيمتها الأثرية تضيع، والمثال السابق الذكر أكبر دليل على ما ذكرناه.
....................................................
1- راجع: Maspero, “Momies Royales” , p. 584.
2- راجع: p. S. B. A. IX. p. 183.
3- راجع: Lepsius, Auswahl. Pl. XI.
4- راجع: Davis “The Tomb of Hatshepsut” , p. 109, 5
5- راجع: Rec. Trav. X. p. 126.
6- راجع: Macgregor Collection. 2965.
7- راجع: Petrie, “History” , Vol. II, p. 93.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
هيأة المساءلة والعدالة: مؤتمر ذاكرة الألم يوثّق سنوات القهر التي عاشها العراقيون إبّان الحكم الجائر
|
|
|